انخرط مئات الشباب المغاربة في “حملة” هجرة غير شرعية فيما يشبه “اقتحام” سبتة الواقعة تحت السيادة الإسبانية، في سيناريو أعاد إلى الأذهان ما فعله المخزن في 2021 عندما تغافل عن عبور مئات الشباب والقصر إلى سبتة، وصنفها المسؤولون في مدريد أنذاك على أنها “ورقة من أوراق الابتزاز المغربي لإسبانيا” .
“اليوم الموعود” أو “15 شتنبر” دعوات الهجرة الجماعية من المغرب إلى سبتة الاسبانية انتشرت كالنار في الهشيم وأثارت استغراب رواد مواقع التواصل الاجتماعي كيف لعمليات هجرة غير نظامية يفترض أن تتم بطريقة سرية أن تكون محل “دعوات معلنة” وتستقطب آلاف الشباب المغاربة الذين تدفقوا على مدينة الفنيدق شمال المغرب تحضيرا لعملية “الهروب الكبرى” .
وفسّر متابعون أن ما يحدث حاليا في المغرب ما هو إلا عملية تتم بإيعاز من المخزن الذي يدفع و على غرار ما فعله قبل سنوات بمئات الشباب والقصر إلى التدفق على سبتة لتسهيل عملية ابتزاز “سياسية” مغربية لإسبانيا ، التي سبق وأن “ارتاحت” في 2019 من صداع الهجرة السرية لمئات المغاربة من خلال دفع مقابل مادي للرباط بعد زيارات متعاقبة لوزراء ومسؤولين إسبان إلى المغرب عام 2018، وعلى رأسها تلك التي أجراها ملك إسبانيا فيليب السادس إلى الرباط، وكللت بالتوقيع على إحدى عشرة اتفاقية ثنائية.
وتعيش مدينة الفنيدق المغربية منذ ليلة أمس توترا شديدا بسبب توافد مئات الشباب الذين انساقوا وراء دعوات الهجرة الجماعية و تنظيم مسيرات جماعية باتجاه معبر باب سبتة في محاولة للعبور نحو الأراضي الأوروبية، ودفعتهم إلى ذلك ظروف معيشية متدهورة . وتناقل الإعلام المحلي أخبارا عن توقيف عشرات الشباب بعد “عسكرة ” المنطقة. غير أن الحرس المدني الإسباني ، دعا وزير الداخلية، فرناندو غراندي مارلاسكا، إلى القيام بزيارة عاجلة إلى المغرب لمناقشة الأزمة المتصاعدة للهجرة غير الشرعية نحو مدينة سبتة.
وحذّرت النقابة الإسبانية من خطورة الوضع على أمن إسبانيا وسلامة عناصر الحرس المدني.وأوضحت – نقلا عن الإعلام الإسباني – أن عناصر الحرس المدني المتمركزين على الحدود يعانون من إرهاق شديد بسبب الضغط المتزايد لعمليات العبور غير الشرعية، مما يزيد من خطر وقوع حوادث وتعرضهم للإصابة.
وأشارت النقابة إلى أن الوضع الحالي في سبتة يشبه إلى حد كبير الأزمة التي شهدتها المدينة في ماي 2021، حيث حاول آلاف المهاجرين اقتحام السياج الحدودي لدخول الأراضي الإسبانية.وحذرت من أن استمرار هذا الوضع دون اتخاذ إجراءات حاسمة قد يؤدي إلى تفاقم الأزمة وتفاقم التوترات بين البلدين.
واضطرت إسبانيا ردا على عملية “الهروب الجماعي” التي خطط لها شباب مغاربة إلى نشر تعزيزات عسكرية على سواحل مدينة سبتة . ويؤكد تقرير أوروبي حديث تحاليل الخبراء بأن المخزن يستعمل ورقة الهجرة غير الشرعية للضغط على الاتحاد الأوروبي ،حيث لم يقبل المغرب سوى باستقبال 2760 مهاجرا مغربيا من أصل 35065 مهاجرا موضوعَ أوامر بالترحيل صادرة عن الاتحاد الأوروبي فـي عام 2023.وبحسب صحيفة “الباييس” التي نشرت معطيات عن التقرير، فإن المغرب قبل بـ 8% فقط من طلبات ترحيل مواطنيه التي تم تقديمها من طرف بلدان الاتحاد.
المصدر: قناة الجزائر الدولية