أكثر شخصين فرحا بموقف ماكرون، الذي اعترف فيه بالحكم الذاتي، هما الكاتبان المأجوران في جريدة القدس العربي: الذبابة نزار بولحية وبلال التليدي. الأول كتب بنوع من التهكم متى ستخلع الجزائر نظارة الصحراء، والثاني كتب ماذا بقي للمغرب كي يطوي ملف الصحراء؟ نخبركما خبرا سارا أن لا الجزائر ستخلع النظارة ولا المخزن سيطوي ملف الصحراء الغربية مثلما يشتهي المخزن. حين اعترف ترامب كتبتما وأنتما تغنيان منتشيين أن القضية تم حسمها، وها هي أربع سنوات مرت ولا شيء تغير. اعترف بيدرو سانتشيز وقلتما أن القضية تم حلها لكن لم يحدث أي تغيير. فرحتما باعتراف نتنياهو وبتطبيع المخزن واعترافه بالقدس(القدس الشريف وليس القدس الذي تكتبان أنتما فيه) وقلتما أن القضية حُسمت لكن النتيجة كانت وبالا: تعاظمت مشاكل المخزن بسبب التطبيع، وحلّ عليكم جميعا الخزي والعار. الآن اعترف ماكرون الذي كنتما والذباب مثلكما تنتظرون اعترافه، لكن نقول لكما أن فرنسا هي أول من دافع عن الحكم الذاتي منذ عهد شيراك سنة 2007م، لكن لم تستطيع تغيير الواقع القانوني والميداني للقضية. نقول لكما أيضا أن فرنسا دائما تُشهر ورقة الفيتو المحروقة ضد الشعب الصحراوي منذ سنة 1975م، لكنها عاجزة عن حل القضية لصالح المخزن المتهالك. فرنسا الحالية التي اعترفت بالحكم الذاتي ليست هي فرنسا التي كانت سنة 1975م تتحكم في نصف القارة الإفريقية، وليست هي فرنسا التي كان يطيعها الاتحاد الأوروبي، وليست هي فرنسا القوية صاحبة الفيتو. حالة فرنسا الحالية الصحية تشبه حالة ملك المخزن الصحية أيضا. الإثنان مريضان، وفرنسا في طريقها إلى الفشل ولن ينفعها الغريق الذي تتشبث به- المخزن-. بعد سنوات من الآن سيقول لكما قائل أن فرحكما بقرار فرنسا لن يحسم قضية الصحراء الغربية لصالح المغرب مثلما لم يحسمها نتنياهو وترامب وسانتشيز قبلها.
السيد حمدي يحظيه