ندد السيد أبي بشراي ممثل جبهة البوليساريو بسويسرا ولدى الامم المتحدة والمنظمات الدولية في جنيف "بالمواقف الأحادية الجانب التي تتخذها بعض الدول الغربية وآخرها فرنسا في دعم الاطروحة التوسعية المغربية"، مؤكدا أن "حوالي 50 سنة من النزاع وصمود الشعب الصحراوي وكفاحه العادل أثبتت أن المملكة المغربية تحتاج من أصدقائها الحقيقية المساعدة للخروج من مأزق استمرار احتلال الصحراء الغربية باهظ التكلفة ماديا وسياسيا وليس من يشجعه على مواصلة مغامرته التوسعية في الصحراء الغربية التي باتت تجر استقرار وأمن منطقة شمال افريقيا بكاملها إلى المزيد من المزيد من الأخطار وتفتحها على منزلقات لا تحمد عقباها بالنسبة للجميع".
وأبرز الدبلوماسي الصحراوي، في معرض المحاضرة التي تقدم بها باعتباره المتحدث الرئيسي في الندوة الدولية للقضاء عل الاستعمار المنعقدة في أبوجا - نيجيريا، "أضلع مثلث" عدالة كفاح الشعب الصحراوي من اجل الحرية والاستقلال والمتكون من ضلع القانون الدولي المتضمن لقرارات الامم المتحدة العديدة بما فيها الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية، وضلع القانون الافريقي المتضمن لقرارات منظمتي "الوحدة الافريقية" و"الاتحاد الافريقي" بما فيها قرار المحكمة الافريقية لحقوق الإنسان والشعوب الصادر سبتمبر 2022، وأخيرا ضلع القانون الأوروبي الذي تعكسه القرارات المختلفة لمحكمة العدل الأوروبية 2016، 2018، و2021.
الدبلوماسي الصحراوي، شدّد أمام المشاركين في الندوة على أن "عدالة القضية الصحراوية وتصميم وارادة الشعب الصحراوي في مواصلة الكفاح بمختلف الوسائل وفي مختلف الجبهات، تجعل من تكريس حقه في تقرير المصير والاستقلال مسألة وقت وحتمية تاريخيّة لا يمكن الالتفاف عليها ولا تأجيلها إلى إلى ما لا نهاية"، داعيا إلى "استنباط الدروس من تاريخ التحرر في إفريقيا والعالم ومما يجري الآن في فلسطين، حيث دفعت الموقف الغربية المحابية لاسرائيل إلى حدوث الانفجار الحالي والمؤهل لأن يقود المنطقة إلى منزلقات ومواجهات إقليمية خطيرة".
وفي ختام مداخلته أمام الندوة الدولية للقضاء على الاستعمار المنعقدة في أبوجا - نيجيريا ما بين 12 و 13 غشت الجاري، أكد السيد أبي بشراي "أن الاحتلال المغربي، بمحض ارادته غير مستعد للتعاون من أجل التوصل لحل سلمي يحترم مبادىء القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، وأن المجتمع الدولي، بما فيه الاتحاد الأفريقي مطالب اليوم، أكثر من اي وقت مضى، على ممارسة كل الضغوط على الرباط لإرغامها على احترام الالتزامات والاتفاقيات التي وقعتها مع الطرف الصحراوي تحت إشراف الامم المتحدة من أجل تصفية الاستعمار من الاقليم، إذ ان الشعب الصحراوي هو وحده من يمتلك الحق الأصلي والشرعي في تحديد الوضع النهائي لإقليم الصحراء الغربية الواقع تحت وطأة الاحتلال العسكري المغربية منذ سنة 1975".
جدير بالذكر ان الندوة الدولية لإنهاء الاستعمار المنظمة في أبوجا - نيجيريا خلال اليومين الأخيرين، قد شهدت حضورا دوليا ونيجيريا متميزا وترأس أشغالها وزير الخارجية النيجيري الأسبق إبراهيم گامباري وحضرها وفد صحراوي هام يضم كلا من السيد إبراهيم السالم بوسيف سفير الجمهورية الصحراوية بنيجيريا والسفير ابي بشراي ممثل جبهة البوليساريو في سويسرا ولدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية بجنيف.