تحولت دبلوماسية اسبع لغات التى تراجع دورها بشكل ملفت في السنوات الأخيرة ولاسيما تعاطيها البارد و الانهزامي مع الحرب الثانية التى لم تنجح في استثمار مناخها لتحقيق مكاسب إضافية تعزز من مكانة القضية على مستوى الساحة الدولية من ممارسة الفعل النضالي إلى ممارسة الفعل الوظيفي.
بل بالعكس بدل من أن تهاجم مدعومة بواقع الميدان الحربي فضلت انتهاج اسلوب الدفاع الاستسلامي في امريكا اللاتينية والكاريبي وافريقيا دون الحديث عن ما تعرضت له على مستوى أوروبا من إخفاقات مدوية لعل الانحراف الاسباني أكبر دليل على ذلك أما في امريكا والأمم المتحدة فالبحث عنها جاري.
ويعود هذا التحول في نظري إلى أن الدبلوماسي الصحراوي كغيرها من المؤسسات الوطنية تأثرت بالتحولات الاقتصادية والمعيشية العميقة التى طرأت على حياتنا اليومية ولم يعد الدبلوماسي يرى أن ما بين يديه من إمكانيات يمكن أن يتجاوز حدود ممارسة دور حارس السفارة أو التمثيلية وأصبح ينظر إليها على أنها وظيفة تساعده في تلبية احتياجات الشخصية والعائلية.
وقد برزت هذه الإشكاليات مؤخر على الساحة وتحولت إلى صراع وافگايع مع الاخ الاكبر حول توسيع أو تقليص الميزانيات أو صراع داخل السفارة بين لمهاريز لكبار وبعض الشباب الذين تم تعينهم في السنوات الاخيرة.
ولكن من زاوية موضوعية أخرى قد تكون الدبلوماسية الصحراوية تأثرت برحيل عمالقة كبار في التحليل السياسي والعلاقات العامة كانت لهما مكانة مميزة في العالم الدبلوماسي جمعا بين الكفاءة في اللغات والاحترافية في التواصل والالمام الواسع بالقانون والسياسة والإعلام تراكمت لديهما خبرة طويلة في ملفات حساسة.
كنت وانت تتابع مقابلاتهما و تصريحاتهما تشعر انك في حضرة أساتذة كبار في عالم السياسة والفكر والدبلوماسية فرضا بالباقتهما و رزانتهما و طريقتهما اللينة و الاحترافية في الحديث الاحترام والتقدير خارجيا و داخليا كان لرحيلهما أثر بليغ في الأداء الخارجي خلفا فارغا يصعب تعويضه على المدى البعيد.
اذا كان من حق الجزائريين أن يفتخروا بالدبلوماسي المحنك والمخضرم محمد الصديق بن يحيى و للايرانيين أن يفتخروا بجواد ظريف فمن حقنا كصحراويين أن نفتخر بالشهيد امحمد خداد والشهيد البخاري احمد اللذين شكلا لوحدهما مدرسة في فن السياسة والفكر والدبلوماسية.
رحم الله الشهيد امحمد خداد والشهيد البخاري احمد وجميع شهداء الدبلوماسية الصحراوية منذ تأسيسها إلى اليوم .
بقلم الاستاذ : علالي محمود