عنْون البعض مقالاته في صفحاته الشخصية ب: هرب من القمع إلى القمع. لقد نسى الشاب الصحراوي الحقوقي أن إسبانيا هي وجه العملة الآخر للمغرب. تصدرت صيحته الصفحات الخارجية لبعض الجرائد: اذهبوا بيّ إلى أي مكان آخر في العالم ما عدا إلى المغرب".
يوميا، يدخل مئات المغاربة إلى إسبانيا بدون أوراق وبدون هويات ويتم إيوائهم ومعاملتهم معاملة حسنة، رغم الجرائم التي يرتكبون في إسبانيا ورغم خلفيات أكثريتهم الارهابية، ويوميا، أيضا، يحصل المغاربة بالمئات على الجنسية والإقامة. منذ أسبوعين دخل شاب صحراوي إلى أرض إسبانيا هاربا من القمع في الجزء المحتل من الصحراء الغربية، فاستقبلته ترسانة الدولة الإسبانية كلها بشرطتها ودركها وقواتها الخاصة ومحاكمها كأنه جيش من الناس. ورغم أنه يحمل اوراقا ثبوتية، ويحمل وثائقا تدل أنه صحراوي يسكن تحت الاحتلال، ورغم طلبه اللجوء الإنساني، مُنع من الدخول، وتم احتجازه في المطار، وبعد رفضه العودة الطوعية إلى المغرب رُفعت قضيته إلى المحكمة. تصوروا، رغم دخول المغاربة يوميا إلى إسبانيا ورفضهم العودة، لا تقام لهم محاكمات ولا إجراءات تعسفية ولا يتم ترحيلهم. تم رفض طلبه، وتم إصدار قرار قضائي بترحيله إلى المغرب. كل ما وقع ضد هذا الشاب غير قانوني: أولا، المحكمة تعجلت في إصدار قرارها لأن عشرة أيام غير كافية لإصدار حكم معقد مثل هذا؛ ثانيا، لم تسمح له بالتعاقد مع محامي؛ ثالثا، الدولة الإسبانية تعجلت في رفض طلب اللجوء الانساني الذي تقدم به الشاب لأن عشرة أيام غير كافية لعرض قضيته من مختلف جوانبها. ورغم معارضة المجتمع المدني في بلاد الباسك لقرار الترحيل، إلا أن المحكمة، ومن وراءها الدولة الإسبانية، رفضتا تجميد قرار الترحيل. الكثير من الصحف الإسبانية عنونت مقالاتها عن حالة الشاب الصحراوي بشبه صرخة صرخها في وجه إسبانيا كلها: أذهبوا بيّ إلى أي بلد آخر في العالم- ولو إلى الجحيم- ما عدا المغرب".
عندما يكون هناك من يريد أن يذهب إلى جهنم بدل العودة إلى بلد يقول أنه مسلم فانتظروا قيام الساعة.
السيد حمدي يحظيه