القائمة الرئيسية

الصفحات

فرنسا.... عدو الصحراویین الازلي



اذا اردنا ان نعرف قوة المغرب ، فلننظر الى دور فرنسا دولیا، ففرنسا ھي التي خططت للحرب على الصحراويين  و شاركت بطائراتها، و ھي التي ترجع لھا صیاغة قرارات مجلس الامن.
 فرنسا اذا ھي التي تعین المبعوثین بمباركتھا و ھي التي 
تعرقلھم بإرادتھا، فاحيانا ينتابنا سؤالا فضوليا و نقول من أين اكتسب المغرب هذه القوة التي تجعله يرفض، و يعارض القرارات و يرتكب الجرائم ضدنا في تحدي صارخ و صريح للقانون الدولي؟، اذا، ان لم تكن الحماية الفرنسية فلن يصمد المغرب و لو ليوم واحد.
و لان النزاع یعني الشعب الصحراوي، لا تزال ذاكرة فرنسا تحتفظ بذكریات الیمة مع المقاومة الصحراویة، و تعاقبنا بذنب المقاومة، كما عوقبت المانیا بدفع تعویضات عرفت حینھا "بعقوبات ذنب الحرب".
 لم تتحرر فرنسا  من عقدتھا و ستبقى تصادر حلمنا، و تحارب إرادتنا في التحرر، و كلما اصيبت بنكسة، او تعثر بسياستها الامبريالية كانت ردة فعلها تجاهنا انتقامية.
ففرنسا اليوم تعيش هزائم  جيوستراتيجية عميقة، على مستوى افريقيا-حدائقها الخلفية و منطقة نفوذها التاريخية-، فاستشعرت الخطر الداهم الذي افرزته الانقلابات الاخيرة بدول الساحل الافريقي، حيث انسحبت تجر أذيال الهزيمة، لفظتها الشعوب و ضاقت بها ذرعا، و ببيادقها التي استنزفت خيراتها.
بطرد القوات الفرنسية، تعيش افريقيا اليوم في مرحلة التحرر الثانية، و لم يبق لها إلا الاستماتة مع ما تبقى من ارثها، و عملائها المخلصين، فدولة الاحتلال كانت و لا تزال شرطي المنطقة،تنفذ كل ما تطلبه فرنسا، و لو كان على حساب افريقيا و شعوبها، فما يهم المغرب هو الحفاظ على عرش الملكية قائما، حتى و لو كلف ذلك رهن سيادته.
ما نراه اليوم من انحياز فاضح، هو كشف لاتفاقيات لصوصية سرية، ظهرت للعلن بعد خيبات الامل و مرارة الهزيمة، و ضعف الوكيل المغربي الذي يعيش أسوأ أيامه، على مستوى السلطة  الملكية، فانهيار العرش بمرضه او صراعات قد تقود لزعزعته،يرهب فرنسا، و يجعلها في حالة من عدم اليقين، فحماية العرش أولوية قصوى بالنسبة لها، لأنه الضامن لسيطرتها  على كل مناحي الحياة بالمغرب،سياسيا،اقتصاديا،تجاريا..الخ.
ضف الى ذلك صراع القوى العالمية على مناطق النفوذ، و المجالات الحيوية،فحسابات فرنسا الاقتصادية، اعمتها عن الحقوق الشرعية للشعب الصحراوي، فالصحراء الغربية بمجالها الحيوي،و موقعها الاستراتيجي،إضافة إلى وجودها على تخوم جبل التروبيك"، -الغني بمختلف المعادن النفيسة-، هذا الاخير اصبح محط أنظار قوى،تتداعى من اجل الظفر به، و يعتقدون ان سلطة الامر الواقع المغربية، يمكنها منح كل شيء"، اذا ما تم الاعتراف لها باي حل يمنحها السيادة، فتماهت تلك القوى مع الاحتلال للظفر بنصيبها من الكعكة.
باعتقادي ان ما يحصل مؤامرة لتصفية القضية، أجلت لسنوات حتى نضجت عواملها، على شاكلة  صفقة القرن، التي ادت الى حرب غزة، نفس الاطراف الآن تظاهرت بالسلام لفترة،و لم تتحقق مصالحها، هي اليوم" تحاول عصر البرتقالة لتخرج ثمارها"، لسان حالها يقول لدول المنطقة،" (الجزائر/الصحراء الغربية) اما قبول هيمنتي و استعادة مصالحي او الفوضى عن طريق تعميق الاحتلال المخزني، و دعم خططه الامبريالية. 
فالسيناريوهات مفتوحة على كل الاحتمالات اذا ما تمسكت فرنسا بموقفها، و مهما كان الموقف فان فرنسا الاستعمارية ستبقى عدو الصحراويين الازلي.
الأستاذ خطري الزين

إذا أعجبك محتوى الوكالة نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الاخبار السريع ليصلك الجديد أولاً بأول ...