القائمة الرئيسية

الصفحات

المراجعة و التقييم تعبير عن الحصانة و الوحدة والإنسجام فلم الخشية!؟


لا نختلف أن جملة من الأحداث والتطورات العاصفة فرضت اليوم إيقاعها على مسار كفاحنا  الوطني ، و بالتالي من الطبيعي أن تأخذ حيزاً من النقاش المنسجم أحيانا و غير المتفق في احيان أخرى .و ترى بعض الآراء أن ما  يطفو  من كلام هو نوع من المساجلة لما بعد المؤتمر الأخير ، و ان محطة المؤتمر كانت فرصة للنقاش و التقييم، في وقت توضح اصوات أخرى ان المؤتمر الأخير، أخفق  في أن يشكل محطة لاستنهاض الجسم الوطني ويقدم إجابات تتعلق بتحديات المرحلة.و يبدو أن النقاش بدا أكثر عمقاً من الحالة الآنية لواقعنا  ومقتضياتها، و أخشى ان يصل حد التراشق بعيدا عن حد المساءلة أو التساؤل المشروع من زاوية الإدراك بأن مبدأ المراجعة  الدائمة لوضعنا، و نحن نخوض حرب التحرير، يبقى ضرورة بطبيعة الحال يحتاجها أي تحرك و عمل وخاصة لما يكون الامر متعلق بالمصير، و لا بد ان تكون أي وقفة مع الذات فرصة حقيقية لتجاوز نقاط الضعف وإغلاق الثغرات التي تنشأ عن واقع الاحتلال أو بسبب  ممارساتنا اليومية كنا قاعدة او قيادة، والعمل على تقويم التجربة مع مرور السنوات،دون تجاهل الأخطاء والتجاوزات و حالة الترهل في التنظيم ، و الظواهر الخطيرة التي أصبحت منتشرة في وسطنا مع العلم  ان  هذا كله لم يلغ، ولا يمكن أن يلغي، ما أنجز من مكاسب و ما قدم من تضحيات....
إننا كمناضلين نؤمن ان البوليساريو ليست مجرد حساسية سياسية بالمفهوم الحزبي، بل هي حركة وطنية شاملة و مظلة جامعة لجميع الاراء و المواقف  حتى و ان كانت متباينة، و عنوانا لكرامة المواطن الصحراوي و المعبرة عن طموحاته ....

بهذا المعيار يكون في نظري المتواضع اي نقاش أو تقييم قد امتلك المشروعية ، ويشكل جزءاً من الصيرورة التاريخية لكفاحنا  الوطني.
 إن  أية حركة تحررية لا تواجه ذاتها ولا تنتقد تجربتها، هي حركة لا تستحق الحياة،إذ إنها تبدو غير واثقة من نفسها، ولا حتى من مسيرتها،فضلاً عن أن ذلك يعني أنها فقدت حيويتها، وقدرتها على التطور والتجديد،  لهذا ظلت جبهة البوليساريو التي ألهمت الروح الكفاحية عند الشعب الصحراوي  منذ تأسيسها ، و نسجت خيوط الهدف الصحراوي في الحرية والاستقلال ، حريصة دوما  على مراجعة أوضاعها وخاصة في المراحل التي توصف بالحساسة لإصلاح ذاتها و تقويم أدائها وتطوير أوضاعها و استشراف أفاق عملها .
وقد نكون اليوم في أمس الحاجة إلى وقفة صادقة مع ذواتنا و بنوايا منسجمة، وحركة بحجم البوليساريو  ووزنها كان دوما الثابت في تقاليدها أنها تتبنى أسلوب النقد والمراجعة والتقويم منهجا للمعالجة ووضع تجربتنا دوما في موقع التقييم والمساءلة وقد أجزم أنها اليوم لا تخشى أبدا  وضع تجربتنا موقع فحص و تشريح حقيقي لواقعنا الحالي في جميع تجلياته . 
 إنه المصير الذي يجمعنا أكثر مما  يُفرّقنا ، ويقربنا أكثر مما يُبعدنا ، ويسهل جمعنا أكثر مما يعوقنا ،
ونحن أكثر يقيناً بأن القادم من الأيام متخم بلائحة  طويلة من التحديات الواضحة،  و هو ما يحتم  ان تكون أي خطوة  في هذا الإتجاه شكلاً من أشكال الحصانة و الوحدة و الانسجام وتعزيز أدوات المواجهة مع الإحتلال وتشكيل حائط صد إضافي ضد جملة من السلبيات التي أصبحت واضحة للجميع. 
بقلم: لحسن بولسان

إذا أعجبك محتوى الوكالة نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الاخبار السريع ليصلك الجديد أولاً بأول ...