" ذاب الثلج و بان المرج".
و أخيرآ سقطت ورقة التوت عن عورة السياسة الخارجية الفرنسية.
في البداية دعونا نتفق بأن الموقف الفرنسي القاضي بإعتراف الدولة الفرنسية ب" السيادة " المغربية علي الصحراء الغربية ليس بالموقف الجديد .
دعونا , نعترف كذلك, بأننا نحن كصحراويين كنا نعرف الموقف الفرنسي جيدآ.
الجديد في هذا " الإعتراف", هو الإعلان عنه رسميآ من قبل الدولة الفرنسية.
قال قائل , بأن هذا الإعتراف هو " فزت" نارب من طرف حكومة فرنسية منتهية الصلاحية.
قال, قائل آخر( برفع حرف الراء), قال بأن هذا القرار لن يؤثر على القضية الصحراوية و علي طبيعتها القانونية و السياسية.
قال ثالث, بأن هذا القرار جاء بعد قراءة متأنية من الدولة الفرنسية العميقة لسياستها و لتموضعها و لإعادة نظرها في علاقاتها بدول القارة.
صدق, كل هولاء.
و لكن, دعونا نكون صرحاء مع أنفسنا و مع شعبنا و مع التاريخ.
الإعتراف الرسمى الفرنسي ب" مغربية" الصحراء, يعني دق آخر مسمار في نعش ما يسمى بالتدخل الدولي - القانوني و السياسي و الأخلاقي - في حل المشكل الصحراوي.
لقد كانت الدولة الفرنسية و خصوصآ - الدولة العميقة - , تسعى علي الدوام لتحويل القضية الصحراوية من قضية قانونية و سياسية , إلي قضية إنسانية.
فشلت في جوانب و نجحت في جوانب.
فشلت فى القضاء على القضية في مهدها, رغم زجها بكل ثقلها السياسي و العسكري و المخابراتي في ذلك .
ساستها و دبلوماسييوها دافعوا عن وجهة النظر المغربية بشراسة و طائراتها من " جغوار " و " ميراج " نفثت حممها و سمومها علي عزل الشعب الصحراوي و على مقاتليه.
فرنسا, شي كامل خاسر ما عدلتو للشعب الصحراوي, ألا ما قدت عليه.
نجحت هي و - غيرها - , من المتأمرون على الشعب الصحراوي في "جرنا"لمخطط التسوية , الذي تحول فيما بعد بقدرة قادر إلي " مسلسل " السلام.
و ما أطولك يا مسلسل.
الكلام يطول عن الأسباب ألتي دفعتنا للقبول ب"مخطط السلام".
هو كذلك , للمالكية فيه قول و للشافعية قول و للحنابلة و الأحناف قول آخر.
ما يهمنا و - بغض النظر عن الأسباب و المبررات -, هو أنه تم خداعنا و أخذنا في غفلة منا و في غفلة من التاريخ, إلي حيث نحن اليوم.
أين, نحن اليوم....؟
في موضوع البارحة" أمنين يشيان النهار", طلبت من القراء الكرام, بأن لا ينظروا للماضي و بأن يبتعدوا عن تصفية حساباتهم مع الماضي.
الماضي, دعوه للمؤرخين و للتاريخ.
هناك , من يريد إوحلكم فمصارينكم.
لا تعطوه هاته الفرصة.
عودة للموقف الفرنسي - الإعتراف للمغرب ب " بالسيادة" علي الصحراء الغربية, من - وجهة نظري المتواضعة - , قرار يجب أن يصفق له الصحراوييون وقوفآ.
من ناحية أقلع الغشاوة عن عيوننا نحن الصحراوييون و من ناحية أخري, أعطي للحليف مبررآ لإعادة نظره في كل " المسلمات" السابقة.
نحن و الحليف , الآن يمكننا دخول المعركة و القفز في البحر بملابسنا.
لا خوف اليوم من أن تتبلل ملابسنا العسكرية و السياسية و الأمنية و الدبلوماسية.
لقد سمعت" شهرزاد" الصياح, فسكتت عن الكلام المباح .
هذا , لمن قرأ رائعة" ألف ليلة و ليلة".
الآن, دعوني, أفكر بصوت عال.
1 - القضية الصحراوية, وصلت لمكانة لا يستطيع, أي قرار , من هنا و قرار من هناك , تحويلها من قضية قانونية و سياسية , إلي قضية إنسانية....قضية قاعدين عندها أهلها و أحرار العالم.
لا مكان للإنسانية في قاموس المجتمع الدولي.
لعزائز و التركة ما تلا جاد أعليهم ذاك .
2 - إستقلال أهل الصحرا, مرتبط, إرتباطآ عضويآ بزمايد مدافعهم و بزمايد مدافعهم فقط
الباقي تفاصيل.
3 - الإبقاء على وزارة واحدة , هي وزارة الدفاع و تحويل بقية " الوزارات" إلي مديريات و تقليصها و ترك المديريات الخدماتية فقط-المرتبطة بتقديم الخدمات الضرورية للشعب الصحراوي.
ميزانيات السفارات و التمثيليات الصحراوية في الخارج, يتم تحويلها إلى وزارة الدفاع و إلي مقاتلي جيش التحرير الشعبي الصحراوي( مادامت الميزانيات الضخمة ما سلكتنا من الإعتراف الفرنسي ب " مغربية " الصحراء).
4 - التفكير, في تغيير إسم وزارة الدفاع, من وزارة الدفاع , إلي وزارة الإستقلال.
لا تخافوا من كسر الطابوهات.
بقى لكم القليل لتخسروه.
ليس لكم اليوم و الله , إلا الله و زمايد مدافعكم.
من يقول لكم غير ذلك, لا يريد بكم خيرآ.
عودوا لغرائزكم, خصوصآ تلك منها المرتبطة بالتفجار و التبكار و السرية علي مواقع العدو.
الدكتور, بيبات أبحمد.