في سنة 2008م، أصيب مسعود ولد بلخير رئيس البرلمان الموريتاني يومها بفيروس، وصرح أنه مع الحكم الذاتي في الصحراء الغربية(انظر جريدة القدس العربي الصادرة بتاريخ 4 يونيو 2008م)، وزار المغرب وتزلف له، لكن المخزن تخلى عنه. دارت عجلة التاريخ، ووجد بيرام ولد عبيد نفسه يلعب نفس الدور الذي كان يلعبه مسعود ولد بلخير: مغازلة المخزن والارتماء معه في نفس المخدع لمساعدته في الفوز بالإنتخابات. لم يتعلم بيرام ولد عبيد من مأساة ولد مسعود. ذات يوم أصيب بيرام بنفس الفيروس الذي أصاب ولد مسعود، وظهر على شاشات وواجهات تلفزيونات وجرائد المخزن؛ ظهر وجبهته تنز بالعرق وتقطر بالعطر، وهو يصرّح: "سأحل قضية الصحراء الغربية". فهمنا من ذلك التصريح أن الرجل ارتمى في أحضان المخزن، وأنه طلب منه أن يساعده في الانتخابات، ووعده أنه إذا فاز سيقف معهم في قضية الصحراء الغربية، وسيعترف لهم بالحكم الذاتي. هذا هو الذي فهمنا. المخزن لا يتقرب منه شخص، خاصة اذا كان سياسيا، إلا إذا كان سيساعده في قضية الصحراء الغربية ويعترف له بالحكم الذاتي. هذا ما فهمنا من حج بيرام إلى المغرب وتزلفه له. لكن للمخزن حسابات أخرى، ويعرف أن بيرام ليس قويا بما فيه الكفاية حتى يصبح هو سيد موريتانيا الأول. إذن، وضع بيرام كل البيض الذي يملك في سلة المخزن، لكن المخزن تخلى عنه وكسر بيضه. جاءت الانتخابات، وصال بيرام وجال، ونفخ أشداقه حتى خرج منها الزبد، وحاول أن يقلد دونالد ترامب في حملته الانتخابية، وأن يقلده في التقرب من المغرب، ويتعهد له أنه سيقف إلى جانب في قضية الصحراء الغربية، لكن المخزن خائن تاريخيا، ولا أخلاق ولا عهد له. اكتشف بيرام من خلال الدخول في معترك الإنتخابات في موريتانيا أنه ما هو إلا ممثل صغير في مسرح كبير، وأكتشف أنه ارتكب عدة أخطاء فادحة، وأنه اغتال نفسه سياسيا: تخلى عنه المخزن، خسر سمعته في موريتانيا بتقربه من المخزن، خسر ود الصحراويين، خسر ود الجزائر وخسر الانتخابات. لم يفهم بيرام رغم صراخه وصخبه في المهرجانات أن من سيحكم موريتانيا عليه أن يعرف كيف يسير على حافة السكين.
السيد حمدي يحظيه