القائمة الرئيسية

الصفحات

حذارِ من " 88" أخرى(توضيح)


من خلال الردود على الموضوع الأول اتضح ما يلي: إما إنني أنا لم اعبر، كتابيا، بأسلوب مفهوم، كما ينبغي، عن فكرتي، وإما أن الذين قالوا أن المقارنة غير واردة تعجلوا، وقالوا أن أحداث 88 قبلية وخيانة، وأن الحراك الداخلي الآن هو حراك وطني يخدم القضية الوطنية، وسيأتي المهدي المنتظر الذي سيأتي بالاستقلال والدرونات والأموال، وأنهم ليسوا انتهازيين وليسوا قبليين وهم مجرد ملائكة إلخ.. فمثل هؤلاء لا يُرد عليهم.
أولا، حين استحضرت أحداث " 88" فقد استحضرتها، ليس لأنها قبلية أو سياسية أو أن الغاضبين على الوضع الحالي هم من جماعة 88، إنما لأنها- مهما كان لونها ونوعها ومظلتها- أحداث شقت الصف وكادت تعصف بوحدة الشعب الصحراوي التي هي خط أحمر.

ثانيا، حينما قلت أننا الآن نعيش وضعا- من حيث الاحتقان والتهديدات بالاستقالات وترك المهام- يشبه الوضع الذي سبق أحداث 88 فهذه، حسب قراءتي للوضع الحالي، حقيقة قائمة وليس وحيا أو تنجيما.

ثالثا، إذا قلت أن عين العقل هي التمسك بالقانون والوحدة الوطنية رغم الألام والاخفاقات والفساد، مهما كانت عيوب القانون والوحدة، فمن الغباء وصف هذا التصور بالموالاة أو الاصطفاف، والذين يقولون هذا الكلام لا يُرد عليهم. النوايا الحسنة والحماس والطموح وحب التغيير في مجتمعات العالم الثالث قادت إلى الكثير من الدمار في ليبيا وسوريا والعراق.

رابعا، هؤلاء الذين يدعون إلى التغيير، وهم كُثر وفي كل القطاعات، هل لديهم وعودا ملموسة يقدمونها لنا مثل الدرونات والأموال أم إنهم فقط يتوهمون إنهم في بلد مستقل، له إمكانيات واقتصاد ووو. إذن، إذا كان لدى هؤلاء الإخوان ضمانات لحل معضلة الاستقلال ومعضلة الدرونات ومشكلة رواتب المقاتلين والمعلمين فبكل تأكيد أن الذين يتواجدون في السلطة، والذين أساءوا التسيير والتدبير، سيتخلون عنها طواعية. صحيح، التغيير صحي وطبيعي ومطلوب، لكن، في حالتنا الحساسة جدا، يجب أن يتم طبقا لقانون وليس عن طريق الفوضى. هل هناك عاقل، قادر الآن- في سنة 2024م- أن يتقدم المشهد ويعيدنا إلى زمن النضال، والوحدة الوطنية، وينتج خطابا أيديولوجياً مقنعا يجمع حوله الناس مثلما كان الوضع سنة 1980م؟ ما هو الحل السحري الذي يمتلكه الذين ينظرون للتغيير، وهم كُثر- حتى لا يرفد جد خطية الحاسي-؟ هؤلاء وجب تذكيرهم بما يلي: هل في برنامجهم توفير الدرونات والأموال؟
السيد حمدي يحظيه

إذا أعجبك محتوى الوكالة نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الاخبار السريع ليصلك الجديد أولاً بأول ...