الجبهة الداخلية الآن موبوءة، وكل الصحراويين، أينما تواجدوا، يحسون أن الوضع الداخلي ليس على ما يرام، أو أن هناك من يريد أن يجعله على ما يرام. صحيح، هناك ضعف في التسيير أو يمكن أن يوصف أنه ضعف كبير، لكن هذا لا يجب أن يجعلنا نرمي بكل شيء في الجحيم أو نرمي "خبزتنا" في الرمال لأننا لم نستطيع أن نسل منها شعرة. الآن، هناك كثيرون يتحشدون في مشهد درامي يشبه المشهد الذي سبق أحداث 88 بما لها وما عليها. أحداث 88 كانت درسا لنا جمعيا. يمكن أن نقول الآن أنها أحدثت تغييرا على المشهد الداخلي، لكن استغلها العدو خارجيا وراح يتبجح بنجاحه في اختراقنا، وطغت القبيلة، وحدثت الانقسامات والتفرقة، والتحق الاطارات بالعدو، وانقسمت القيادات إلى جماعة 88 وجماعة الثورة، وكانت النتيجة صفرا. الآن كل نظامنا وطريقة تسييرنا هو ناتج عن تداعيات 88: أمانة وطنية منتخبة من طرف المؤتمرين، أمين عام ورئيس دولة منتخب من المؤتمرين، انتخابات في كل مكان. في هذا الوقت، يبدو أن القوم يريدون جر الناس إلى 88 أخرى بعنوان آخر. الذين يهددون بالاستقالة ويحشدون الناقمين والفاشلين والمفگوعين ويحرضون ويقولون أن السفينة مثقوبة، وأنهم سيقلبون الطاولة على العالم وعلى الحليف، وسيأتون في اليوم الموالي بالطائرات المسيرة والصواريخ المضادة للدرون، وأنهم سيرفعون مرتبات الجيش، والتعليم والصحة إلى السماء، ويحولون المخيمات إلى هونغ كونغ. أظن أن هؤلاء يكذبون ويغامرون، لأنهم لن يأتوا بالدرون ولا بالبطيخ. بصراحة، الوضع الداخلي لا يحتمل المغامرات ولا يحتمل الشطحات. هناك قانون له ما له وعليه ما عليه، واحترامه بكل سلبياته أحسن مليون مرة من العبث به والخروج عنه. كل شيء يجب أن يخضع للقانون، والخضوع لقانون سيئ أحسن بكثير من الفوضى الجيدة، ولكم في دول الربيع العربي نموذجا. الآن على العقلاء أن يقوموا بحملة واعية للوقوف في وجه 88 القادمة.
السيد حمدي يحظيه