القائمة الرئيسية

الصفحات

مقال رأي | و يسألونك عن إيران....


بسم الله الرحمن الرحيم!
و يسألونك عن إيران....
بعد ظهر يوم 16 يناير من سنة 1979 غادر شاه إيران, محمد رضا بهلوي, غادر إيران إلى منفاه في مصر و بعد أسبوعين, عاد آيات الله الخميني من منفاه في باريس. 
قررت, في عجالة اليوم أن أحدثكم عن إيران.
التجربة السياسية و فلسفة الحكم و السلطة في إيران, تجربة و فلسفة لها , ما لها و عليها ما عليها و لكن - و من باب الفضول , لا غير - , وجب التوقف عندها .
شهدت إيران, يوم أمس معركة إنتخابية محتدمة بين" المتشددين" و "الإصلاحيين" في إيران.
صدقوني, لا يوجد" متشددون", أو "اصلاحيون" في إيران.
في إيران هناك " مرشدآ " و هو الذي يتشدد, إذا كان الوضعان الدولي أو الداخلي يتطلبان ذلك و يصبح" إصلاحيآ", إذا كان أحد الوضعين يتطلب ذلك .
النظام السياسي الإيراني,  ظلمات....فوقها ظلمات....تحتها ظلمات.

يمكن لكل منا رمي حجر التشكيك في طبيعة النظام الإيراني و في بنيته و في تركبيته و في فلسفته في الحكم.
دعونا نبتعد قليلآ عن القوالب الجاهزة و نحاول بإختصار تشريح هذا النظام و العوامل الداخلية و الخارجية, ألتي تحكم حركاته و سكناته.
في الديمقراطيات" العتيدة" و في منابع" الديمقراطية" و في مكابها, - و لنأخذ مثالين واضحين علي هذا - و هما الولايات المتحدة الأمريكية بجمهورييها و ديمقراطييها و المملكة البريطانية المتحدة بعمالها و محافظيها, كأساس فكري و أكاديمي و سياسي و تاريخي لمقاربتتا اليوم.
في لحظة ما, من لحظات" سهو " التاريخ, أنتج العقل السياسي الغربي, " ولاية فقيه", خاصة به.
لاتصدقوا, المنتوج السياسي و الفكري الغربي في تفصلين إثنين.
التفصيل الأول, الديمقراطية في حد ذاتها, كوسيلة فضلي للحكم, و التفصيل الثاني, "الصراع"السياسي و الإيديولوجي و الفكري علي السلطة.
الصراع السياسي في المجتمعات الغربية علي السلطة و في بواكيره, كان- و لا يزال-, صراعآ طبقيآ و جهويآ صرفآ و في بعض صوره, يأخذ صبغة دينية قطبيها الكاثوليكية و البروتستانتية#
الجمهوريون, طبقة و الديمقراطيون طبقة, و لكن الآباء المؤسسون ل"الديمقراطيات"الحديثة, أسسوا قطببن"متناحرين", تتحكم فيهما نفس اليد عن بعد.
إنها نسختهم من " ولاية الفقيه".
و أتفو بعد بيك فقيه.
تعالوا, لنقطع المحيط غربآ.
المملكة المتحدة....
لا أخفيكم سرآ, إذا قلت لكم بأن نظرية المؤامرة عزيزة على قلبي, و لكن أحيانآ لسلامة التحليل, يجب" غض البصر", و عدم رمي "المحصنات"
و الديمقراطية, من المحصنات, يا جماعة الخير. 

هل سأل أحدكم نفسه عن من هم الآباء المؤسسون لحزب"العمال", البريطاني...من هم الآباء المؤسسون لحزب"المحافظين", البريطاني؟
إنه"نور"يخرج من مشكاة واحدة.

إن أسهل طريقة للتحكم في العقل الجمعي, لأي شعب أو لأية أمة, هو المرور ب " سكين " التفرقة, بين قناعات هذا العقل و بطنه. 
ربع المهمة تم تمريره لأصحاب" الفكر", و ربعه لأصحاب المال و الباقي, تكفلت به وسائل الإعلام.
الله, إبلغ المقصود.
الديمقراطية"كفرت", فالتركيية النفسية و الإجتماعية و السياسية الغربية.
الجسد الغربي اليوم, أصابه الوهن , و ذلك يعود لتقصير " الأحفاد"في إرث"الآباء".
الآباء المؤسسون, حولوا  الكنيسة لمؤسسة و " الأحفاد", حولوها لريع .
الآن, دعوني, نزرك"لودع".
هل فيكم, من يعتقد - صادقآ -, مثلأ, بأن صعود اليمين المتطرف اليوم في أوروبا, هو حالة" ديمقراطية"صرفة....؟
إنه ضحك, علي الذقون لو تعلمون عظيم.
تذكروا, ما سأقوله لكم الآن....
صعود اليمين الأوروبي المتطرف, يعني فيما يعنيه, تحضير أوروبا النفسي و المعنوي لطرد " فائض " المهاجرين, ألتي تعتقد معظم الدول" العميقة", بأنهم صاروا يشكلون ثقلآ مضافآ علي الإقتصادات الغربية و صاروا يهددون التركيبة السياسية و البيولوجية و العرقية و حتي" الهوياتية" الغربية.
التفكير الغربي الآن يتجه نحو الهجرة الإختيارية.
بمعني, سوق العمالة, اليوم يتطلب نوعآ آخر من راكبي " البحر".
لنعود ل"الديمقراطية" الإيرانية و بالتسلسل.
لفهم, "ميل فاي", التركيبة السياسية و العقائدية و العسكرية و الأمنية و إلي - حد ما -, الفقهية.

المرشد الأعلى, و هو أعلي سلطة سياسية و دينية و روحية في البلاد, يملك سلطات مطلقة, بما في ذلك السياسة النووية و قرار السلم و الحرب, إضافة إلى السلطة المباشرة على الجيش و الحرس الثوري الإيراني و أجهزة الإستخبارات.

الرئيس, حسب الدستور الإيراني, فهو أعلي سلطة سياسية بعد المرشد.
ينتخب لفترتين رئاسيتين, كحد أقصى, مدة كل منهما أربع سنوات..
مجلس صيانة الدستور : يتألف من 12 عضوآ , 6 منهم, يعينهم المرشد و يسهر على مراقبة مطابقة القوانين للدستور, كما يقوم بفحص أوراق المترشحين,الراغبين في خوض غمار الإنتخابات الرئاسية و البرلمانية و يصادق علبها .

مجلس الشورى - البرلمان .
يتألف من 290 مقعدآ و مدة دورته 4 سنوات وله صلاحية سن القوانين و إستدعاء و إستجواب الوزراء و الرئيس و يملك صلاحية منح الثقة للحكومة و سحبها منها.

مجلس خبراء القيادة : تأسس سنة 1983, و هو هيئة دينية تتألف من 88 عضوآ, ينتخبون لمدة 8 سنوات و مهمته إختيار المرشد الأعلى و تحديد صلاحياته و مراقبة أعماله و له صلاحية عزله و عليه فهو فإن مهمته هي الحفاظ علي تطبيق الدستور و الحفاظ على أسس نظام" ولاية الفقيه".

مجلس تشخيص مصلحة النظام : هيئة إستشارية, تتكون من 31 عضوآ, يعينهم المرشد الأعلى, و مهامه, هي حل أي خلاف, قد ينشأ بين البرلمان و مجلس صيانة الدستور و يختار في حالة وفاة المرشد الأعلى أو عجزه عضوآ يتولى مهامه, حتي إنتخاب مرشدآ جديدآ ( لم أجد خلال عجالتي هذه, هل في حالة وفاة المرشد أو عجزه, يقوم هذا المجلس, بإختيار المرشد الجديد من بين أعضائه, أم من" عامة " الشعب .

البسيج وهي عبارة تعني ( قوات تعبئة الفقراء و المستضعفين) - الرجاء الإنتباه لشرح التسمية - , و هي قوات شبه عسكرية تتكون من متطوعين, مدنيين , ذكورآ و إناثآ, أسست في نوفمبر 1979, بأمر من آيات الله الخميني.
مهمة, هذه القوات هي التعامل مع المعارضة.

هل حفظ أحدكم, كل هذه الهيئات و المجالس و الولايات و خصوصآ" ولاية الفقيه".
أنا, - مثلآ-, إختلط علي" البقر".

كما في" الديمقراطيات" الغربية, فإن " الديمقراطية"الإيرانية, لها مريدوها و فلاسفتها و منظروها و هي اليوم, أصبحت "ديمقراطية "ناضجة و هي كغيرها من" الديمقراطيات", تنتظر خروج الدخان" الأبيض", من فاتكانها. 
الأمريكييون في نوفمبر, سيختارون بين " الكوليرا" و"الطاعون"

لبريطانييون, سلموا مفاتيح قرارهم السياسي - رئس الوزراء لمهاجر من أبويين هنديين و مفاتيح عاصمتهم"لندن"لمهاجر من أبويين باكستانيين.

هل تصدقوا هذا ؟
أنا, عقلي - مثلآ-, يمنعني من تصديق هذا .

تعالوا, نقوم برمي" لودع" مرة أخرى.
" لودع"يقول - و أنا راني خاطيني-, يقول, بأن الوضع الداخلي و الوضع الدولي اليوم في إيران يتطلبان رئيسآ"إصلاحيآ".
رفعت الأقلام و طويت الصحف.

الرئيس الإيراني المتوفي, رئسي, أوصل إيران ل " حافة " دولة نووية و زاد أجهزة الطرد المركزي بنسبة 36%, ومول حركات المقاومة و بني طوقآ من " النار ", حول إسرائيل, ل " التبزنيس " مع الغرب في لحظة الصفاء الروحي, ل" أولياء الفقيه", في الفكر السياسي الغربي و في الفكر السياسي الإيراني .

الإيرانييون, "فقهاء"في غزل السجاد, و هم اليوم ينسجون سجادهم بناء على ما تطلبه المرحلة.
المرحلة , تتطلب تنفيس" كيكوطة", إيران برئيس " إصلاحي".

إنه الإقتصادي, يا غبي#

المرحلة, اليوم, تتطلب رئيسآ إصلاحيآ.
و " إذا قالت حذام فصدقوها, فلب القول ما قالت حذام".

دكتور , بيبات أبحمد.

# ظهور " المحافظون"الجدد علي المسرح السياسي الأمريكي, يعني إلباس السياسة الأمريكية, " قشابة" دينية و إرجاع الصراع الفلسفي و الفكري إلى عوامله الأولية.
الوقوف الغربي , غير المشروط, اليوم مع إسرائيل مرتبط, إرتباطآ عضويآ بالتصور الإنجيلي- الغربي لعودة المسيح.
رجعت البشرية لحرب الغرائز .
# عبارة قالتها وزيرة خارجية الولايات المتحدة الأمريكية السابقة في مؤتمر صحفي, لأحد الصحفيين, عندما سألها, لماذا قمتم بإحتلال العراق.
قالت عبارتها الشهيرة" إنه, الإقتصاد يا غبي ".

إذا أعجبك محتوى الوكالة نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الاخبار السريع ليصلك الجديد أولاً بأول ...