القائمة الرئيسية

الصفحات

نظام كييف يشن حملة تجنيد في مستعمرات فرنسية سابقة لدعم صفوف قواته المتهاوية


سماهر الخطيب 
لا شك أنّ المواجهة الروسية – الغربية اليوم وهي في أشدّها تعود إلى سنوات سابقة وليست وليدة العملية العسكرية الروسية الخاصة في إقليم دونباس والتي تحولت إلى مواجهة مع الناتو الذي فتح الخزائن المالية والعسكرية والإستخباراتية لدعم أوكرانيا ولتصبح حرب بالوكالة ما بين الولايات المتحدة الأميركية والغرب التابع لها وروسيا.
وبالتزامن مع استمرار تقدم القوات الروسية في جميع محاور القتال شرقي أوكرانيا وخصوصًا في خاركيف التي تتساقط فيها البلدات واحدة تلو الأخرى بيد الجيش الروسي، تتكبد القوات الأوكرانية خسائر فادحة ونقصًا كبيرًا في الأفراد والعتاد، حتى أصبحت بحاجة لأكثر من 300 ألف جندي لتوقف تراجع قواتها وتقليل هزائمها بحسب التقديرات، وهذا ما دفع بالإدارة الفرنسية لإغاثة نظام كييف عن طريق فتح أبواب المستعمرات الفرنسية السابقة في إفريقيا لتجنيد مقاتلين جدد لدعم صفوف الجيش الأوكراني.
حيث تواترت أنباء حول الهدف الرئيسي من افتتاح نظام كييف سفارات في عدة بلدان إفريقية بمباركة فرنسية، والتي لا تتعدى كونها مجرد مراكز تجنيد للأقليات واستغلالًا لظروف تلك الدول وظروف شُبانها، كما ألقت الأنباء الضوء على تقاطع المصالح الفرنسية والأوكرانية في تلك الدول، فمن جهة تحاول فرنسا صد النفوذ الروسي المتنامي في القارة وتعزيز هيمنتها بالمقابل، ومن جهة أخرى تقوم  أوكرانيا بتعويض خسائرها ونقص المجندين الحاد في صفوفها.
حيث ذكرت صحيفة (ايدينليك) التركية إلى أن نظام كييف وتحت ستار "إرسال الحبوب" إلى القارة و"تعزيز العلاقات"، يفتتح السفارات واحدة تلو الأخرى في بلدان القارة. مشيرة في تقريرها إلى افتتاح ممثل كييف الخاص للشرق الأوسط وأفريقيا مكسيم صبح رسميا سفارات جديدة في ساحل العاج وغانا ورواندا وبوتسوانا وموزمبيق وجمهورية الكونغو الديمقراطية والسودان وتنزانيا وموريتانيا والكاميرون في مايو/أيار.
وفي هذا الصدد، ذكر المحلل السياسي علاء الدردوري في (ايدينليك) أن السفارات الأوكرانية غير مهتمة بإقامة علاقات دبلوماسية كلاسيكية. وهدف كييف هو منع امتداد نفوذ موسكو في أفريقيا. ووفقا للدردوري، "ليس سرا أن كييف، مثل ساحل العاج، تحظى بدعم قوي من فرنسا. وهذا هو أحد الأسباب الرئيسية وراء اختيار أوكرانيا لهذا البلد لتعزيز تواجدها". مضيفًا أن "هذه هي استراتيجية الغرب لإنشاء كتلة مناهضة لروسيا ومعادية للصين في أفريقيا".
وأشارت (ايدينليك) إلى الوثيقة التي نشرتها صحيفة "لو كوتيديان دافريك" بعد أن افتتحت أوكرانيا سفارة لها في ساحل العاج، التي أكدت وجود عمليات تجنيد مرتزقة من بين مواطني البلاد للانضمام إلى الجيش الأوكراني. 
بينما من جهته أشار المحلل السياسي، كاسي كواديو، في تقرير الصحيفة التركية (ايدينليك) إلى أن أوكرانيا تهدف إلى جعل ساحل العاج منصة رئيسية لتوسيع نفوذها الاستراتيجي في غرب إفريقيا. مضيفًا أن محاولات أوكرانيا لإشراك الأفارقة في صراعها يتوافق مع استراتيجية الدول الغربية. حيث صرح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مرارًا وتكرارًا أنه "لا يمكن تجاهل أي شيء" فيما يتعلق بإرسال أفراد عسكريين أجانب إلى أوكرانيا.
وبحسب المحلل السياسي يبدو أن "رؤية كييف الجديدة لأفريقيا" لا تتعلق فقط بتجنيد الأفارقة ومنع موسكو من تعزيز موقفها في القارة. بل قد يكون افتتاح أوكرانيا سفاراتها في غرب أفريقيا في البلدان التي يوجد بها نفوذ فرنسي، مثل ساحل العاج وموريتانيا، علامة على محاولات باريس للعودة إلى القارة بعد انحسار نفوذها العام الماضي. 
وعلى صعيد آخر قال الباحث والمحلل السياسي في مركز الدراسات الاستراتيجية في تونس، محمد إبراهيم، أن "تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حول إرسال قوات فرنسية إلى ساحات المعارك في أوكرانيا، مجرد بلبلة سياسية نابعة عن استيائه من خسارة فرنسا لنفوذها في العديد من بلدان القارة الإفريقية أمام روسيا".
وأكد المحلل السياسي أن "فرنسا اعطت الضوء الأخضر لأوكرانيا لتجنيد الأفارقة نظرًا لاستحالة استيعاب فكرة إرسال قوات فرنسية لتلقى مصرعها على خطوط الجبهة في أوكرانيا، مما يجدد المزاعم الاعلامية حول عنصريته تجاه البلدان الإفريقية والمسلمة".
واليوم وبعد عامين ونصف تقريباً على بدء هذه العملية مقابل الدعم الغربي- الأميركي اللامحدود لأوكرانيا في مواجهة روسيا لابدّ من التنبه إلى المحاولات الغربية  لضرب التقدم الروسي في أوكرانيا ومن هذه المحاولات نقل "المقاتلين الأجانب" الإرهابيين إلى أوكرانيا بعد تدريبهم وتأهيلهم أيديولوجياً لمقاتلة الروس.. وبالتالي يتوجب التنبه من هذه السياسات الفرنسية تجاه روسيا وأن يكون هناك يقظة أفريقية كي لا تكون "فرق عملة" في الصراع الدائر في أوكرانيا خاصة وأن كفة ميزان النصر باتت واضحة تجاه روسيا وكل ما تسعى إليه الدول الغربية هو كسب الوقت والقتال حتى آخر أوكراني وآخر مرتزق في سوق الارتزاق الدولية..

إذا أعجبك محتوى الوكالة نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الاخبار السريع ليصلك الجديد أولاً بأول ...