اذا سألت عالم الانثروبولوجيا البريطاني الشهير ادوارد تايلور من أي الجبهات يجب أن أتصدى للاستعمار والاحتلال سيقول لك باختصار من الثقافة فهو يرى أنها عبارة عن الكل المركب من العادات والتقاليد والقيم والسلوك واللغة والمعرفة والأخلاق، فهي العنصر غير القابل الاحتلال مهما تماهت أو أجبرت على ذلك ولكم في الاستلاب الثقافي الفرنسي في الحزائر أكبر دليل واقوى برهان.
يواجه الصحراويين حرب صامتة وسرية خطيرة يخوضها المخزن تستهدف كل أشكال الهوية الثقافية الصحراوية وذلك لطمس معالم الشخصية الصحراوية ودمجها في الثقافة المغربية باعتبارها جزء من كل جامع عبر جملة من المبادرات لعل أبرزها دسترة اللهجة الحسانية باعتبارها من اللهجات المحلية في المملكة وحظر نصب الخيم في المدن المحتلة وغيرها.
وبين الاحتلال واللجوء ولد جيل في الشتات يبحث عن هويته في عالم معولمة لا يرحم الصغار و يغزو البيوت بأنماط من السلوك الدخيلة كل ثانية من دون إذن ساعده في ذلك الانتشار الواسع للانترنت والهواتف المحمولة في أوساط الشباب ولاسيما غير البالغين منهم.
ولد الشباب الصحراوي في لحمادة بعيدا عن تضاريس وجغرافيا الوطن المسلوب فواد الشق في نظرهم يفوق في جماله واد امهيريز و درسوا في الغربة في مناخ ثقافي مختلف ففي العائلة الواحدة إن سال الأب قد تسمع نفس الإجابة من الأبناء بألسن مختلفة ايهه وسي واه.
وفي كل يوم نودع فيه قامة من قامات الادب والثقافة الصحراوية نودع فيه جزء من ثقافتنا رحل عنا ونحن عنه غافلين دون أن نعمل على تدوينه وحفظه من الضياع والزوال.
أتت الثقافة في النصوص القرآنية بمعنى الوجود قال تعالى (واقتلوهم حيث ثقفتموهم) أي أن الشعب الذي لا يحافظ على ثقافته وهويته هو شعب غير موجود و معرض للانقراض والزوال والابتلاع السهل من الثقافات الكبرى المجاورة.
رحم الله شهيد الثقافة الصحراوية الاب سلمى بلغا وكل شهداء الثقافية الصحراوية.
علالي محمود