إحتضنت ولاية السمارة، اليوم السبت، فعاليات الإحتفال بالذكرى 54 لانتفاضة الزملة التاريخية واليوم الوطني للمفقود، بإشراف من أمانة التنظيم السياسي وتنظيم اتحاد شبيبة الساقية الحمراء ووادي الذهب، بحضور رئيس الجمهورية الأمين العام للجبهة السيد إبراهيم غالي، وأعضاء من الأمانة الوطنية للجبهة والحكومة والمجلس الوطني والمجلس الإستشاري، وجماهير وسلطات الولاية.
وبعد افتتاح الحدث بفاتحة الكتاب ترحما على ارواح شهدائنا الابرار ونشيد الثورة لغة النار والحديد، رحبت والي ولاية السمارة، عزة ببيه، بالحضور، مبرزة دلالات انتفاضة الزملة التاريخية ضد الاستعمار الاسباني.
من جهته الامين العام لإتحاد الشبيبة اعلي محمد سالم اعتبر ان حدث انتفاضة الزملة شكل منبعا للحرية ورسالة الأجيال لربح المعركة ودحر الاحتلال
كما شهد الحدث تقديم قصائد شعرية و اغاني ثورية وعرض شريط وثائقي حول إنتفاضة الزملة بالإضافة إلى شريط وئاقي من المناطق المحتلة لعائلة أحد المفقودين الصحراويين.
كما تم تكريم اعضاء مكتب المنظمة الطليعية لتحرير الصحراء
وتخلل الحديث ايضا تكريم الامينات المحليات لإتحاد الشبيبة والفرع الجهوي لولاية السمارة
كما تخلل الحدث تقديم مداخلة حول المنظمة الطليعية لتحرير الصحراء و انتفاضة الزملة بقيادة الفقيد محمد سيدابراهيم بصيري، من تقديم وزير البناء وإعمار الأراضي المحررة السيد سالم لبصير، تناول خلالها ظروف تأسيس المنظمة الطليعية، ودورها في غرس الوعي التحرري في الجماهير الصحراوية.
كما تطرق رئيس جمعية اولياء المعتقلين والمفقودين الصحراويين السيد عبد السلام عمر إلى حصيلة بالانتهاكات المغربية.
وتمجيدا لمآثر الشعب الصحراوي ، و وفاء لأرواح شهدائه و تكريما البطولات أبنائه و إلتزما بقيم الوفاء، منح اليوم السيد ابراهيم غالي الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب ، وسام العشرين ماي تكريما لاعضاء مكتب المنظمة الطليعية لتحرير الصحراء على غرار سالم لبصير وسلامة المامي الداي وعبد الحي سيد امحمد، سيدي لبصير وذلك تزامنا و ذكرى انتفاضة الزملة التاريخية.
وفي ختام الحدث تطرق عضو الأمانة الوطنية مسؤول امانة التنظيم السياسي السبد امربيه المامي الداي إلى الى رمزية ذكرى انتفاضة الزملة التاريخية التي حدثت في 17 يونيو 1970 والتي شكلت منعطفا حاسما في تاريخ الشعب الصحراوي ونقطة تحول بارزة في كفاحه التحرري وتعبير صريح عن الرفض القاطع لكل اشكال الهيمنة الاستعمارية.
كما استعرض جهود التنظيم السياسي في تكريم الفروع والاطر عرفانا لمجهوداتهم عبر مسيرة كفاح الشعب الصحراوي في سبيل الحرية والاستقلال.
تجدر الإشارة الى انه وفي مثل هذا اليوم من سنة 1970م اختار زعيم الحركة الطليعية الفقيد سيدي ابراهيم بصيري أن يكون العمل سلميا في هذه الانتفاضة، من خلال تقديم مذكرة تتضمن مطالب الحركة السلمية و خلق إجماع صحراوي وطني للتعجيل برحيل الاستعمار، حيث اتفق المناضلون الصحراويون على توجيه مذكرة عنوانها "رسالة مفتوحة من الشعب الصحراوي إلى الحاكم العام الاسباني في الصحراء الغربية" كتبها بصيري وسلمها أعضاء من الحركة يوم 17 يونيو 1970 الى الحاكم الاسباني في مدينة العيون ،حيث واجه المتظاهرون الصحراويون سلطات الاستعمار الاسباني بأسلوب راقي ومسالم، إلا ان هذه الاخيرة قررت التعامل مع الهبة الصحراوية المباركة بأسلوب وحشي وهمجي يندى له الجبين.
وتعتبر انتفاضة الزملة التاريخية محطة ناصعة ومتميزة في مسار طويل من المقاومة الصحراوية ضد مختلف أشكال الاستعمار والطغيان. ويكمن تميزها في أنها، من ناحية شكلت أول تمظهر سياسي منظم ومؤطر بوعي وطني صحراوي جامع ، ومن ناحية أخرى اعتبارها إيذاناً بالشروع في تحول جذري عميق في تاريخ الشعب الصحراوي والمنطقة توج بتأسيس الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب في 10 ماي 1973 واندلاع الكفاح المسلح في 20 ماي 1973ضد الوجود الاستعماري في بلادنا.