ومن المهم التأكيد على أن مثل هذه الأحداث تحتاج بعض الوقت ليتم تقييمها بصورة موضوعية، ولكن من المهم التأكيد في هذه المرحلة على بعض الحقائق التي أفرزها هذا الهجوم غير المسبوق ولعل من بينها حسب تصوري:
- الهجوم المباشر على اسرائيل بهذا الحجم سابقة في التاريخ المعاصر، مما يؤكد على أن القواعد التي حكمت الصراع في المنطقة قد تغيرت بصورة لا رجعة فيها بتأثير ما حدث في الأراضي الفلسطينية المحتلة يوم 7 أكتوبر 2023.
- غياب عنصر المفاجأة في الهجوم الإيراني أتاح لاسرائيل والدول المتحالفة معها الوقت والوسائل للاستعداد له وتقليل حجم الخسائر التي كان بمقدوره إحداثها.
- الموقف الغربي المتواطىء بصورة مباشرة مع اسرائيل كشف مرة أخرى عن ازدواجية المعايير الغربية وأكد على تلاشي المحددات التي قام عليها النظام العالمي منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.
- في ظل الرقابة الشديدة التي تفرضها اسرائيل على الاخبار العسكرية سيكون من السذاجة تصديق الاعلام العسكري لها بتصديه لحوالي 99% من الصواريخ والطائرات المسيرة الإيرانية التي قارب عددها 300 قطعة (هذا الرغم المبالغ فيه يذكر بنتائج الانتخابات الرئاسية في معظم الدول العربية).
- الخسائر المالية نتيجة لهذا الهجوم مازالت قيد التقييم والارقام الأولية تضعها في خانة المليارات.
-أظهر الهجوم الإيراني ولأول مرة أن سكان الكيان الصhيوني لن ينعموا بالأمن والأمان- الذي توقعوه في ظل هرولة بعض العرب للتطبيع - إلا من خلال حل عادل و دائم وشامل للقضية الفلسطينية.
- تأكدت مرة أخرى هشاشة الموقف الرسمي العربي من أحداث المنطقة، والذي تراوح بين الفرجة والتأسف إلى المشاركة المباشرة في حماية الكيان (الأردن كمثال).
وأخيرا يعتبر كل جهد موجه ضد الاحتلال الاسرائيلي مقدر ومعتبر بغض النظر عن حجمه ونوعيته في ظل الاصطفاف الحاصل بين الكيان وحماته والمطبعين معه والجهات الرافضة لمخطط تصفية القضية الفلسطينية والتطبيع الكامل والشامل مع اسرائيل...
د. غالي الزبير