كانت هناك بعض الاحكام - غير ملزمة - التي تقر بأهمية التقصير في الصلاة ومن ثم تلقائيا عدم ضرورة الصوم نتيجة لقلة الامكانيات وواقع الحرب المتحركة... و لم نسمع ان هناك اوامر عسكرية بخصوص الصوم ورغم ذلك من يريد ان يصوم فله ذلك.
كان هناك حسب ماقيل لي من المقاتلين من لم يفطر يومٓا في الحرب ويدخل المعارك وهو صائم.
كان الصيام اخف واحسن ظروف من حيث المناخ في زمور مقارنة بتيرس.
كانت وجبات الافطار بسيطة جدا وتختلف من ناحية لاخرى حسب الموقع والظرفية، الا ان المؤن كانت توزع بالتساوي على جميع النواحي والمقاتلين معٓا.
المواد الاساسية والوحيدة تقريبا التي تستهلك في الافطار بشكل عام هي( اشوي من النشه، لكسور، و بعض المرات اللحم و مرات اخرى "حليب لحظة"، والحبوب كوجبة رئيسية يقابلها حليب جاف "بودر" ليقوم بدور "Omeprazol" للتخفيف من التهابات المعدة).
وقد كان هناك مصدر آخر للمواد وهو مايتم الاستيلاء عليه من الجيش المغربي مثل زيت آرگان وتشطار الگاموس والمگلي وبعض الانواع من المعلبات...
وقال لي الضابط المدفعي (م ب) من الناحية 6ج سابقا، انه كان صائما في سنة 1986 وكانت حرب الاستنزاف على اشدها والتسللات ونزع الالغام ليلاً وكان هناك شح معتبر في المواد الاولية وقد قضى حوالي 20 يوما وهو في حالة امساك تام، نتيجة لقلة المواد المستهلكة اثناء وجبات الافطار.
كانت بعض سنوات الشهر العظيم يوازيها عمل قتالي كبير وشاق، مثلا، اكد المقاتل (م م ف) من الناحية الثانية انه يتذكر ان الفيلق الثاني من ناحيته كان يرافق بناء الجيش المغربي للجدار الخامس وكانت الاقصاف والهجمات والكمائن بشكل مستمر رغم الصيام.
--------
اما اسرى الحرب الصحراويين لدى موريتانيا والمغرب فلم يكونوا احسن حظًا. بعضهم لم يفطر الا على وجبة العشاء، والبعض الاخر حسب مزاج المناوب بالسجن, حسب اسرى الحرب الصحراويين في كل من البلدين (ن ب و س م)
-------
لم ابحث بما يكفي في تاريخ المجاهدين والامكانيات التي كانت بحوزتهم...ولكن ما انا متأكد منه انه لم يقاتل مجاهد زمنيا من الوقت اكثر من الصحراويين، وقد كان المجاهد الصحراوي كذلك اكثر شحًا وتواضعًا للامكانيات، لم تكن هناك رواتب ولاتحفيزات مادية، و الا أوسمة او نياشين والاهم من كل هذا، هو انهم لم يكونوا مجبرين على ذلك، بل انهم متطوعون في سبيل الله وبدون مقابل.
هناك كثير من المقاتلين من قاتل أوجرح او استشهد وهوصائم وهناك من لم يفطر فيه ولو يوم واحد، وآخر من استشهد في الحرب الاخيرة كانوا كلهم على على فريضة الصوم: بدبدة الشيخ حميدة ،سيد احمد لبات والمحفوظ فضلي سيد براهيم (الصورة).
هذا فقط قليل من كثير من المصاعب التي كان يواجهها المقاتل الصحراوي بقناعة وصبر وتضحيات ولكن كذلك بتصميم وإرادة.
صح افطوركم و تقبل الله منا ومنكم صالح الاعمال .
اللهم ارحم شهداء وشهيدات القضية وتقبلهم مع الصديقين والشهداء.
بقلم : غيثي النح