كشف السفير الفرنسي في الرباط، كريستوف كورتييه، أن فرنسا كانت العقل المدبر وراء خطة الحكم الذاتي التي قدمها المغرب لمجلس الأمن الدولي، بهدف التحايل والتلاعب في تقرير المصير للشعب الصحراوي.
هذا وحسب تصريحات السفير الفرنسي بالرباط والتي جاءت على هامش ندوة نظمتها جامعة محمد الخامس يوم امس الخميس، تعدد الأدوار السلبية التي لعبتها فرنسا في التاريخ الاستعماري، حيث لم تكتفِ بمجرد الدعم السياسي واللوجستي، بل شاركت عسكرياً في أعمال ابادة وقمع ضد الشعب الصحراوي، ما ينم عن تجاهل فاضح لحقوق الإنسان والقيم الإنسانية الأساسية. بالإضافة إلى ذلك، استخدمت فرنسا حق الفيتو في الساحات الدولية لحجب أي محاولات لتحقيق العدالة والحرية للشعب الصحراوي، مما يظهر تشدداً وإصراراً على تأمين مصالحها السياسية والاقتصادية على حساب حقوق الشعوب المستضعفة. وعلاوة على ذلك، فإن دعم فرنسا الحكم الذاتي المقدم من المغرب للتمويه والتضليل على حساب حق تقرير المصير الشرعي للشعب الصحراوي يعكس النهج الاستعماري الذي لم ينل منه الشعب الصحراوي حقوقه وحرياته الأساسية.
تأتي هذه التصريحات في سياق تصاعد التوترات حول الصحراء الغربية ودور القوى الدولية في النزاع، مما يستدعي التحليل الدقيق للموقف الفرنسي وتداعياته على الأوضاع الإقليمية.
وتعد فرنسا واحدة من الدول التي شهدت تاريخاً استعمارياً طويلاً ومعقداً، حيث كان لها دور كبير في استعمار واستغلال عدة مناطق حول العالم. ويعتبر الاستعمار الفرنسي من أكثر أنواع الاستعمار همجية في التاريخ، ويتضح ذلك من خلال تأثيراته السلبية المستمرة التي تؤثر حتى اليوم على الشعوب والمجتمعات التي مرت بتلك الفترة.
هذا وقد شهدت البلدان الافريقية التي استعمرتها فرنسا سياسات تهميش وتجاهل لحقوق الإنسان بما في ذلك الشعب المغربي خلال فترة استعمار فرنسا له والتي دامت 44 سنة ارتكبت فيها فرنسا أبشع الجرائم في المملكة المغربية حيث استغلت الإنسان والخيرات والثروات، وقهرت المغاربة وأذلتهم وأخضعتهم لسلطتها بقوة السلاح دون أن تعتذر عن ذلك إلى الآن، فانتزعت الممتلكات ونهبت الثروات واغتصبت النساء وقطعت الرؤوس وعلقتها على أبواب المدن والقرى، سياسة فرنسا الاستعمارية في افريقيا كانت تعتمد على الضغط على الشعوب من خلال القوانين الاستعمارية القاسية التي كانت تفرضها عليه، حيث كانت تسعى للسيطرة الكاملة على الموارد والثروات في تلك المناطق دون مراعاة للحقوق الأساسية للسكان المحليين.
بالنظر إلى هذا التاريخ الاستعماري الاجرامي، يبقى تأثيره واضحاً حتى اليوم في العديد من القضايا السياسية والاقتصادية والثقافية في العالم، مما يجعل من الضروري التأمل فيه وفهمه لفهم السياسة الفرنسية ومنطقها في كيفية الوقوف ضد القضايا الدولية العادلة مثل قضية الشعب الصحراوي المضطهد.
