كرس مؤتمر الشهيد البشير الصالح المنعقد ما بين 12 إلى 16 اكتوبر 1982،خيار انه لا تنازل عن أي شبر من الوطن في مواجهة بالونات "اشباه" الحلول التي حاول النظام في المغرب وقتها التلويح بها في ظل احتدام المعركة العسكرية السياسية الدبلوماسية
تميز مؤتمر الشهيد البشير الصالح بفتح المجال أمام العمل الاجتماعي الداخلي بعد الانتصارات التي حققتها جبهة البوليساريو على الواجهة العسكرية.
رحب بيان المؤتمر بتكثيف العمل العسكري، وبالعمليات العسكرية الكبيرة، وأشاد بحرب الاستنزاف وبالضغط النفسي المستمر على قوات العدو، ونوه بتوسيع رقعة الحرب حتى داخل التراب المغربي، تلك كانت التوجيهات الرئيسية لذلك المؤتمر التاريخي.
وعلى المستوى الدبلوماسي طبعت هذه المرحلة بمعركة انضمام الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية إلى منظمة الوحدة الإفريقية التي خاضتها الدبلوماسية الصحراوية بنجاح، مما انعكس بشكل إيجابي على المؤتمر. ثم بداية بروز فكرة الحل السلمي من خلال إجراء استفتاء لتقرير المصير على المستوى الدولي، الذي بدأ يتلمس حقيقة طبيعة النزاع ويكتشف ما يتعرض له شعب بكامله من محاولة للإبادة، خاصة بعد اعلان ملك المغرب انه يقبل فكرة اجراء استفتاء لتقرير المصير .
وقد انعقد المؤتمر بالتزامن مع استمرار الهجمة الصحراوية على المستويين العسكري والدبلوماسي، لكنه قرر تخصيص جهد كبير من عمله للترقية الاجتماعية: كالتعليم ،التربية ،الثقافة ،والصحة العمومية والرعاية الاجتماعية ….
كما قام بتنقيح برنامج العمل الوطني وجعله ملائما مع متطلبات الظرف، بينما لم يشهد دستور الدولة أي تعديل.