القائمة الرئيسية

الصفحات

تلويح الاحتلال المغربي باجتياح الاراضي المحررة


تقدير موقف المركز الصحراوي للدراسات الإستراتيجية.
أولاً: الموقف:
منذ عدة اشهر يروج اعلام العدو بشكل متكرر ومتسارع الحديث عن استعدادات جيش الاحتلال لاجتياح الاراضي المحررة من تراب الجمهورية الصحراوية التي يسميها ( المنطقة العازلة) واصبحت مادة دسمة شبه يومية من بعض الجهات السياسية والبرلمانية والإعلامية والشعبية المغربية، يؤكدون فيها الطلب بالقيام بعملية اجتياح للمناطق المحررة الخاضعة للسيطرة الجيش الشعبي الصحراوي ، خاصة ، بعد أن اصبحت صواريخه تصل الى المدن المحتلة السمارة، اوسرد ،المحبس…، و تقض مضاجع العدو وتسلب الأمن من المستوطنين ، وتحيل حياتهم إلى جحيم، الذين ظلو يصدقون رواية الإحتلال بعدم وجود حرب.

حيث نشير هنا إلى الخلاف في الرأي بين صناع القرار في دولة الاحتلال المغربي، بين من يرى ضرورة مثل هذه العملية، ومن يرى عدم حاجتها أو جدواها، وأنها سوف تزيد الموقف سوءاً والمشهد تعقيداً. وحيث أن التقديرات تبنى على أسوأها، وليس على المرغوب منها؛ فقد جاءت ورقة التقدير هذه والتي تتناول الموقف عبر مجموعة من العناوين، تبدأ بالحديث عن أهداف العدو من هذه العملية ـ حال حدوثهاـ وطرق عمله وإجراءاته المتوقعة، ثم أهداف جبهة البوليساريو وطرق عمل مقترحة لمواجهة هذه الحملة حال تحقق وقوعها، ثم نختم ببعض التوصيات.

ولكن قبل أن نبدأ الحديث في هذه العناوين، نشير إلى أننا لن نقوم بالكتابة التفصيلية حول كل إجراء من الإجراءات الخاصة بالعدو أو بجبهة البوليساريو، وإنما سنسردها سرداً حتى لا نحجر على عقول المناضلين الصحراويين في كل نقاط تواجدهم؛ فنترك لهم الاطلاع على هذه الإجراءات والتوصيات ليختاروا منها ما يناسبهم، ثم يحللوا الموقف بناء على المعطيات التي لديهم، وبالطريقة التي يرون أنها أقرب لواقع الميدان، ليبنوا على الشيء مقتضاه.

ثانيا: هدف العدو:

تتمثل أهداف العدو بالسيطرة على الاراضي المحررة خاصة الكركرات امهيريز – البئر لحلو – تفاريتي… وإلحاق أكبر كم ممكن من الخسائر في بُنى الجيش الشعبي الصحراوي التحتية، وأصولها البشرية والمادية، بحثاً عن أطول مدة للهدوء في تلك المناطق، وتأميناً للمستوطنين والاجاتب الذين تتم دعوتهم لزيارة الاراضي المحتلة ، . حيث سيحاول العدو الوصول إلى هذا الهدف عبر المتوقع من طرق العمل والإجراءات التعبوية والميدانية التالية خاصة إذا ما علمنا بالتحركات العسكرية الاخيرة التي شرع فيها جيش العدو منذ بداية السنة الحالية والمناورات العسكرية الغير معلنة بمشاركة خبراء اسرائيليين :

* استخدام كبرى الثكنات القواعد العسكرية بالمدن المحتلة وبحزام الذل والعار كمناطق حشد وتجميع وانفتاح لقواته.
تعبيد طريق اجديرية المحبس ,تعبيد طريق كلتة زمور وتسويق فتح ثغرة منها في اتجاه موريتانيا ، وطرق اخرى يعتقد انها سيتم استخدامها كممرات عبور رئيسية للدخول والخروج من وإلى منطقة العمليات.
* فصل مناطق العمليات في المناطق المحررة بعضها البعض عبر قطع الطرق الواصلة فيما بينها، تسهيلاً لمناورة القوات، ومنعاً من وصول أي نجدات إلى مناطق العمليات.
* تنشيط الجهد الاستخباري ــ البشري والآلي ــ في منطقة العمليات.
* محاصرة المتاطق الرئيسية الثلاثة عبر أطواق قتالية، أو نارية متعددة الطبقات.
* محاصرة مراكز ثقل الجيش الشعبي ـ تمهيداً لاقتحامها
بدء الإجراءات التعبوية والتضييق على المقاتلين للخروج من أماكن تحصنهم نحو مناطق قتال، توفر للعدو أفضل مناورة وسيطرة على القوات أثناء العمل.
* استخدام الطائرات الحربية والمسيرة ـ في عمليات القيادة والسيطرة والاشتباك مع المقاتلين في منطقة العمليات.
مهاجمة مخازن السلاح المتوفرة في بنك أهداف العدو في منطقة العمليات.
* تثبيت طوق يصل إلى الحدود المالية وموريتانيا والجزائر ، ومنع الجيش الشعبي الصحراوي من القيام بأية تحرك عسكري
بعد عزل المناطق المذكورة محل الهجوم عن باقي المناطق الاخرى، ومنع وصول الإمداد القتالي لها .
على أن تتحقق اهداف العملية في وقت قصير وقياسي خاصة ان الامم المتحدة لن يصدر عن اي شيء قد يعيق العملية .
ثالثاً: هدف جبهة البوليساريو:

– منع العدو من تحقيق أهدافه الرئيسية، وإيقاع أكبر كم ممكن من الخسائر البشرية والمادية في القوات الغازية، وحماية وتأمين الجيش الشعبي بشريا وماديا و ضرورة إعادة الانتشار في منطقة العمليات، قبل وأثناء وبعد العمليات، بالاستفادة من طرق وتكتيكات مقاتلي الجيش الشعبي التي تتميز بفلسفة التكيف مع الوقائع والتطورات واستيعابها ونقترح بعض منها :

– تكثيف الجهد المعلوماتي والاستخباري ـ الداخلي في المدن المحتلة وبحزام الذل والعار ، والخارج ـ وفي منطقة العمليات وجمع المؤشرات والقرائن الدالة على بدء إجراءات العدو.
– عمل (غرفة عمليات) ، لمتابعة تحركات العدو ، وتحديد المهام، ومناطق المسؤولية بالنواحي العسكرية ، بناءً على ما تملك من قدرات وامكانيات، وما تنتشر فيه أو تسيطر عليه من جغرافيات.
– وضع الخطط والإجراءات التعبوية ـ موانع،، ممرات آمنة ـ المانعة لمحاصرة تحركات مقاتلي جيش التحرير الشعبي الصحراوي، والحادة من حرية مناورة العدو وسرعة توغل قواته إلى قلب منطقة العمليات.
– (تلغيم) الطرق الرئيسية والفرعية الموصلة بين مناطق حشد العدو ومواقع تواجد المقاتلين في منطقة العمليات.
– نشر الموانع والحواجز ـ عوارض الحديد، سيارات معطلة، ـ على طرق تقدم العدو الرئيسية والفرعية.
– تقليص المداخل والمخارج الموصلة إلى مراكز ثقل المقاتلين إلى أقل عدد ممكن، لتسهيل السيطرة على منطقة العمليات، وحصر حركة قوات العدو ضمن محاور معينة، يسهل تصيده فيها، كما تمنعه من مفاجأة المقاومين المنتشرين في المناطق .
– نشر وتوزيع المجموعات المقاتلة على المحاور والمعابر الموصلة إلى قلب منطقة العمليات.
– تجهيز خطة وأدوات اتصالات آمنة، قادرة على إدامة التواصل والسيطرة على القوات، خارج سيطرة العدو ومراقبته وتنصته الالكتروني والبشري.
– تأمين نقاط التجمع القتالية بكل ما يلزمها من قدرات نارية وإدارية تمكنها من الصمود لمدة طويلة ، ويستحسن ان تكون قريبة من قوات الخلف والاسناد
– نشر قدرات الجيش الشعبي في منطقة العمليات مع رعاية أصل التأمين الشامل والدفاع المتقابل بين النقاط الدفاعية والقوات والمنتشرة في مناطق القتال.
– عدم الدفع أو الزج بكامل القدرات القتالية في المعركة، والاحتفاظ باحتياط بشري ومادي مناسب لاستخدامه في المكان والزمان المناسب.
الــ (تلغيم) المسبق لمناطق الحشد والقيادة الميدانية المتوقعة لقوات العدو، والتي يتوقع أن تستخدم من قبله بعد أن تتقدم وتنتشر في منطقة العمليات.
– تخصيص قدرات قتالية ونشرها في منطقة العمليات لضرب واشغال مؤخرة قوات العدو وأجنحته أثناء حركته ومناورته على محاور القتال.
– تشغيل قدرات قتالية ـ مهما بلغ حجمها ـ في المناطق المحررة لفرض حالة من عدم الاستقرار وإجبار العدو على تقليص قدراته القتالية المستخدمة في منطقة العمليات، بهدف التعامل مع مقاتلي جيش التحرير الشعبي الصحراوي وكتائبه النشطة .
القيام بإجراءات احزمة رملية وتلغيم مسافات لا تقل بخمس كلمترات للحد من سيطرة قوات العدو على منطقة العمليات.
تشغيل ما يمكن وما يناسب الموقف من القدرات القتالية إنطلاقا من الاماكن القريبة من الخلف ؛ حتى لو لم يكن لهذا التشغيل من آثار تعبوية، حيث يكفي تثبيت الآثار والرسائل المعنوية ـ وحدة الساحات ـ في مثل هذا الموقف القتالي.
رابعاً: توصيات:

– عقد اجتماعات لاركان النواحي العسكرية، لبحث الموقف وتقدير السيناريوهات المتوقعة، ليبنى على الشيء مقتضاه.
– تحديد مناطق مسؤولية ومساحات عمل كل ناحية من مقاتلي الجيش الشعبي المنتشرة في منطقة العمليات، والتدريب المسبق على عمليات الاستدعاء والاخلاء.
– نشر العيون والكمائن المتقدمة لتكون عناصر انذار مبكر على أي تهديد باتجاه مناطق انتشار مقاتلي الجيش الشعبي ، وكذلك عناصر تأخير وإبطاء لاندفاعة العدو، لتأمين الوقت اللازم لتعبئة وحشد المقاتلين للتصدي للغزاة المحتلين.
– تحضير المناضلين بالمناطق المحتلة وبالمهجر وبحث سبل التعاطي مع مثل هذا السيناريو ـ اجتياح جزئي أو شامل للاراضي المحررة ـ في حال تحقق وقوعه، لتحديد المهام والأدوار. التي يجب القيام بها من اجل النفير العام .
– عدم خوض المقاتلين اشتباكات حاسمة مع العدو.
– المرونة وخفة الحركة أثناء التنقل والمناورة في منطقة القتال.
الاعداد والتجهيز المسبق لعُقد الدفاع داخل وخارج المناطق المستهدفة .
الاعداد والتجهيز المسبق لنقاط الإسعاف والدعم الصحي في منطقة العمليات.
تقدير موقف
المركز الصحراوي للدراسات الإستراتيجية

إذا أعجبك محتوى الوكالة نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الاخبار السريع ليصلك الجديد أولاً بأول ...