القائمة الرئيسية

الصفحات

الندوة السنوية للدبلوماسية الصحراوية محطة للتقييم ورسم الاستراتيجية


انطلقت اشغال ندوة العلاقات الخارجية  والتي يشارك فيها رؤساء وممثلو كافة البعثات الدبلوماسية بسفارات الجمهورية الصحراوية وتمثيليات جبهة البوليساريو بمختلف دول العالم وذلك قصد تقييم العمل الدبلوماسي ورسم إستراتيجية جديدة تواكب التطورات التي تشهدها الساحة الدولية ومواكبة الأحداث ذات العلاقة مع القضية الصحراوية على واجهات الصراع مع الاحتلال المغربي وقوة الحق الذي يتعزز يوما بعد اخر في جبهات القتال و المعركة القانونية والحقوقية وما تجاهر به الدول الافريقية مجتمعة وفرادى حيث يغيب الفعل الدبلوماسي الصحراوي الذي يستثمر تلك الانتصارات ويحولها الى مكاسب حقيقية تدفع بعجلة البحث عن حل ينهي واقع الاحتلال.
حيث يلاحظ غياب الدبلوماسية الصحراوية عن المشاركة في الكثير من الفعاليات الرسمية الافريقية والقمم الافريقية المشتركة مع الدول والقوى الاخرى في اوروبا واسيا، كما ان انشغال بعض المسؤولين بحياتهم الخاصة واستغلال الصفة الدبلوماسية لتحقيق أغراضهم الشخصية مع استمرار غضب اخرين ومكوثهم في الديار الاسبانية الى حين ارضائهم من قبل الممسكين بالقرار السياسي وتعيينهم في اماكن اكثر اريحية سمة طبعت عمل بعض الدبلوماسيين المفوضين فوق العادة في دول صديقة وشقيقة، ووضع العراقيل والعقبات امام الشباب الجدد ومحاولة تعجيزهم مع فاشلين اثبت تاريخ الدبلوماسية الصحراوية عجزهم عن احراز أي تقدم ولا تزال اثارهم السلبية تعمق الفجوة مع حركة التضامن مع الشعب الصحراوي، في عجز واضح لمركزية القرار عن اتخاذ أي اجراءات او تطبيق الحد الادنى من النظم والقوانين التي تتلى على المشاركين في كل ندوة للعلاقات الخارجية ويظهر المسؤول الاول وهو يؤكد عليها وعلى انها ستكون نافذة المفعول مع انتهاء الندوة ليجد العمل الدبلوماسي نفسه امام نفس الواقع وتعود حليمة لعادتها القديمة في تعايش وتواطؤ مع واقع الضعف والتسيب الذي يعصف بالعمل الدبلوماسي.

كما ان التمثيل الدبلوماسي في الساحة الاسبانية تراجع بشكل مخيف بات يعكسه الواقع الميداني ويجسده الموقف الاخير لرئيس الحكومة الاسبانية وتراجع الكثير من المتضامنين والداعمين في ظل تراجع مشاريع الدعم الانساني التي اثرت على بعضها ضعف المصداقية في التعامل وغياب الشفافية في تسييرها وانحصار النشاط السياسي على الجالية الصحراوية وهو ما ظهر جليا في مظاهرات مدريد الاخيرة المنددة بتغيير موقف إسبانيا من النزاع في الصحراء الغربية. 
حالة الجمود هذه يحاول البعض تغطيتها بالغربال بالنفخ في انتصارات، لا توجد الا في اذهان من اعتادوا تسويق الوهم، إذ تعاني الخارجية الصحراوية منذ سنوات من واقع الضعف الذي تغذيه بعض التصرفات الغريبة لبعض الدبلوماسيين الذين يغيب نشاطهم منذ الاعلان عن انضمامهم للعمل الخارجي حيث تشهد بعض المناطق التي تتواجد بها سفارات او تمثيليات للدولة الصحراوية وجبهة البوليساريو غيابا مريبا للدبلوماسيين فضلا عن نشاط سياسي او ثقافي للتعريف بالقضية الصحراوية في ظل تحرك نظام الاحتلال المغربي لترويج اطروحاته الاستعمارية وتشويه نضال الصحراويين.

إن انسداد افق الحل السياسي والتحولات الامنية والاقتصادية والسياسية الاقليمية والدولية تبرز مدى الحاجة الى ادراك متطلبات المرحلة الحساسة وهو ما يدشن معركة دبلوماسية مع العدو ويبرز مدى استعداده في اطار التحضير لها.وفي ظل غياب الرقابة على العمل الدبلوماسي الذي لايخضع للرقابة والوقوف على مكامن القوة والضعف، يعتمد النظام الصحراوي في العادة في تقييم دبلوماسيته على الصورة التي يرسمها السفير او الدبلوماسي عن ادائه والساحة التي ينشط بها والتي تكون في العديد من الحالات مبنية على النظرة الذاتية و بعيدة عن الموضوعية والواقع الحقيقي ويتم تسويقها الى التنظيم في غياب للصورة الحقيقية الموجودة على ارض الواقع، وفي وقت يكون الدبلوماسي خارج مكان عمله في غالب الاحيان ما جعلنا نتفاجأ من تصريحات بعض المسؤولين في تلك الدول تؤيد اطروحة الاحتلال او تجميد العلاقات في أحيان أخرى.
فهل تمهد هذه الندوة ليقظة من سبات الخمول والتقاعس عن الاضطلاع بمسؤولية تمثيل شعب يكافح من أجل الحرية والاستقلال.
الكاتب والاعلامي: محمد لمين حمدي

إذا أعجبك محتوى الوكالة نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الاخبار السريع ليصلك الجديد أولاً بأول ...