((يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي))
صدق الله العظيم.
نودع اليوم روح طيبة ونفس خالدة وجسد مرصع بجواهر الشجاعة والاقدام والبطولة والانظباط الثوري الخالص، جسد لرجل تفرد بالطباع الحسنة والاخلاق الحميدة... أنه سيد ابراهيم البخاري امبارك فال.. ذلك المقاتل الذي عشق بندقيته وزيه العسكري حد الثمالة...
نودعه اليوم الجمعة بعدما اخذته منا المنية بسبب حادث مرور فاجع وموجع بمخيمات اللاجئين الصحراويين، وهو الذي كان ذاهبا في زيارة احد رفقائه في كتيبته العسكرية وصلة رفقة رفقائه المقاتلين اليوم الجمعة وكان من المفترض ان يتوجه غدا الى ساحة الفعل الثوري مكانه الاعتيادي وارضه التي كان يحلم يوماً برؤيتها حرة مستقلة ... نودعه والروح والنفس تأبى ذلك.. فشخص بطيبة ووزن سيد ابراهيم البخاري تأبى النفوس الاعتراف برحيله او غيابه وإنطفاء نجمه...
صدق الشاعر حين قال:
لـعَـمْـرُكَ ما الـرزّيـة فـقـدُ مال
ولا فـرسٌ تــمُـوتُ ولا بـعــيـرُ
ولـكّـنَّ الـرزيّـَـةَ فــقــدُ حـــــر
يـمُـوتُ بـمَـوتـه خَـلْـقٌ كـثـيـرُ
العظماء والشهداء لا يرحلون بل يصعدون الى مراتب عليا كالنجوم يضيؤون الطريق امامنا... يضيؤن الليل كلما اظلم الزمان...
ايها العم العزيز... نأبى اليوم الاعتراف برحيلك روحك وطيفك سيبقيان بقاء الطلح الذي جعلت منه يوما منزلك المفضل، ستبقى في نفوسنا حياً بقاء الحجر والتراب زمور وجبال الوركزيز وشجر أتيل ... ستبقى وقفا شامخا بخلقك وفعلك الكريم...
ستبقى بيننا وبين ابناء اخوتك واخواتك واهل وجيرانك ورفقائك وكل من عرفك ... فالنفوس تأبى نسيان من كان يوماً انيسا...، رحيما...، رفيقا...، صديقا صادق الوعد وحليم الخلق...
سحائب الرحمة والمغفرة وجنان الفردوس الاعلى رفقة الانبياء والصدقين والصالحين والشهداء... شبائب الرحمة والمغفرة هناك فوق السماء تحت التراب بجوار الرفيق الاعلى حيث الرحيق المختوم وقصور الجنة والفردوس الاعلى...
سلامٌ على روح ستبكيها لا محال، بندقية كلاشنيكوف، وشاحنة المنجيريس وحذاه العسكري وسواك أتيل و"ازريگة" كاملة... سلام على روح طيفها ينير سنوات ضوئية...
عزائنا لسائر اهلي وابناء عمومتنا اهل امبارك فال ومن خلالهم الى اهل حياي وإلى سائر مقاتلي الناحية العسكرية الثانية ومن خلالهم صناع مجد المجد الثابتين على العهد.. الممسكين للزناد، حمات الشرف، أفراد ومقاتلي جيش التحرير الشعبي الصحراوي...
اليوم تمتجز فعلا دموع الفرح بدموع الحزن، فالحزن على الفراق قتال ولكن الفرح بإهداء هذه الثورة شهيداً ما اجمل منه فرح ولا سرور...
انا لله وانا اليه راجعون...
أحمد علين محمد سالم.