المتتبع للأحداث وتاريخ الشعوب سيجد بأن الجزائر مثلت النموذج الفريد في المقاومة والمواقف التاريخية المشرفة تجاه القضايا العادلة وفي مقدمتها فلسطين والصحراء الغربية المحتلتين من قبل قوى الشر والظلم الكيان المحتل والإحتلال المغربي.
والقارئ للتاريخ سيجد أيضاً بأن جزائر الشهداء كان لها الفضل في احتضان الإعلان عن تأسيس الدولة الفلسطينية في الخامس عشر نوفمبر 1988 بالجزائر العاصمة رغم الضغوط التي واجهتها الجزائر و اعقبتها العشرية السوداء وحصار غير مسبوق لتدفع الجزائر ثمناً وضريبة لمواقفها الثابتة والتاريخية تجاه فلسطين وكل قضايا التحرر العادلة.
وليس ببعيد عن الجزائر نجد محور الشر وجارة السوء الإحتلال المغربي يُناور ويتأمر على كل قضية عادلة وموقف مُشرف فبعد إحتلاله للصحراء الغربية في نوفمبر 1975 وتأمره على العرب قبل ذلك في قمة مراكش 1965 بشهادة الرئيس الأسبق لجهاز الاستخبارات العسكرية للكيان الصهيوني شلومو غازيت، إذ قال إن المغرب مكنهم من تسجيلات قمة عربية استضافها عام 1965، ممّا هيّأ لها سبل الانتصار في حرب 1967 حسب قوله.
وكما يقال إن لم تستحي فأصنع ما شئت صال وجال الإحتلال المغربي عقب كل تحرك جزائري من أجل حلحلة القضية الفلسطينية والدفع بها إلى الأمام عبر مؤمراته ودسائسه ليختمها بتطبيع معلن 2020 مع الكيان المحتل لتظهر حقيقته للقاصي والداني في محاولة لتصفية القضية الفلسطينية والقضاء عليها نهائيا من خلال اتفاقيات التطبيع ضمن ما يسمى بصفقة القرن.
ومن خلال هذا المسعى الخبيث عمل الإحتلال المغربي إلى تأسيس محور شر بينه وبين عرابة التطبيع دويلة الإمارات من خلال تشجيع باقي الدول العربية على التطبيع وتشويه كل من يعارض ذلك عبر وسائل الإعلام التابعة لهما بالإضافة لذبابه الإلكتروني لتنتهي مسرحيتهما بفتح ما يسمى قنصلية لدويلة الشر الإمارات بعاصمة الصحراء الغربية العيون المحتلة في خرق سافر للأعراف والمواثيق الدولية وانتهاك لسيادة دولة كامل العضوية في الاتحاد الأفريقي.
إن تحركات محور الشر ( المغرب والإمارات ) في المنطقة خاصة شمال إفريقيا و الساحل الإفريقي هدفه واضح هو زعزعة أمن المنطقة فما نشاهده في السودان خير دليل خاصة بعد تصريحات عضو مجلس السيادة السوداني ياسر العطا الذي وجه انتقادات لاذعة لدولة الإمارات متهما إياها بتوفير الإمداد العسكري لقوات الدعم السريع التي تقود حربا ضد الجيش السوداني منذ أكثر من سبعة أشهر واصفاً إياها بدولة مافيا.
وأمام تمادي الإمارات والمغرب في نسج التحالفات المشبوهة لضرب استقرار الدول العربية والإسلامية والمضي في تنفيذ مخططات الصهيونية العالمية يستلزم اليقظة الشعبية والرسمية لدول الممانعة لمواجهة محور الشر في عالمنا العربي.
الإعلامي محمد لمين حمدي