خلال يوم الأربعاء 6 ديسمبر أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية عن بدأ جوشوا هاريس نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي جولة جديدة إلى الجزائر والمغرب وهي الجولة الثانية له إلى المنطقة في ظرف وجيز، بعد زيارته السابقة والتي التقى فيها بقيادة جبهة البوليساريو وفعلا قام هاريس بزيارة للجزائر في نفس اليوم كما أنه سيزور المغرب يومي 17-18 ديسمبر بحسب بيان لوزارة الخارجية الأمريكية.
وفي مساء يوم الإثنين 11 ديسمبر إلتقى ميخائيل بوغدانوف الممثل الخاص لرئيس روسيا الاتحادية لشؤون الشرق الأوسط وأفريقيا نائب وزير الشؤون الخارجية الروسي مع سفير المغرب في موسكو لطفي بوشعرة بناء على طلبه وهذا ثاني لقاء يجمع بينهما منذ بداية شهر ديسمبر الجاري..
وخلال مساء يوم الأربعاء 13 ديسمبر حل خوسيه مانويل ألباريس وزير الخارجية الإسباني بالعاصمة المغربية الرباط بطلب من نظيره ناصر بوريطة وزير الخارجية المغربي.
وفي يوم الخميس 14 ديسمبر ٱلتقى ميخائيل بوغدانوف الممثل الخاص لرئيس روسيا الإتحادية لشؤون الشرق الأوسط وأفريقيا نائب وزير خارجية روسيا بعمار بن جامع الممثل الدائم للجزائر لدى الأمم المتحدة في نيويورك وذلك في موسكو التي كان يتواجد فيها لإجراء مشاورات خاصة حسب ما أعلنت عنه وزارة الخارجية الروسية.
ومساء يوم الجمعة 15 ديسمبر خوسي مانويل ألباريس وزير الخارجية الإسباني يحط الرحال بالعاصمة الموريتانية نواكشوط حيث عقد جلسة عمل على إنفراد مع نظيره الموريتاني محمد سالم ولد مرزوك..
واليوم السبت 16 ديسمبر تعلن وسائل الإعلام الإسبانية بأن خوسيه مانويل الباريس وزير الخارجية الإسباني سيلتقي يوم الإثنين 18 ديسمبر بالعاصمة الإسبانية مدريد مع ستافان دي مستورا المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء الغربية.
وتمارس الولايات المتحدة الأمريكية خلال الاشهر الاخيرة مجموعة من الضغوط لوقف إطلاق النار في الصحراء الغربية، وقد عبر رئيس الوفد الامريكي الذي زار مخيمات اللاجئين الصحراويين مؤخرا عن ذلك بشكل صريح بقوله ان التصعيد العسكري الجاري يتعارض مع نجاح مسار الأمم المتحدة.
وخلال حوار صحفي مع جريدة الخبر الجزائرية قال نائب كاتب الدولة للخارجية الأمريكية، مكلف بشمال إفريقيا "جوشوا هاريس" لقد كان الهدف من زيارتي إلى تندوف هو التعبير عن صدق إرادة حكومتي في دعم العملية السياسية للأمم المتحدة الرامية إلى المضي قدما نحو حل سياسي دائم ولائق للصحراء الغربية. لقد كانت هذه هي زيارتي الأولى ومثّلت لي فرصة للفهم ورؤية بشكل مباشر للغاية الوضع على أرض الواقع والتشاور، بما في ذلك مع الأمين العام، ابراهيم غالي، حول أهمية دفع العملية السياسية للأمم المتحدة إلى الأمام. وباعتباره المبعوث الشخصي، يعمل السيد دي ميستورا بشكل مكثف للغاية لتحقيق تلك الحركة السياسية، ولقد كان مجلس الأمن، بدعم من الولايات المتحدة، واضحا للغاية، بما في ذلك من خلال اللائحة الأممية رقم 2654، بشأن الدعم الكامل للمبعوث الشخصي للأمين العام الأممي، والحاجة الملحة للتنفيذ. لذلك كانت هذه فرصة للتأمل في جدية حكومتي في دعم ذلك. وبالمناسبة، أعتقد أنه من المهم أن نشير هنا إلى أنني أعتقد أن هذه الرؤية مشتركة بالكامل بين الولايات المتحدة والجزائر، وأننا ننظر إلى هذا الأمر حقا من حيث الإلحاح والتركيز للتأكيد على إنجاح مسار عملية الأمم المتحدة هذه ومساعي المبعوث الشخصي، حيث لم تنجح الجهود السابقة للأسف.
وأضاف هنالك تصعيد عسكري في المنطقة، لذلك، فإن هدفنا يكمن في إنجاح العملية السياسية، وهذا التصعيد يتعارض مع نجاح مسار الأمم المتحدة، لقد بذلنا جهودا لإعادة إرساء عملية سياسية بالنظر لأهمية وقف أي تصعيد للنزاع العسكري.
هل تستجيب جبهة البوليساريو للضغط وهل من شروط؟
في ختام الزيارة التي قادته لجبهة البوليساريو، استقبل جوشوا هاريس، نائب مساعد وزير الخارجية والمكلف بشمال إفريقيا بوزارة الخارجية الأمريكية، من طرف السيد إبراهيم غالي رئيس الجمهورية الصحراوية الأمين العام لجبهة البوليساريو.
وكان الاستقبال فرصة لتبادل وجهات النظر حول سبل دعم الجهود التي يقوم بها السيد ستافان دي مستورا، المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء الغربية، في سبيل إطلاق عملية السلام المتوقفة بسبب عرقلة وتعنت دولة الاحتلال المغربي.
وأكد رئيس الجمهورية، الأمين العام للجبهة في هذا السياق على أن نجاح السيد دي مستورا في مهمته يعتمد بشكل كبير على مدى دعم مجلس الأمن له، وخاصة الدول الفاعلة مثل الولايات المتحدة الأمريكية، بالنظر إلى تجارب من سبقوه والذين تعثرت جهودهم بسبب إحجام مجلس الأمن عن الرد الحازم على عرقلة دولة الاحتلال وتملصها من التزاماتها.
وبشكل خاص، أكد رئيس الجمهورية والأمين العام للجبهة على أن الدعم الحقيقي والعملي لجهود المبعوث الشخصي يستلزم وجوبا خلق الظروف اللازمة لتمكين بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية (المينورسو) من تطبيق مأموريتها التي كلفها بها مجلس الأمن طبقا لخطة التسوية الأممية الأفريقية لعام 1991.
أما الدخول في متاهة المصطلحات الفضفاضة من قبيل "الواقعية" وغيرها، يضيف رئيس الجمهورية والأمين العام للجبهة، فلن يقود إلا إلى تعميق حالة الجمود وبالتالي تقليص فرص التوصل للحل السلمي الدائم وزيادة حدة التوتر وعدم الاستقرار في المنطقة.
كما أكد رئيس الجمهورية والأمين العام للجبهة على أن الشعب الصحراوي ليس دعاة حرب ولكنه يبقى متمسكا وبقوة بحقوقه الثابتة وتطلعاته الوطنية غير القابلة للمساومة في الحرية والاستقلال وبالدفاع المستميت عنها بكل الوسائل المشروعة التي يكفلها ميثاق الأمم المتحدة والقانون التأسيسي للاتحاد الإفريقي.