القائمة الرئيسية

الصفحات

الجمهورية الصحراوية تشارك في منتدى الاتحاد الأفريقي للحوار بكيغالي، رواندا


تحت شعار “الإيمان بالحصاد: زرع بذور المرونة المناخية”، نظمت إدارة المجتمع المدني والمغتربين التابعة لمفوضية الاتحاد الأفريقي (AUC-CIDO) المنتدى الرابع للحوار بين الأديان في العاصمة الرواندية كيغالي، على مدار يومي 8 ـ 9 نوفمبر 2023 بمشاركة ممثلين عن دول الاتحاد الافريقي وبحضور الجمهورية الصحراوية، وذلك لمناقشة دور المؤسسات الدينية في مكافحة آثار تغير المناخ حيث تتحمل أفريقيا عبئا غير متناسب؛ فهي تمثل 4% فقط من انبعاثات الكربون العالمية ولكنها تعاني أكثر من غيرها من تغير المناخ. ومن أنماط الطقس المكثفة إلى انخفاض الإنتاجية الزراعية وندرة المياه، تواجه القارة تحديات هائلة. حيث سعى المنتدى إلى الاستفادة من تجربة المؤسسات الدينية وتأثيرها في المجتمعات الدينية لتعزيز المرونة وقيادة الممارسات المستدامة في التوعية باهمية الحفاظ على المناخ ودعم رؤية الاتحاد الافريقي 2063.

وتأتي مشاركة الجمهورية الصحراوية للمرة الثانية على التوالي كتأكيد على التزامها ببرامج الاتحاد الافريقي وتعزيز حضورها ضمن مختلف هيئاته وهياكله، وقد توجت المشاركة بانتخاب الجمهورية الصحراوية ضمن خمسة اعضاء جدد في مجلس الحوار ممثلة لدول شمال افريقيا.
وخلال اشغال المنتدى تم تنظيم جلسة عمل تحت عنوان : كيف يمكن لتفكير النظم أن يعد المجتمعات الدينية لقيادة أفريقيا إلى عصر الوفرة، قدمتها منظمة الإيمان من أجل كوكبنا من تأطير: شيراز أحمد رفقة جوزيف هاموند 
وقد استعرضت الورشة الدور الذي يمكن ان يلعبه القادة الدينيون في العمل المناخي .
والتعرف على الطرق الكفيلة بتدريبهم وتكوينهم من خلال ورشة عمل على مدار ساعتين تهدف الى تسليح القادة من المجتمعات الدينية والوكالات الحكومية والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني بالتحسيس حول كل القضايا التي تؤثر اليوم على أفريقيا، والفرص المتاحة من الطاقة النظيفة، والدور الفعال الذي يمكن ويجب أن تلعبه القيم الدينية في المجالات الاجتماعية والثقافية والإنسانية.
وخلال هذه الجلسة فتح المجال امام التحديات التي تواجه القارة في مجال التغير المناخي والتلوث البيئي وقد كانت للجمهورية الصحراوية مداخلة حول تأثير الجدار المغربي الذي يقسم الصحراء الغربية، ارضا وشعبا في تلويث البيئة بحقول الالغام التي تحتوي على اكثر من عشرة ملايين لغم تتسبب بشكل مستمر في قتل البشر والحيوانات ويقف حجر عثرة في طريق جهود المنتظم الدولي في مختلف السياسات تجاه المناخ والحد من تلوث الارض بالاجسام المتفجرة، حيث تصنف الصحراء الغربية التي تعتبر اخر مستعمرة في افريقيا ضمن عشرة الدول الاكثر تلوثا بالالغام

كما كانت للوفد الجزائري مداخلة قوية في تأييد القضية الصحراوية والفلسطينية خاصة في ظل العدوان على غزة.
خلال اليوم الثاني نظمت جلسة خاصة بانتخاب خمسة اعضاء جدد يمثلون مختلف مناطق القارة، ضمن المجلس الدائم الذي يضم عشرة اعضاء، حيث ترشحت الجمهورية الصحراوية ومصر لتمثيل دول الشمال الافريقي وانتزعت الجمهورية الصحراوية الفوز، لتصبح ممثلا، لدول شمال افريقيا في مجلس حوار الاديان الذي ينسق العمل خلال اربع سنوات المقبلة.
وبعد عملية الاعلان عن نتائج الانتخابات تم تقديم الفائزين والتعريف بهم ضمن المجلس المكون من ( غانا، كينيا، زامبيا، الجمهورية الصحراوية، بنين) كما تم انتخاب غانا رئيسا للمجلس وزامبيا نائبا للرئيس ضمن الانتقال الدوري بين مناطق القارة واختيار ايضا ممثل للشباب من اوغندا وممثلة للمرأة من روندا

وكانت للمشاركين في المنتدى زيارة إلى مركز الذاكرة الخاص بالإبادة الجماعية التي شهدتها رواندا عام 1994 ونفذها متطرفون من عرقية الهوتو ضد أقلية التوتسي على مدى 100 يوم دامية، قُتل خلالها أكثر من 800 ألف رجل وامرأة وطفل، معظمهم من عرقية التوتسي.
وإلى جانب ضحايا التوتسي، قتل أيضا عدد من الهوتو المعتدلين في المجازر التي انقلب فيها أفراد العائلة الواحدة والأصدقاء على بعضهم، في إحدى فصول التاريخ الأكثر قتامة في أواخر القرن العشرين.


وسعى المنتدى إلى تحقيق مجموعة من الغايات، ومنها تبادل المعرفة والتمكين والتواصل الرقمي ومناصرة السياسات حول حماية المناخ، و توعية القيادات الدينية والشركاء وإعدادهم ليصبحوا مساهمين في عملية التوعية والتحسيس باهمية العمل المناخي ورعاية الشبكات التي تعزز الجهود الرامية إلى مناصرة الزراعة المستدامة والطرق البديلة لتلوث المناخ وبناء فسيفساء من تبادل المعرفة والتمكين والتواصل والدعوة للسياسات التي تعزز الجهود العالمية في الحفاظ على المناخ.
ولقد عُقدت على منتدى الحوار بين أتباع الأديان التابع للاتحاد الإفريقي آمال كبيرة وشملت النتائج المنشودة توصيات عملية وقابلة للتنفيذ لمواجهة التحديات المتصلة بالمناخ والتحالفات الحصينة التي ستستمر إلى ما بعد المنتدى وحشد الدعم المستمر وتبادل المعارف ضمن جهود الاتحاد الافريقي ورؤيته 2063.
والتحول المنشود في الكيفية التي يمكن بها للمجتمعات الدينية أن تقف في طليعة القدرة على التكيف مع تغير المناخ. ومن خلال القوة الجماعية لـ 55 دولة أفريقية عضوًا، ومجالس متعددة الأديان، ومنظمات دينية، من المقرر أن يلعب مركز الحوار العالمي للحوار بين الثقافات دورًا أساسيًا في نسيج التغيير هذا، من خلال نسج الإيمان والعمل المناخي معًا لتحقيق مستقبل مليء بالأمل والاستدامة لأفريقيا.

إذا أعجبك محتوى الوكالة نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الاخبار السريع ليصلك الجديد أولاً بأول ...