ببالغ الأسى و الالم و التأثر الشديد تلقيت نبأ رحيل اخي و صديقي النعمة سعيد الجماني الى الدار الاخرة ، و امام هذا المصاب الجلل اتضرع الي الله و هو المستعان ان يغفر له و يشمله بواسع رحمته و ان يسكنه فسيح جناته الي جانب الانبياء والمرسلين و الشهداء و الصالحين من عباده و يجعل قبره روضة من رياض الجنة ، و ان يلهم اهله و ذويه جميل الصبر و السلوان.
ينطبق على المرحوم النعمة سعيد الجمان قوله تعالى : ( من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فمنهم من قضى نحبه و منهم من ينتظر و ما بدلوا تبديلا ). صدق الله العظيم
نعم ، النعمة بسجله الحافل بقيم الاخلاص و الوطنية و النضال ، بل و بالقتال ضمن صفوف الناحية العسكرية الثالثة شكل نموذجا يقتدي به اذا ما اخذنا في الحسبان منزلته في المجتمع .
رجل طيب ، متواضع و منضبط كمناضل في صفوف الجبهة و قد ظل ملتزم في ما اسند له من مهام وطنية عسكرية و مدنية من ممرض عادي في الصفوف الامامية ، ثم مدير جهوي ، ثم مدير مركزي للصحة العسكرية تم وزيرا و سفيرا و اخيرا مستشار في الرئاسة . و بمعزل عن كل هذا كان عضو في المجلس الاستشاري و عضو في خبراء تحديد الهوية
كان المؤتمر 16 للجبهة اخر محطة يشارك فيها و كلنا يعرف الاجواء التي سادت و رغم مرضه الخطير فان النعمة و قد تحمل متاعب السفر و صبر على الم المرض ، كان رحمه يوصي بالوحدة و الترفع عن صغائر الامور و السمو بالافكار و الطرح الى مستوى تضحيات و تطلعات شعبنا الابي و الوفاء للعهد .
كان على المام تام بتحديات المرحلة و مخاطرها و اولوياتها و هو ما جعله يراهن على الاهم و الاولى بالنسبة له هو : وحدة الصف
لله ما اخذ وله ما ابقي .
انا لله و انا اليه راجعون
ابراهيم محمد محمود كريكاو