القائمة الرئيسية

الصفحات

اسرائيل تعترف والمغرب يهلل؟ الى اي مدى انقلبت الموازين؟


تفاعلت الدوائر الاعلامية التي اسست لتخدير العقل العربي على مدار عقود من اجل قبول الكيان الصهيوني كأمر واقع، للنصر المبين الذي هلل له "امير المؤمنين" وزفه الى شعبه المغلوب، إنه اعتراف من لا يملك لمن لا يستحق، هذا الخبر الذي تصدر عناوين وسائل الاعلام التي كانت بالامس القريب تعتبر اسرائيل كيانا وهميا يفرض وجوده بالارهاب والقتل والاستيطان، بات اليوم في وسائل اعلام دول التطبيع دولة بإمكانها الاعتراف بسيادة مزعومة لدولة مارقة على القانون الدولي وقواعد الامم المتحدة، بعد رفض كل دول العالم الاعتراف للمغرب بالسيادة على الصحراء الغربية التي تبقى مدرجة ضمن قضايا تصفية الاستعمار باللجنة الرابعة بالامم المتحدة وتنتظر ضغط المجتمع الدولي لتصفية الاستعمار في اخر مستعمرة في افريقيا.
إن النظام المغربي الذي يعتبر شريك اساسي في الدم الذي يسيل هذه الايام على أرض فلسطين في حرب الإبادة الجماعية التي يشنها هذا الكيان في جنين، لا يدخر جهدا في اضفاء الشرعية على احتلاله للصحراء الغربية حتى لو تطلب الامر وضع يده في الشيطان والتحالف معه وهو ما تجسد بالفعل مع الكيان الصهيوني الاجرامي الذي وقع معه النظام الملكي بالمغرب اتفاق التطبيع في ديسمبر 2020، في إطار ما يسمى باتفاقات إبراهيم وصفقة القرن، والذي يهدف إلى تصفية القضيتين الصحراوية والفلسطينية، إحدى المراحل الأولى من الخطة الواسعة التي تهدف إلى وضع العالم العربي تحت وصاية الكيان الصهيوني الرامية الى ضم واستعمار ما تبقى من الأراضي الفلسطينية، ولكن أيضًا لتجاوز ما تم التخطيط له فيما يسمى بإسرائيل الكبرى كجزء من سياسته التوسعية والعدوانية التي يقوم بها منذ نشأة هذا الكيان السرطاني المغروس في قلب الأمة العربية.
وعلى مدار عقود من حرب الابادة التي قادها النظام الملكي المغربي ضد الشعب الصحراوي وعمليات القتل والتشريد وتوسيع الاستيطان، وقف الاحتلال المغربي على نتيجة ان الحسم العسكري بات مستحيلا في وجه شعب تزيده المحن صلابة وقوة في الدفاع عن حقوقه، وان الحسم السياسي يتطلب استشارة شعبية واستفتاء لتقرير مصير الشعب الصحراوي وهو ما يشكل عقدة للنظام الملكي بالمغرب الذي جرب مع الصحراويين كل الاساليب التي اثبتت فشلها امام قدرة الشعب الصحراوي على رفع التحدي وإفشال مؤامرات الاحتلال ودسائسه.
وفي الاخير ماذا ننتظر من نظام استعماري باع كل المبادئ في سوق النخاسة الصهيوني واسس لشراكة استعمارية في الصحراء الغربية وفلسطين ومساهما رئيسا في حرب الابادة وعملية تهويد اقدس المقدسات لدى المسلمين وتهديم كل ما يرمز اليهم في فلسطين.
بقلم : محمد لمين حمدي

إذا أعجبك محتوى الوكالة نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الاخبار السريع ليصلك الجديد أولاً بأول ...