يحي محمد الحافظ إعزى، معتقل سياسي صحراوي، ومناضل مبدئي نقش اسمه في سجل الكفاح التحرري ومناهضة الاحتلال المغربي في الصحراء الغربية، قضى خمسة عشر سنة خلف قضبان السجون المغربية سيئة الذكر، تعرض خلال هذه الفترة لشتى انواع الترهيب الجسدي والمعنوي، وصل وزنه 28 كلغ داخل السجن، أثناء خوضه معركة الإضراب عن الطعام للمطالبة بأبسط شروط الحياة، منعت عائلته من زيارته وتجشمت عناء السفر الشاق والطويل لطرق ابواب السجون التي منعت في وجهها اكثر من مرة.
وتنقل والده المقعد على كرسي متحرك بين مختلف السجون المغربية، لرؤيته وسماع صوته، لكن كانت صيحة في واد التجاهل وعدم اكتراث سلطات الاحتلال المغربي لوضعه الصحي.
وبعد خروجه من السجن ومعانقة الحرية المنقوصة في ظل الاحتلال المغربي الذي لايزال يشتت العائلات الصحراوية بجدار الذل والعار، ابى يحي محمد الحافظ اعزى، إلا ان يشارك شبعه الاحتفالات المخلدة للذكرى الخمسين لتأسيس رائدة الكفاح الوطني، الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب واندلاع الكفاح المسلح، وقد حظي بالتقدير الكبير وكانت له زيارات لمختلف الولايات والمؤسسات الوطنية، التي زادت من معنوياته في السير نحو الهدف الذي رسمه الشهداء الابرار.
وبجسمه النحيل وقناعته القوية وايمانه الراسخ بحتمية النصر يقول ان المناضل يجب يؤدي واجبه ويؤازر قضيته ولايرتبط نضاله بمؤازرة احد او دعمه.
ويضيف انه على استعداد أن يدخل السجن من جديد من أجل قناعاته والمبادئ التي تربى عليها ودفاعه عن الوطن، وانه زرع هذه القناعة في ابنائه لأنها قضية شعب يرثها الأبناء عن الآباء حتى تحقيق النصر والاستقلال.
وبقناعة لا تلين يقول المناضل المبدئي يحي محمد الحافظ : "ولائي للجمهورية الصحراوية وليس للأشخاص وعهدي للشهداء الذين ارتقوا من اجل الحرية وليس للاحياء".
بتاريخ 01 آذار/ مارس 2008 دخل المدافع عن حقوق الإنسان و سجين الرأي الصحراوي يحي محمد الحافظ إعزى السجن بعد مشاركته في مظاهرة سلمية بالأعلام الوطنية الصحراوية و الشعارات المطالبة بحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير بمناسبة تخليد الشعب الصحراوي للذكرى 32 لإعلان تأسيس الجمهورية العربية الصحراوية الديموقراطية، اعتقل على اثرها ووجهت له مجموعة من التهم، تمت فبركتها في ملف من الادعاءات الظالمة وخضع للاستنطاق والتحقيق.
وفي نفس التاريخ من العام 2023 استعاد نسيم الحرية بعد قضائه رهن الاعتقال السياسي مدة 15 سنة، متنقلا بين عدة سجون مغربية عانى خلالها من التعذيب الجسدي و النفسي و من سوء المعاملة و من تدهور وضعه الصحي نتيجة مضاعفات الإضرابات عن الطعام و الإهمال الطبي .
وبعد هذه الفترة الطويلة التي قضاها المدافع الصحراوي عن حقوق الإنسان يحي محمد الحافظ إعزى الذي دخل السجن و هو يبلغ من العمر 42 سنة ، ليغادر السجن المحلي بمدينة اخريبڭة / المغرب ، و هو في سن الـ 57 سنة ، مثقلا بعدة أمراض نتيجة ما تحمل من صنوف المعاناة بسجون الاحتلال المغربي.