حيث تسلل هذا الأخير إلى الأراضي الصحراوية مطلع العام 1884 عبر الواجهة البحرية لقربها من جزر الخالدات.
وخلال تلك الفترة لم يتجاهل الشعب الصحراوي تواجد المستعمر، بل توالت المقاومات الشعبية والإنتفاضات السلمية المندٍدة بالإستعمار.
وفي المقابل لم يدًخر المستعمر أي جهد في سبيل البقاء، طمعاً في الثروات والخيرات التي تزخر بها البلاد.
إستخدم الأساليب القمعية ثم الوعود الكاذبة والإغراءات الدنيئة، وكلها طرق مسدودة لأن الشعب الصحراوي خياره واضح وهو طرد الغزاة والاستقلال التام.
وفي ال20 ماي 1973 كانت منطقة الخنكَة على موعد مع تجسيد شعار "بالبندقية ننال الحرية" وإطلاق أول رصًاصة في الثورة.
حيث تمكن سبعة عشر (17) من الآباء المؤسسين وبأسلحتهم التكرارية التي تقلهم عددًا، من الهجوم على مركز الشرطة الإسباني المتواجد بتلك المنطقة،
والذي كان محتجزاً بداخله إثنين من أفراد هذه الجماعة ال17 وهما: الشهيد "الولي مصطفى السيد" و "عبدي ول ببوط".
أما باقي أفراد المجموعة فهم:
3_ الشهيد محمد سعدبوه (محمد لمتين).
4_ الشهيد إبراهيم الخليل الراحل.
5_ الشهيد البشير السالك جدو.
6_الغزواني اعلي علال.
7_ غالي سيدي المصطفى (إبراهيم غالي).
8_ الشهيد إبراهيم عبدالرحمان بجمعة.
9_ الشهيد البشير الصالح (جمبلا).
10_ الشهيد محمد فاظل اعلي حمية(القرارات).
11_ الشهيد محمد لسياد احمد.
12_ الشهيد حمدي السالك جدو.
13_ السالك اسويلم محمد (أطبيب).
14_ الشهيد الفراح يحظيه ورقة.
15_ بودة سيدي التاقي.
16_ لحبيب دافة جامع(لبريفي).
17_ السالك احمد الوالي (غاندي).
وأثناء دخول أفراد المجموعة إلى مركز الشرطة الإسباني وقبل البدأ بتنفيذ الهجوم الرئيسي،
إنطلقت ومن دون قصد أول رصًاصة من بندقية البطل المغوار "الغزواني اعلي علال" لأنه كان يدك بها باب المخزن سعياً منه لتحرير رفيقيه بالداخل.
نعم تلك الرصًاصة كانت عفوية، إلا أنها شكلت الميلاد المسلح لحركتنا التحررية، التي ظل صداها يتردد في السنوات اللاحقة من كفاحنا وحتى يومنا هذا.
تلك الحركة التي ارغمت الإسبان على الخروج المبكر وتصدت لإتفاقية مادريد بأطرافها الثلاثة.
هي نفسها من لقًنت المغاربة درساً لن ينسوه طوال سنوات حرب التحرير وأصبح ملكهم يستنجد بالقوى الإنبريالية العظمى، لكن دون جدوى.
حتى خرَّ ذليلا أمام بواسل جيش التحرير الشعبي الصحراوي يطلب التوقيع على هدنة لوقف إطلاق النار عام 91.
وفي الثالث عشر نوفمبر 2020 وبعد أن تجاهل ملكهم الجديد الهزائم التي أنهكت كاهل والده،
وظن أن السلاح الإسرائيلي والمُخبِر الفرنسي سيحسمان الأمر لصالحه.
وجدوا ثلاثتهم أبطال جيش التحرير الشعبي الصحراوي لهم بالمرصاد.
ومنذ ذلك الحين لم ينقضِ يوم إلا وجيش الإحتلال المغربي يجر أذيال الهزيمة ويتكبد الخسائر تلوى الأخرى.
والشعب الصحراوي يردد مطبقاً "تصعيد القتال لإستكمال السيادة وطرد الإحتلال".
_________________
✒️ احمدمحمود عبدالسلام البخاري.
20 ماي 2023