مملكة تتمدد خارج حدودها في خيال ملوكها و الخاضعين لعرشها؛ يغيرون ويعدلون في رسم خرائطها بين كل حين وحين، فتلامس تارة ضفاف نهر السنغال وصحاري الجزائر الكبرى ومالي، وترسو تارة اخرى على سواحل جزر الكناري الإسبانية المترامية في المحيط الاطلسي وسبتة ومليلية بأقصى شمال افريقيا، حيث ترفرف أعلام مملكة اخرى اوروبية .
التوسع النهم المهدد تحت عنوان: المغرب الأكبر ؛ هكذا يصف المؤرخ المغربي المعارض منجب المعطي العقيدة الاستعمارية للمملكة العلوية التوسعية ضمن مقال مفصل له نشرته صحيفة “الاندبندينتي” الاسبانية. عقيدة ولدت حسبه مع ميلاد المملكة لحظة منحها وثيقة الاستقلال من طرف فرنسا سنة 1956؛ استقلال يقول المؤرخ المغربي انه فتح شهية استعمارية لدى المخزن ،متعطشا لأراضي الجيران تحت شعار: المغرب الاكبر أو الإمبراطورية الشريفة المزعومة. شعار اخترعه رئيس حزب الاستقلال انذاك علال الفاسي ثم تحول الى رواية رسمية متطرفة تبناها البلاط وأقنع بها اتباعه منذ زمن محمد الخامس إلى السادس؛ وعلى مدار نحو سبعة عقود كاملة نقضت فيها الرباط اتفاقيات ترسيم الحدود وداست مواثيق الأمم المتحدة وافتعلت الصراعات في كل الاتجاهات ، فغرقت في حرب الرمال وجنت واقعا اسود لمسيرة خضراء بشهاده المؤرخ ذاته. شهادة جعلت منجب المعطي هدفا لحملة اعلامية مغربية شرسة خاصة بعد اعتباره الحديث عما يسمى المغرب الكبير مجرد الهاء يغطي على غياب الملك محمد السادس عن تسيير شؤون البلاد في ظل ازمات اجتماعية واقتصادية خانقة.
أمينة عبروش.