صدر بفلندا كتاب فني بحثي للكاتب والباحث، الفنان الصحراوي محمد سليمان لبات و الفنان الفنلندي بيكا نيسكانين باللغلتين الإنجليزية و اللهجة الحسنية يرى النور مؤخراً من العاصمة الفلندية هيليسنكي .
الكتاب يتناول موضوع ظهور الزراعة صغيرة الحجم في مخيمات اللاجئين الصحراويين كوسيلة للصمود في واقع إستثنائي سياسياً و مناخياً و اجتماعياً.
يركز الكاتبان على تطور الزراعة كخطاب و يعتمدان على تحليل ميشيل فوكو لنظرية تشكل الخطاب .
يعتبر تطور المعارف و الممارسات الزراعية في المخيمات خطاب في حد ذاته و لو كان صغير و لكنه ينم عن تغير إجتماعي عميق لهذا المجتمع الذي عاش لقرون من الزمن كمجتمع بدوي مرتحل لم تتح له فرص الاستقرار و الثبات حتى يطور علاقات مع النباتات و الزراعة، لكن هذه الممارسات الزراعية الجديدة هي خطاب ينم عن تكيف الانسان الصحراوي و مقاومته للظروف التي وضع فيها يخلص المؤلفان .
كان قرار كتابة النص باللهجة الحسانية، رغم صعوبته، قرار فني بحت، أرداد من خلاله المبدع محمد سليمان إبراز أهمية اللهجة الحسانية الشفهية للشعب الصحراوي و التهديد الذي تواجهه، و ما دامت اللغة ظاهرة للتواصل، فس قناعة بأن اللهجة الحسنية الشفهية قادرة على إيصال أفكارنا و رؤانا و بخاصة إذا تعلق الأمر بمواضيع تهمنا نحن الصحراويين بالدرجة الأولى.
وفي حديثه لاتحاد الصحفيين والكتاب الصحراويين قال محمد سليمان حول الإصدار "أتمنى أن يكون الكتاب مصدر إلهام للشباب الصحراوي حتى ينطلقوا في تفتيق مواهبهم الثقافية و الفكرية " .
يحتوي الكتاب على نصوص بحثية، رسومات و أشعار و بذور حية يطلب الفنانان من القراء ان يغرسوها في منازلهم حتى تتواصل تجربة المطالعة بعد القراءة و الى وسط المزرعة. الكتاب في حد ذاته عمل فني و قد طُبع في مدينة هيلسنكي فنلندا.