تاريخيا ظلت الحكومات السودانية تدعم الاحتلال المغربي ضد الشعب الصحراوي على الأقل في مواقفها السياسية سواء داخل منظمة الوحدة الافريقية (الاتحاد الأفريقي لاحقا) أو في محطات التصويت على القرارات المتعلقة بالقضية الصحراوية داخل اروقة الجمعية العامة للأمم المتحدة، ويرجع ذلك إلى العداء المستحكم الذين طبع علاقات الحكومات السودانية بالعقيد معمر القذافي رحمة الله عليه، الذي كان حليفا للشعب الصحراوي حينها، من جهة ومن جهة أخرى إرتباط الانظمة التي حكمت السودان بالمعسكر الغربي زمنا وبالمال السعودي والاماراتي بعد ذلك.
وقد سبق لحكومة جعفر النميري أن أحتجزت وفدا صحراوياً إلى قمة الوحدة الافريقية قبل أنضمام الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية إلى هذه المنظمة ومنعته من الاتصال بالوفود المشاركة كما جرت العادة ولم تفرج عنه إلا بعد انتهاء القمة.
الصراع القائم حاليا بين رئيس المجلس الانتقالي السوداني عبد الفتاح البرهان وزعيم قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) هو صراع بين خصمين ليس لنا فيهم صديق ولا عدو ولكن من خلال الاطراف الواقفة خلفهما يمكننا أن نعتبر أن البرهان هو أهون الشرين، فحميدتي مقرب من حفتر والامارات العربية المتحدة و كلاهما يقف في صف الإحتلال المغربي بصورة علنية ومباشرة.
وعموما، فمهما كانت نتيجة الصراع المؤسف في السودان، فإن تأثير المنتصر فيه على القضية الصحراوية سيبقى تأثيرا ثانويا، نتيجة لأسباب ذاتية تتعلق بواقع السودان نفسه، وكذلك بموقع القضية الصحراوية في أجندات السياسة الخارجية السودانية.
الدكتور غالي زبير