القائمة الرئيسية

الصفحات

المجمر... الاداة الرشيقة ذات السيقان الثلاث...!!


المجمر ادات تقليدية وقطعة اصيلة في الخيمة التقليدية الصحراوية، تجمع بين الرشاقة والابداع والهندسة، ادات شامخة وسط الخيمة، له ابعاد كثيرة فهو رمز الجماعة حيث الحل والربط ورمز للضيافة حيث الكرم والجود.. تجمعت فيه هندسة الحرفيين وابداع الصانع وجمالية الهوية...،
ماهي هذه الاداة؟
وكيف تتم صناعتها ؟
وايهما سبق الاخر "لَفْرَنْ" ام "لَمجَامر"
في المقابلة التي اجريتها مع محمد ولد ابيشيري ولد يارة، في اطار دراسة لتاريخ الصناعة التقليدية والصحراوية لصالح قسم البحوث والدرسات التابع لاتحاد الحرفيين الصحراويين، قال لي ان عائلته كانت عائلة بدوية كثيرة الترحال، بحيث ان الاواني لم تكن متوفرة او مرغوب فيها، خاصة اواني الشاي، كانت معدات الشاي لديهم بسيطة وتتكون من صينية نحاس (طبلة) وكؤوس صغيرة وبراد شاي (تسميمت) وكانت التراب هي موضع الجمر حيث يجلس القيام عند حافة الفراش (لحسيرة) ويجلب القليل من الجمر من نار المنصب ويحفر حفرة صغيرة في التراب ويضع فيها الجمر وبعد الانتهاء من اعداد الشاي يضع فوقها القليل من الثرى حفاظا على الجمر واتقاء لباعوظه.
لكن في بداية الخمسينات صنع ابيه ابيشيري ولد يارة اول مجمر امتلكته العائلة، وكان استعماله محصور على أوقات زيارة الضيوف او الاعياد والمناسبات العائلية، ولعلى جل "الفرگان" كانو كذلك يفعلون، على عكس الحضر حيث كان المجمر ضروري واساسي ولا يمكن الاستغناء عنه.
مما يتكون وكيف تتم صناعته..!!
يتكون المجمر من مايلي:
المغرج: وهو إناء على شكل ابريق كبير. يصنع اساسا من النحاس الاحمر، ولكن اليوم اصبح يصنع من النحاس الاحمر والأصفر، حيث تتم صناعة الغطاء والحامل (الخرب) من النحاس الاصفر فيما يصنع الاناء السفلي من النحاس الاحمر كونه اشد مقاومة للنار كما للصداء، ويتم تغليفه من الداخل بالقصدير (تسميمت) وتسمى هذه العملية (اتقصدير) وهي عملية وضع طبقة من معدن القصدير ثم حكها بمادة المونة (اشنادر) ليكتسب بياض ناصع وملمس ناعم.
الكانون وهو الاناء الذي يوضع فيه الجمر، مزخرف من الخارج بدوائر منقوشة من النحاس الأصفر، تثبت بالتلحيم التقليدي بإستعمال معدن القصدير (اسطانيو) والمونة (اشنادر).
آخطير: وهو حامل المغرج وعبارة عن مثلث نحاسي يثبت فوق الكانون مباشرة.
عصاصيب: حواف من النحاس الاصفر الاولى رقيقة مثبتة في الحافة العليا للكانون، واخرى سفلية عريضة لها زخارف خاصة تتشكل من ثقوب تسمى (اتقربيل) ونقوش تسمى (انگاشة)
الصيگان: عبارة عن ثلاثة سيقان مزخرفة متصلة بالكانون وهم عبارة عن حوامل المجمر.
العود: وهو عود دائري، من الخشب الأحمر "اجداري" يتوسط الصيگان، مزخرف وعليه نقوش نحاسية، مثبت في الاعلى مع العصابة السفلية عبر قطع حديدة تسمى (لعراريق) وفي الأسفل مرتبط بالسيقان عبر قطع تسمى (الورديات)
الورديات: قطع نحاسية مزخرفة، وعددها ستة، ثلاثة في الأسفل تربط السيقان بالعمود وثلاثة لتثبيت السيقان مع الكانون والحافة السفلية للمجمر.
يرى أمحمد ولد ابيشيري أنه عاصر صناع تقليدين مبدعين في هذا المجال (النحاس) في منطقة الساحل خاصة العيون المحتلة وبوجدور المحتلة والداخلة المحتلة، ومنهم يذكر والده الذي ورث عنه المهنة ابيشيري ولد يارة، وعمه المخطار ولد اصنيبة والطيب ولد يارة والد الشاعر الايقونة المحجوب ولد الطيب، هذا فضلا عن عائلات اشتهر ابنائها بصناعة النحاس والحديد يذكر منهم اولاد ابيط واهل البيلال واهل اصنيبة، ولكن هذا لا يعني حسب وجهة نظره ان العائلات الاخرى لم تبدع في هذا المجال، بل يقول أن خيمة اولاد ابياي وعائلة اهل الطالب اعلي واهل الخرفي هي عائلات حرفية ممتازة وذاع صيتها في هذا المجال لكن وللأسف لم تتاح له الفرصة للإطلاع على منتوجاتهم.
كان هذا في الفترة ما بين خمسينيات والستينات من القرن الماضي، حيث كانت صناعة المجمر اكثر انتشارا فيما لا تزال صناعة لفرنة في بداية ظهورها..
الصورة لواحد من أقدم المجامر الموجودة في المخيمات، تملكه إمراة في ولاية بوجدور لا أتذكر اسمها، التقيتها في مهرجان الالعاب التقليدية العام الماضي، قالت لي انها ورثته من امها والتي بدورها ورثته عن جدتها قبل الانطلاقة بسنوات... معه مكسرة وهي ادات لتكسير سكر الغالب.
يتبع.... لفرنة، الظهور والمكونات...!!
بقلم الإعلامي: أحمد علين محمد سالم

إذا أعجبك محتوى الوكالة نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الاخبار السريع ليصلك الجديد أولاً بأول ...