القائمة الرئيسية

الصفحات

مقابلة | أبّي البشير القائم بأعمال ممثل البوليساريو لدى الإتحاد الأوروبي : "اللوم الوحيد الذي يمكن أن نوجهه للجيل المؤسس لجبهة البوليساريو هو عدم قدرته، إلى حدما، على ضمان التواصل الجيلي"



أجرى اللقاء فرانثيسكو كاريون
18 مارس 2023.
أبّي البشير، الوجه البارز للضربة القضائية المتمثلة في قرار المحكمة الصادرفي سبتمبر 2021، والذي ألغى اتفاقيات الصيد بين الاتحاد الأوروبي والمغرب ، هذا الأخير الذي تفاوض مع بروكسل حول مياه تقع خارج نطاقه ، أي مياه الصحراء الغربية. أبي البشير هو أحد أبرز الدبلوماسيين في جبهة البوليساريو ، وهي المنظمة لا يزال ملتزمًا بها ، ومؤمنا بهدفها العزيز وهو انتزاع استقلال المستعمرة الإسبانية سابقا.

في هذا السياق كتب أبي البشير في ديسمبر الماضي، وهو يعلن استقالته من منصبه كمندوب للجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية لدى الاتحاد الأوروبي: "من أجل هذا الهدف السامي سأواصل الكفاح حتى آخر رمق في حياتي". وعزا البشير ، الذي لا يزال في منصبه بانتظار تعيين خلف له ، رحيله إلى خلافات مع قائد الحركة وأحد مؤسسيها، ابراهيم غالي ، الذي أعيد انتخابه في يناير. وقد لخص الأمر في عبارة وجيزة: "أجبرتني الخلافات العميقة معه حول الرؤية والأساليب على اتخاذ هذا القرار الصعب".
بعد تمرّس أبّي في السفارتين الصحراويتين في جنوب إفريقيا ونيجيريا ، كان حينها قد نبّه إلى ذلك الجدل الذي يدور بين أجيال الحركة والذي كان يعتمل داخلها. الحركة التي يمضي على صراعها مع المغرب 47 عامًا، ولا تزال تطالب باستقلال ما كان في السابق مقاطعة إسبانية. قضية وصول الأجيال الجديدة إلى مواقع صنع القرار، هو أحد المواضيع التي تناولتها الإندبينديينتي El Independiente مع أبّي البشير.
”لم تكن إسبانيا في صفنا نحن الصحراويين قط. ومع انقلاب سانشيز، فإن الأمر للأسف أصبح أسوأ مما كان؛ من الواضح أن إسبانيا تقف إلى جانب المغرب“
سؤال: هل كان للتغيير في موقف الحكومة الإسبانية أي تأثير على المشهد العام للصراع؟
الجواب: موقف الحكومة الإسبانية الأخير، بدلا من أن يكون عاملا محفزا، فإنه قد ألحق الضرر بعملية التسوية وقيّد المستقبل. كل الأطراف، باستثناء المغرب، نجدها قد تضررت، وخاصة إسبانيا والصحراويون بالطبع. قبل عام، وعلى الرغم من انهيار وقف إطلاق النار، كان لدى دي ميستورا نافذة أمل مفتوحة ودعم قوي من مجلس الأمن لاستئناف عملية المفاوضات. ثم جاء التغيير الجذري لحكومة إسبانيا فيما يتعلق بالصحراء الغربية، مما زاد من تعقيد الأمور وتغذية حالة الجمود، لأن الاقتراح المغربي لا يمكن أن يكون حلاً للصراع لأسباب بديهية. الإقتراح المغربي ظهر إلى العلن منذ عام 2007 ولم يحقق أي نجاح. الإقتراح المغربي يمكن أن يكون حلاً لأنواع أخرى من النزاعات، ولكنه بالتأكيد ليس حلا لقضية نموذجية من قضايا تصفية الإستعمار. الواقعية مفهوم نسبي تمامًا ، فهي تعتمد على المكان الذي نقف عليه وبأي عين ننظر إلى الواقع. فشلت مهمة دي ميستورا في اليوم الذي أعلن فيه المغرب عن رسالة سانشيز. ما قيل بعد ذلك من قبل مدريد كان كما قال الفرنسيون: "طبيب بعد الموت".
”فشلت مهمة دي ميستورا في اليوم الذي أعلن فيه المغرب عن رسالة سانشيز“
بغض النظر عن المسؤولية التاريخية والقانونية والأخلاقية تجاه الشعب الصحراوي، والتأثير السلبي على مهمة دي ميستورا ، كانت رسالة سانشيز مثالا لتخبط جيوسياسي بكامل المقاييس، لا سيما وأنها ظهرت في جو يسوده توتر متزايد بين المغرب والجزائر. في سياق قطيعة دبلوماسية بين البلدين وفي سياق الاستقطاب الشديد، بدا واضحا أن سانشيزيعلن من خلال قراره ذاك وقوفه إلى جانب المغرب. استنتجت الجزائر ما يتعين عليها استنتاجه واتخذت على الفور الإجراءات التي يتعين عليها اتخاذها وفقًا لذلك. بالإضافة إلى ذلك ، وأنا أؤكد ذلك عن علم ، فإن شعوب المنطقة سئمت وتعبت من تفضيل إسبانيا للمغرب على حساب مصالح البقية. إن اختزال الدول المغاربية في المغرب فقط ليس الوصفة المناسبة التي تتماشى والسياقات المتغيرة الجديدة.
عبرت رسالة سانشيز عن حالة إرباك و تخبط من حيث الجوهر والشكل حين يتعلق الأمر بالاعتراف الضمني بسيادة المغرب على الصحراء الغربية. تبرير الموقف بـ "ضمان وحدة أراضي البلدين" هو تبرير لا يترك مجالا للشك، فالجميع يعلم أن المصطلح، في السياق الإسباني ، يشير إلى سبتة ومليلية ، وفي السياق المغربي، من الواضح، أنه يشير إلى الصحراء الغربية. الوضع بعد ترامب يؤكد ذلك. في اجتماعات غير رسمية مع دبلوماسيين إسبان نفوا أن يكون ذلك اعترافًا بسيادة المغرب على الصحراء الغربية لكن نص الرسالة يقول غير ذلك. منحت إسبانيا المغرب هدية مجانية. في المقابل نفى المغرب في رسالة رسمية إلى الأمم المتحدة وجود حدود برية مع إسبانيا، وعمل الجمارك معطّل، وما زال تدفق المهاجرين يشهد صعودًا وهبوطًا. نحن الصحراويين لم تكن إسبانيا في صفنا قط. ومع قرار سانشيز، فإن الأمر للأسف أصبح أسوأ؛ من الواضح أن إسبانيا تقف إلى جانب المغرب.
س: نحن في طريقنا إلى 48 عامًا من صراع مشلول تمامًا. ألا يجب البحث عن حلول متخيلة لكسر هذا الجمود؟
ج: مجال الخيال، في هذه الحالة محدود، ومحدّد بإطار الشرعية والقانون الدوليين. إذا خرج الخيال عن هذا الإطار ، فلن يصل إلى أي مكان. 30 عاما من الجمود دليل على ذلك. يعد إطار العمل هذا أمرًا حيويًا وإذا لم يتم أخذه في الاعتبار، يمكن أن يكون الحل مبدعًا للغاية ولكنه غير قابل للتطبيق. أن ترسم الإطار كمعيار حيوي لا يعني أنه لا يمكنك استخدام خيالك ضمنه. العنصر الذي سيمنع التوصل إلى حل والذي يحطم كل قدرة إبداعية هو غياب إرادة واضحة من جانب المغرب وخاصة من جانب مجلس الأمن.
”لقد إختار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إدارة الصراع وليس حله“
في نيويورك ومنذ نهاية التسعينيات وحتى اليوم ، اختار مجلس الأمن إدارة الصراع لا حل الصراع من خلال إبعاد الصحراء الغربية دائمًا إلى المستوى الثالث والرابع. لم تكن هناك إرادة ثابتة من مجلس الأمن لإصلاح ذلك في الإطار المتفق عليه. في المناسبات النادرة عندما أراد مجلس الأمن أن يفعل شيئًا ما ، كان يفتقر إلى الدفعة الأخيرة ، كما حدث مع خطة بيكر لعام 2003.
لقد تم تفصيل الخطة المذكورة، أولاً وقبل كل شيء ، لتلبية مطالب المغرب. فقد نصت على حكم ذاتي للإقليم لمدة 4 إلى 5 سنوات ، وهي فترة كافية للمغرب للعمل على كسب قلوب الصحراويين وإقناعهم بأن أفضل شيء بالنسبة لهم هو البقاء تحت السيادة المغربية. وإذا فشل في ذلك ، فستتاح له فرصة ثانية مع الاستفتاء الذي سيتم تنظيمه بعد ذلك والذي سيكون لعدد كبير من المستوطنين المغاربة الحق في التصويت فيه. لقد كان قبولنا لخطة التسوية تلك في ذلك الوقت ينطوي على مجازفة كبيرة وتضحيات هائلة. وقد اعتمدها مجلس الأمن في قرار في يوليو 2003. وظل هناك حتى اليوم دون تفعيل، لأنه لا المغرب لديه أدنى إرادة سياسية ولا المجلس أبدى أي اهتمام بممارسة أي ضغط على الرباط. ومن الواضح أن ثمة اعتبارات أخرى لـ "مجموعة أصدقاء الصحراء الغربية" داخل المجلس تتقدم على التسوية العادلة للنزاع.
س: هل خطة بيكر مقبولة اليوم؟
ج: لقد تغير الواقع على الأرض منذ ذلك الحين. لقد قبلنا الخطة قبل الانتفاضة الشعبية داخل الإقليم في عام 2005 ، قبل التغيير المهم في علاقة القوى على المستوى الإقليمي وما تلاه من انهيار وقف إطلاق النار.
س: أفهم من كلامك أن على مجلس الأمن ممارسة المزيد من الضغط على المغرب؟
ج: يجب ممارسة الضغط على الطرف الذي رفض حتى الآن جميع العروض المقدمة من الأمم المتحدة ومبعوثيها الشخصيين. للقيام بذلك ، من الضروري أولاً قطع هذا الاتجاه المتنامي داخل الأمم المتحدة للرغبة في التضحية بالقانون الدولي باسم رؤية خاطئة ومتحيزة وغير عادلة لـ الواقعية السياسية. تتمثل مهمة الأمم المتحدة ومهمتها في الصحراء الغربية في تطبيق ميثاقها وتعزيز الحل في هذا الإطار. من المؤلم أن المغرب، بدلاً من الضغط عليه للتوصل إلى حل، ما يتلقاه باستمرار هو إشارات تواطؤ أدت إلى انهيار مسلسل التسوية ويمكن أن تقودنا إلى سيناريوهات أكثر خطورة للجميع.
”من المؤلم أن المغرب، بدلاً من الضغط عليه للتوصل إلى حل، ما يتلقاه باستمرار هو إشارات تواطؤ أدت إلى انهيار مسلسل التسوية ويمكن أن تقودنا إلى سيناريوهات أكثر خطورة للجميع“
س: أحد التطورات في السيناريو هو قرار إنهاء وقف إطلاق النارمن قبل جبهة البوليساريو. الحقيقة هي أنها حرب منخفضة الشدة ، بموارد محدودة للغاية.
ج: كان المغرب هو أول من انتهك الاتفاقية ، ثم كان علينا الرد في منطقة الكركرات في 13 نوفمبر 2020. الحرب ليست الخيار المفضل بالنسبة لنا. لقد قدمنا ​​جميع أنواع التنازلات وذهبنا بعيدا في ذلك. ولكنه لم يتم تفسيرنا موقفنا كما ينبغي. بل على العكس من ذلك ، فُهم تقديمنا للتنازل تلز الآخرعلى أنه علامة ضعف. وعندما سنحت الفرصة في الكركرات ، كان علينا الاختيار بين قبول التحول المستمر في المسار، هو مايعني التسليم بوضع المغرب المريح بسبب هذا التوجه، أو وضع حد لهذا التوجه وإجهاضه مرة واحدة وإلى الأبد. وكان أن اخترنا الثانية ، هكذا قررنا حمل السلاح مرة أخرى. ليس لدينا أي وسيلة أخرى تحت تصرفنا، آخذين بالاعتبار جميع المخاطر التي ينطوي عليها مثل هذا التغيير الجذري في سياق مختلف ودقيق. لقد فقد وقف إطلاق النار كل معناه منذ فترة طويلة. لقد أصبح وقف إطلاق النار أداة في يد المغرب لترسيخ احتلاله. إلتزامنا بوقف إطلاق النار، مع رفض المغرب الاستفتاء، والاستمرار في عناده وغطرسته، سيكون بمثابة تحويل مقاتلينا إلى حراس لاحتلال وطنهم.
“إن نظام المخزن هو في الأساس نظام غير ديمقراطي ويعتمد بقاءه على الصحراء الغربية“
س: من يهمه استمرار الصراع؟
ج: أولاً المغرب ، الذي وجد في احتلال الصحراء الغربية مصدرا حيويا للشرعية وتماسك النظام ، وجد المغرب في النزاع ضالته للحفاظ على التوازنات القائمة بين العرش والجيش والطبقة السياسية ولمواصلة تأجيل أي احتمال لإنجاز ديمقراطية حقيقية في المغرب. إن نظام المخزن هو في الأساس نظام غير ديمقراطي ويعتمد بقاءه على الصحراء الغربية. مع استمرار الصراع ، تطول أيضًا حياة النظام وممارساته القمعية ضد شعبه. لم يكن المغرب أبدًا صادقًا في خطة استفتاء تقرير المصير. وافق على الإستفتاء للتخلص من التكلفة المرتفعة للحرب ولإطالة أمد النزاع وعمر الإحتلال، وهو يقدم مقترح الحكم الذاتي لنفس السبب.
س: ومن الجانب الصحراوي، هل هناك من يستفيد من إطالة عمر هذا النزاع؟
ج: ربما تكون النخبة الصحراوية من "السياسيين" ورجال الأعمال الذين يعملون مع الاحتلال ويتمتعون بامتيازات اقتصادية وسياسية إذ يمثلون واجهة ضرورية للدعاية المغربية. بمجرد تسوية النزاع. هؤلاء سيفقدون تلقائيًا سبب وجودهم كشريحة منتفعة من النزاع. إن بقية الصحراويين هم أكبر ضحايا هذا الصراع.
[ومن ضمن قيادات البوليساريو، هل هناك من يستفيد من النزاع؟] لا أرى ذلك. لا أعتقد أن هناك من بيننا أي شخص مستفيد من إطالة أمد الصراع. لن يكون من السخرية فحسب ، بل الإجرامي أيضًا ، العيش من داخل الدراما المعقدة التي نمر بها نحن الصحراويون، ويكون من بين صفوفنا من لديه أجندة أخرى غير النضال حتى يعود الصحراويون إلى أرضهم أحرارًا. مع ذلك، لا يمكن إنكار أننا في جبهة البوليساريو مطالبين بضرورة تحسين استراتيجيتنا وأساليبنا من أجل الوصول بشعبنا إلى المرفأ الآمن، والمتمثل في الصحراء الغربية مستقلة.
س: هل تأمل في أن يؤدي فوز حزب الشعب في الانتخابات العامة إلى عكس هذا التغيير؟
ج: لا أعرف. لا يمكنني المجازفة بالتنبؤ بأي شيء عنها. على أي حال ، في الحالة الافتراضية لانتصار حزب الشعب في الانتخابات العامة المقبلة ، سيجد فيخو نفسه مضطرًا إلى تعديل وصفة سلفه المسؤول عن حزبه ، راخوي. بصرف النظر عن انقلاب سانشيز، فإن الشكل العالمي للعلاقة الثنائية بين المغرب وإسبانيا عرف متغيرات جديدة. من بينها ، رهان المغرب الاستراتيجي على تحالف عبر الأطلسي، تلعب فيه إسرائيل العامل المحفز، على حساب تحالفه التقليدي مع أوروبا، وخاصة مع فرنسا. ثم اعتراف ترامب بسيادة المغرب على الصحراء الغربية وتأثيره في تصلب موقف المغرب من سبتة ومليلية ، إضافة إلى التداعيات العميقة التي خلفتها الأزمات الثنائية في السنوات الأخيرة. وفيما يتعلق بقرار سانشيز، أيا كان من يحكم في إسبانيا، فإن أي حاكم مسؤول سيجد نفسه ملزما بالتعويض عن الضرر الناجم عن رسالة سانشيز، فقد فقدت إسبانيا المكانة الدولية والتماسك السياسي الداخلي والوزن في المنطقة المغاربية والكثير من المال.
س: كنت أحد مهندسي إلغاء اتفاقيات الاتحاد الأوروبي للصيد والزراعة مع المغرب ، وهو حكم يجب المصادقة عليه. ما الذي يمكن توقعه من العدالة الأوروبية؟
ج: هو بالتحديد عنصر جديد يضاف إلى السيناريو الافتراضي لفوز حزب الشعب في الانتخابات المقبلة. سيصدر الحكم النهائي في نهاية العام الجاري، في موعد قريب من موعد الانتخابات. على صعيد العلاقات الثنائية بين المغرب والاتحاد الأوروبي، والتي تضررت بشدة من فضيحة البرلمان الأوروبي، سيكون حكم المحكمة الأوروبية بمثابة رصاصة الرحمة. سيعني حدوث زلزال في هذه العلاقات التي استمرت لعقود. يبدو أن كل شيء يشير إلى أن محكمة العدل الأوروبية ستتبنى نفس القرار الذي اتخذته المحكمة العامة في عام 2021. سيكون من الضروري بعد ذلك إعادة النظر في العلاقات بين المغرب والاتحاد الأوروبي واتفاقياتهما ، وبعبارة أخرى ، استثناء الصحراء الغربية من تلك الاتفاقيات. بالنسبة للمغرب ، إنها ضربة قاتلة ليس لها تداعيات اقتصادية فحسب ، بل سياسية ودعائية أيضًا، ويمكن أن تقود دبلوماسيته إلى الدخول في صراعات جديدة مع الدول الأعضاء أو مع الاتحاد الأوروبي نفسه.
س: هل نراهن على القناة الدبلوماسية بدلاً من القناة العسكرية؟
ج: للصحراويين كل فرصة للفوز إذا تمكنا من تفعيل الجبهات الأربع المفتوحة اليوم في نضالنا بنفس الحدة: الكفاح المسلح ، الكفاح الدبلوماسي ، المقاومة السلمية في المناطق المحتلة وبناء نموذج دولتنا في مخيمات اللاجئين. ليست أي من هذه الجبهات أكثر أهمية من الأخرى، فهي تكمل بعضها البعض. إنها مثل سيارة بأربع عجلات. لا يمكن لأي سيارة أن تقطع مسافة بعيدة بعجلة مثقوبة. ضمان تكامل مكونات القتال الأربعة هو مفتاح الفوز. في المكون الدبلوماسي والقانوني لدينا كل فرص الفوز، لأن القانون في جانبنا بالكامل. على الجبهات الأخرى ، يتمتع المغرب بميزة معينة، لا سيما في الجانب العسكري، لكن المقاومة طويلة الأمد تتكلل دائما بانتصار الشعوب. هكذا علمنا التاريخ ، ولن يكون الصحراويون الاستثناء.
"إن البوليساريو كانت وستظل الضمان الوحيد في أيدي الصحراويين الذي سيمكنهم من تجسيد تطلعاتهم المشروعة“
س: ألا تطبق البوليساريو نفس الوصفات التي لم تسفر عن أي تقدم في حل النزاع؟
ج: نحن حركة تحرر وطني عمرها أكثر من خمسين عاما من الحياة والنضال. إنها مؤسسة إنسانية قبل كل شيء ، حيث تظهر مشاكل وصراعات الأجيال ، والرؤية ، والاستراتيجية ، والأساليب ، ولكن الأهم هو أننا جميعًا نتوجه نفس الوجهة ولا شيء يصرف انتباهنا عن الهدف. إن الميزة الكبرى لجبهة البوليساريو ، وهي في الوقت نفسه ضمانة كبيرة ، هي حقيقة أنها ، على عكس العديد من حركات التحرر الوطني ، تظل وحدة متماسكة بشكل مثير للإعجاب. انقسمت حركات أخرى إلى فصائل ومنظمات فرعية وبقيت البوليساريو متماسكة. أما الأشخاص المنتمين للبوليساريو والذين قرروا الانتقال إلى الجانب الآخر فقد فعلوا ذلك كقرار فردي ، ولم يكن أبدا قرارًا جماعيًا.
أصر على أن عملنا ليس مثاليًا وعلينا تحسينه في العديد من الجوانب إذا أردنا تقصير مسافة الرحلة ، لكن البوليساريو كانت وستظل هي الضمان الوحيد في أيدي الصحراويين القادر على تجسيد تطلعاتهم المشروعة. لقد أظهرت البوليساريو أظهرت قدرة على المقاومة ومرونة في الإبحار في المياه المضطربة على مدار الثلاثين عامًا الماضية دون أن يلحق بها ضرر جوهري.
س: هل أنتم قلقون من التقارير التي تتحدث عن التواصل الجيلي داخل المخيمات؟
ج: نعم ، لقد تم بذل الكثير من الجهود في هذا المجال ، ولكن لا يزال الطريق طويلاً للاستجابة للآمال والحقوق المشروعة للشباب الذين تلقوا تعليمًا جيدًا ولديهم رؤية سديدة وتصميما متعاظما على لعب دور يتناسب ومكانتهم الكبيرة.
لا يمكن لأحد أن يلوم الجيل المؤسس للبوليساريو لعدم تمكنه من انتزاع استقلال الصحراء الغربية لأن الجيل المؤسس قدم تضحيات جسام في سبيل تحقيق ذلك الهدف وفي ظل ظروف صعبة للغاية. لم يكن من السهل حقًا الوصول إلى ما نحن عليه في السياق الذي نعرفه. كما أنه لم يكن من السهل الحفاظ على التماسك وإبقاء البناء حياً ومنتصبا بعد كل الاضطرابات التي اجتاحت العالم. هذا له مزاياه والمزايا تعود إلى الجيل المؤسس لجبهة البوليساريو. اللوم الوحيد الذي يمكن أن يوجه لهذا الجيل هو عدم القدرة، إلى حد ما، على ضمان تواصل الأجيال. هذا نقاش كبير موجود اليوم داخل البوليساريو وداخل الشعب الصحراوي ككل.
س: هل هناك مكان لطريق ثالث؟
ج: لكي يكون هناك طريق ثالث ، عليك أن تمر بالطريق الأول ، وهو استقلال الصحراء الغربية ، تمهيداً لحل ثالث يتمثل في اندماج الدول الست في فضاء مشترك، هو الإتحاد المغاربي. لا يمكن بأي حال أن تكون الطريق الثالث هي الحكم الذاتي الذي اقترحه المغرب. ينطلق هذا الاقتراح من استنتاج خاطئ يفترض سيادة مغربية موهومة على الصحراء الغربية. لكي يمنح المغرب مثل هذا الخيارعليه أولاً أن يحل مشكلة السيادة. والشعب الصحراوي وحده يملك الحق الحصري للسيادة على الإقليم، والحل يكمن في تمكين الشعب الصحراوي من ممارسة حقه في التعبير الحر والأصلي عن إرادته في اختيار مستقبله. أية مقاربة أخرى لن تكون غير محاولة لاضفاء شرعية على وضع غير شرعي.
" إن حل النزاع وفق القانون الدولي شرط مسبق للوصول إلى مغرب ديمقراطي"
س: هل سيغيرمغرب ديمقراطي موقف الصحراويين من النزاع؟
ج: على العكس. إن حل النزاع وفق القانون الدولي هو شرط مسبق للوصول إلى مغرب ديمقراطي وليس العكس. فنظام الإستبداد الحالي في المغرب يتغذى على النزاع.
"إن تجسيد تطلعاتنا هو مسألة وقت"
س: الأوضاع في المخيمات محفوفة بالمخاطر وهناك تطلعات للشباب للهجرة إلى أوروبا. هل يمكن الحكم على شعب أن يعيش هكذا أثناء انتظار حل النزاع؟
ج: اللجوء هو قرار طوعي من الصحراويين الذين قرروا البحث عن ملاذ ليس بسبب كارثة طبيعية أو مجاعة ولكن بسبب قناعات سياسية لا تزال قائمة. إذا لم تتحسن الظروف المعيشية للاجئين، فهذا ليس خطأ البوليساريو بل هو غياب التزام المجتمع الدولي تجاه اللاجئين الصحراويين. المجتمع الدولي الذي خذل الصحراويين وساهم في إطالة عمر النزاع، نجده بدلا من مد العون للاجئين يقوم بتقليص المساعدات الموجهة إليهم بشكل مضطرد.
أحد أعظم نجاحات البوليساريو هو الاستثمار الضخم الذي تم القيام به لضمان تعليم جيد للجميع. لكن لسوء الحظ ، عندما يعود الخريجون الشباب إلى مخيمات اللجوء لا يجدون الوظائف التي تتناسب و مؤهلاتهم. إن المسؤول عن معاناة اللاجئين الصحراويين هو المغرب بغزوه أراضهم ، والمجتمع الدولي لعدم احترامه لوعوده.
س: هل الزمن يتعارض مع التطلعات الصحراوية؟
ج: لا على الإطلاق. إذا كان لديك الحق ، فسوف ينتهي بك الأمر بالحصول عليه. قد تفتقر إلى القوة في أوقات معينة. يمكنك ويجب عليك خلق شروطها لاحقًا. الحق يولد القوة، لكن القوة لا تمنحك الحق. إن تجسيد تطلعاتنا هو مسألة وقت ، لا أكثر ولا أقل.
✍🏼 متابعة : عالي إبراهيم محمد
المصدر: elindependiente

إذا أعجبك محتوى الوكالة نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الاخبار السريع ليصلك الجديد أولاً بأول ...