طبع اتحاد الكتاب والصحفيين الصحراويين كتاب حول دولة المرابطين للكاتب حمة المهدي يتناول تفاصيل حول نشأة هذه الدولة التي تأسست في المجال الجغرافي للصحراء الغربية وموريتانيا وعن الكتاب يقول المؤلف انه :"محاولة لتقديم نظرة شاملة عن دولة المرابطين التي كان مجالها ومركز نشأتها من الصحراء الغربية وموريتانيا لتقدم للعالم نموذجا اسلاميا فريدا لدولة، لا يزال إشعاعها الديني والثقافي والحضاري ماثلا الى يومنا هذا من خلال رحلة الإسلام إلى غرب افريقيا والاثار التاريخية والطرق التجارية وفنون العمارة المرابطية من قلاع ومساجد واسوار في عدد من بلدان المغرب الكبير والاندلس لتبقى شاهدة على قوة هذا الصرح النابع من عمق الحضارة الاسلامية لدولة المرابطين، وقد تطرقنا الى جوانب مشرقة من مراحل هذه الدولة، وتقديمها في قالب مبسط امام طلبة العلم والقراء لأخذ العبر والدروس، واستلهام اسباب الاقلاع وإدراك العوامل التي ساهمت في نشأة هذه التجربة التي تمثل حجر الاساس في تاريخ المنطقة، إذ استطاعت في وقت وجيز ان تقدم اكثر مما قدمته دول عمرت لقرون بسيطرتها على رقعة جغرافية امتدت من المحيط الأطلسي غربًا وبلاد شنقيط وحوض نهر السنغال جنوبًا وكل من ممالك بامبوك وبوري ولوبي وإمبراطوريتي مالي وغانا.
وتوسعت شمالا انطلاقا من الصحراء الغربية لتخترق جبال الأطلس بتلالها وكبيرها ومتوسطها وصغيرها، باتجاه المغرب الاقصى والبحر المتوسط فشملت أجزاء من شبه الجزيرة الأيبيرية، وسيطرت على الأندلس، واستمرت في بسط النفوذ حتى وصلت ممالك قشتالة، واتجهت شرقا حتى بلغت إمارات بني زيري وبني حماد وامتدّت حدودها شرقًا الى إمبراطورية كانم التي كانت تتربع على حدود تشاد ونيجيريا وليبيا حاليا.
وبعد تربعها على هذه الجغرافيا الشاسعة بدأت في الانهيار رغم قوتها وسرعة تطورها وانتشارها، وقد ادت العديد من الاسباب الى أفولها، استعرضنا بعضا منها بشيء من التفصيل فيما تقدم، لاخذ العبر.
اقرؤوا التاريخ إذ فيه العبر ♦♦♦ ضل قوم ليس يدرون الخبر
نتمنى ان نكون قد ساهمنا في تقديم ولو النزر اليسير من تاريخ دولة المرابطين، عله يكون محفزا للمزيد من البحوث والدرسات والكتابة التاريخية عن منطقتنا وإماطة اللثام عن مختلف الحقب التاريخية التي شهدتها الساقية الحمراء ووادي الذهب على وجه الخصوص بيت الشعب الصحراوي المؤتمن على الارث وصاحب المشروع الوطني الضارب بجذوره في اعماق التاريخ.
وأسأل الله العلي القدير أن ينفع بهذا العمل وأن يتجاوز عما كان من خطأ وتقصير، وان يوفقنا لما فيه الخير والصواب انه ولي ذلك والقادر عليه.
حمة المهدي البوهالي
29 رمضان 1441ه ـ 22 ماي 2020
