لم يعد غريبا اليوم بالنسبة للراي العام الدولي أن يرى خصائص سلوكيات و طبيعة تلك التصرفات الشاذة لكل وفد مغربي يشارك في أي لقاءات جهوية و دولية تحضرها وفود صحراوية.
و في حقيقة الأمر، اذا كان ليس محرجا بالنسبة للمغرب أن تجد وزير خارجيته يتحول إلى بواب ومصارع عند مدخل هذا المؤتمر أو ذاك ، و بالتالي ليس غريبا ان تصبح اليوم الرعونة ماركة مغربية مسجلة بامتياز يجري تحديثها بين كل ملتقى دولي وآخر ؛ و إنسجاما مع تلك الرعونة أتت ممارسات الوفد المغربي خلال اليوم الأول من فعاليات “مخيم العدالة المناخية” المنظم بتونس، ليأتى سلوك الوفد المغربي استلحاقاً لما سبقه من العربـدة و السلوك المشين في كل الملتقيات و المحطات التي تعرف حضورا صحراويا.
لقد حان للاحتلال المغربي ان يدرك أنه مهما حاول عبثا أن يشوش على أي حضور صحراوي ،فلن يحقق إلا الخيبة و الهزيمةو لم يعد ممكناً تطويقه أو محاصرته وأن كل المحاولات كانت على مستوى الوفود الرسمية المغربية او على مستوى من هي محسوبة على المجتمع المدني المغربي ،لن تعدّل أبدا او تأثر على كفاح الشعب الصحراوي الذي يرافع بالحجح القوية و الدلائل الدامغة عن قضيته في وقت يعتمد الإحتلال المغربي على التضليل و البراهين الواهية.
وتأتيك اليوم مواقف المشاركين في فعاليات “مخيم العدالة المناخية” المنظم بتونس ، للتأكد من إتساع خريطة التضامن مع الكفاح الصحراوي ، و في نفس الوقت إدانة الإحتلال المغربي الذي اوفد أكثر من عشرين فردا فشلوا في التاثير على الحضور الصحراوي المشكل من فردين فقط.
و قد حظيت الورشة التي قدمها الوفد الصحراوي بعنوان “تغير المناخ تحت الاحتلال: الغسيل الأخضر للاحتلال في الصحراء الغربية”، يوم أمس الأربعاء وبحضور عدد كبير من المشاركين الممثلين لجمعيات ومنظمات المجتمع المدني من مختلف أنحاء العالم، وحظيت الورشة باهتمام كبير من قبل الحاضرين انعكس في التفاعل الايجابي مع محتوى الورشة وما اعقب التقديم من نقاش بناء.
وكان الوفد الصحراوي قد واجه خلال الأيام الأولى من المخيم محاولات ممثلين عن نظام الاحتلال المغربي عرقلة المشاركة الصحراوية، إذ لقي الوفد الصحراوي دعما ثابتا من المنظمين ومن المشاركين على حد سواء، ما اضطر وفد المملكة المغربية للانسحاب صاغرا من الحدث.
المصدر: الصحراء الغربية 24