ان الشعب الصحراوي يمنحه القانون الدولي والشرعية الدولية حق الدفاع عن ارضه وحريته حينما احتل االمغرب جزء من أرضه، وسلب حرية جزء كبير من شعبه. فكان لابد من الدفاع عن حقوقه، ومقاومة الاحتلال بقوة الحق وسلاح المقاومة. فكان النضال الصحراوي المستمر.
إن مقاومة الاحتلال شرفٌ تعتز به الشعوب، وتتباهى به الأمم؛ فما من شعب كريم وقع تحت الاحتلال إلا ومارس المقاومة وعززها بالصمود والاستمرار، وما من شعب قاوم الاحتلال إلا ونال حريته. لقد أيقن الشعب الصحراوي هذه الحقيقة لأكثر من خمسين عام مرت من تاريخ مقاومته ضد الاستعمار والاحتلال، وعلى مدار ستة واربعين عاماً متواصلة قدم أرقاما خيالية من الشهداء والأسرى. ,وجرب فيها المعاناة
وإذا كان الشهداء قد رحلوا بأجسادهم عنا ودُفنوا في باطن الأرض، فإن الأسرى قد غُيبوا بداخل السجون، ونالوا أشد العذاب والحرمان من غاصب أرضهم، وسالب حريتهم.
ذا كان الشهداء قد رحلوا بأجسادهم، فإن الأسرى قد غيبوا في السجون، وهم في قلوب الشعب الصحراوي ، ليسوا مجرد أبناء الوطن المغيبين بفعل السجن، بل هم أبطال ناضلوا وضحوا، فأفنوا زهرات شبابهم خلف قضبان سجون الاحتلال المغربي المظلمة ، من أجل ان ينعم الشعب الصحراوي بالحرية والاستقلال، وهم أيقونات الحرية، الذين ينتظر شعبهم عودتهم بفعل السجن، بل هم أبطال ناضلوا وضحوا، فأفنوا زهرات شبابهم خلف قضبان السجون، من أجل ان ينعم الشعب الصخراوي بالاستقلال والحرية ، وهم أيقونات الحرية، الذين ينتظر شعبهم عودتهم. وحتى تتحقق هذه العودة، يرى الشعب الصحراوي أن من حقه المطالبة، لهؤلاء الأبناء، بالمعاملة الكريمة التي يستحقها مناضلو الحرية وفقا للقوانين والمواثيق الدولية.
إن قضية الأسرى المدنيين الصحراويين القابعين خلف زازن الاحتلال المغربي المظلمة تعتبر جزءا أساسيا من نضال كفاح الشعب الصحراوي التحرري، وأحد أرسخ دعائم مقومات القضية الصحلراوية ، وتحتل مكانة عميقة ومتقدمة في وجدان الشعب الصحراوي، لما تمثله من قيمة معنوية ونضالية وسياسية لدى كل الصحراويين .
لقد فتح الاحتلال المغربي سجونه ومعتقلاته الرهيبة ، منذ بداية احتلاله للاجزاء المحتلة من وطننا ، وزج في غياهبها، كل من ينطق ويهتف بالحرية واستقلال الشعب الصحراوي ، ذكورا وإناثا، أطفالا ورجالا، صغارا وشيوخا.
فما من بيت او خيمة صحراوية إلا وعانى مرارة الاعتقال، وما من صحراوي إلا وجرب ويلات السجن والاعتقال. منهم من تذوق ذلك بجسده، ومنهم من رأى ذلك على جسد غيره من أفراد أسرته أو أقربائه و جيرانه و أصدقائه.
لقد شكّلت تلك الاعتقالات ممارسة يومية ودائمة، وأداة لنظام الاحتلال المغربي داخل الارض المحتلة للانتقام وبث الرعب والخوف في نفوس الصحراويين والتأثير على توجهاتهم بصورة سلبية. كما تعتبر جزءا أساسيا من منهجية الاحتلال للسيطرة على الشعب الصحراوي، ووأد ثورته وإخماد مقاومته وانتفاضته، وباتت الاعتقالات بالارض المحتلة هي الوسيلة الأكثر قمعا وقهرا وخرابا للمجتمع الصحراوي هناك
لقد فـرض السجن على الأسرى المدنيين الصحراويين حياة لا تطاق؛ فعذاباته لا تنتهي بمجرد الخروج منه، بل تتواصل آثارها إلى ما بعد التحرر، لأنها تورث أسقاما مزمنة في الجسم وفي النفس معا
كل هذا رغم حقيقة أن تجارب صمودهم وخطواتهم النضالية وإضراباتهم عن الطعام -الجماعية والفردية- لا تزال تشكل نماذج فريدة ومميزة، في ,وعي الشعب الصحراوي، وأن السجان والجلاد المغربي بسلوكه الشاذ لم يفلح في انتزاع الصحراء الغربية واللجبهة الشعبية من قلوبهم، كما لم ينجح في تغييب العيون عاصة لوطنهم عن عقولهم واهتماماتهم. فكانت السجون مكانا للإعداد والتثقيف، وشكَّلت رافدا مهما للثورة، ووقودا للمقاومة، وكان للمحررين دورٌ أساسيٌ في بناء مؤسسات الجبهة و الدولة .
فهناك من بين الأسرى ما يقضون أحكاما قاسية وجائرة بالسجن المؤبد لمرة أو مرات عدةوهناك من كبر وشاب وهَرم في السجن، ومنهم من مضى على اعتقالهم سنوات،ومنهم المرضى . والأخطر من ذلك، وجود هذا التلازم المقيت والقاسي، بين الاعتقالات والتعذيب
ان ظروف الاسرى المدنيين الصحراويين القابعين في سجون الاحتلال المغربي تمر في أسوأ أوضاعها وأخطر مراحلها حسب الجمعيات الحقوقية و شهادة عائلات الاسرى، حيث أمعنت سلطات الاحتلال المغربية في انتهاكاتها وصعدّت من جرائمها، وتحولت سجونها إلى ساحات للقمع والاعتداءات والقتل البطيء، وأماكن للإهانة والإذلال والتعذيب الممنهج وزرع الأمراض العديدة وحقول تجارب. فضلا عن سعي إدارة السجون لإعادة صياغة وإنتاج مرحلة "نعم يا سيدي" بأشكال جديدة. ومرعبة
ورغم ظروف المعاناة التي يمبر بها الاسرى المدنيين الصحراويين إلا أن خلف تلك المعاناة تكمن مدلولات هامة، وقصص وحكايات من العذاب و الألم لا حصر لها عنوانها كفاح الأسرى المدنيين الصحراويين.. قضية شعب وحكاية وطن