يرتقب تنظم ملتقى الأطر والامناء والمحافظون، ليضم عدد من اطارات وكوادر التنظيم السياسي لجبهتنا العتيدة، و التي كانت تعطي اهتماما كبيرا للإطار، كونه عملة ثمينة في بناء النهج السياسي للحركة والدولة، والدليل على ذلك ملتقى الأطر الأول، الذي حدد فيه مفجر الثورة وقائدها الشهيد الولي مصطفى السيد - رحمه الله - معنى الإطار، وعرّفه بكثير من التفصيل والدقة، وأكد ان الإطار لابد أن يصنع من الانتصار انتصارات، ومن المعركة معارك.
ويتقدم الجماهير في صناعة الأحداث وان يكون مثالا يحتذى به، وأن يكون في مقدمة العمل التطوعي، والنضال وإحترام القاعدة، والتقيد بالمبادئ وتقبل الرأي والراي الآخر، والوطنية والشرف وحماية المال العام.
لقد أهملت جبهة البوليساريو خلال العقود الأخيرة تكوين أطر وقيادات قادرة على الاستمرار وحمل المشعل من أجل صيرورة البرامج، وإحترام أبناء قضية لازالت لم تكتمل فصولها بعد.
أظن ان الجماهير والدولة والتنظيم السياسي عامة، يعيشون أزمة إطارات وكوادر، حيث عندما نتأمل المشهد نجد ان المنظمات الجماهيري وهي محك الإطار، حيث يصقل من خلالها الفرد مواهبه في المسؤولية والتدرج نرى أنها تفتقر جدا الى الإطار النوعي الواعي غير المتمصلح، الإطار الذي يبحث عن تطوير المنظومة السياسية برمتها مع إحترامي لكل أطقم هذه المنظمات.
عندما نتأمل النخبة نجد انها تضم إطارات نوعية قادرة على الوصول بالتغيير والتسيير الجيد بكل مؤسسات الدولة إلى الأفضل، لكنها إطارات مهمشة اريد لها الاقصاء والابعاد عن قصد او عن غير قصد.
في المهجر حيث كراج الإطارات إن صح التعبير، هناك عشرات من أطر النخبة الصحراوية يعيشون في صمت، مبعدين عن قضيتهم فقط لأنهم ذهبوا للبحث عن لقمة العيش، ونأو بأنفسهم عن المال العام وتبعاته في ظل غياب الرقابة والشفافية، في زمن شهدت فيه القضية مرحلة السلام الملغوم الذي أدخل القضية في نفق مظلم.
اعتقد جازما ان كثيرا من هؤلاء لو أسندت اليه مهام في مختلف اختصاصاتهم لما تقاعسوا يوما، لأنهم ابناء هذا الشعب وبناته، تكونوا في مدارسه وارتوو من مبادئ ثورته، لكنهم يعيشون في صمت فرضته الظروف، وأملاه المستقبل المجهول.
كم من مقاتل ومعلم عريفة، وطالب وطبيب وصحفي، وكاتب ودبلوماسي وناشط وخريج جامعي وغيرهم، يناقشون هذه الأشياء في غرف الواتساب أو على صينية الشاي في كثير من المناسبات.
ينبغي على التنظيم السياسي الاستفادة من هؤلاء، واعطائهم أهمية اكثر، وإدماجهم في العمل النضالي من خلال التواصل معهم، والاحتكاك بهم في مختلف المناسبات، وتخصيص زيارات من المسؤولين في إطار التواصل السياسي معهم.
لايوجد اي صحراوي في المخيمات اوالمناطق المحتلة او في الشتات، إلا وقلبه معلق بالقضية، يتابعها في الإعلام والسياسة وفي الاحتفالات في الندوات وفي الملتقيات وغيرها من المناسبات، ولايصدر مرسوما ولا برنامجا الا وتلقفته الجماهير أين ما كانت، وعبرت عن رأيها فيه بالقبول او بالرفض او بمنزله بين المنزلتين.
إن ملتقى الأطر المرتقب في يونيو الجاري كان يجب أن يأخذ هذه الأشياء بعين الاعتبار، وتنظيم ملتقيات تمهيدية في مختلف أماكن تواجد الجسم الصحراوي، وتقييم العمل وغربلة الأفكار واختتامها بملتقى وطني شامل، يؤكد أهمية المرحلة ويضع خارطة طريق لما هو قادم، ويخطط للمؤتمر بكل أريحية حتى تكون النتائج مفيدة وذات مصداقية وأهمية على القضية الوطنية، ومستقبلها وقرارات قيادة التنظيم وحسم المعركة على مختلف الأصعدة، ويساهم في الإبتعاد عن توسيع الشرخ بين القاعدة والقمة، وإصلاح ذات البين والاستماع إلى الجميع دون اقصاء، وتقدير التضحيات وتقويم الأخطاء وتطبيق مبدأ النقد والنقد الذاتي والمحاسبة والرقابة.
هكذا تقوم الثورات وتقدر أبنائها، لأن الثورة تضم الجميع وجاءت من أجل الشعب وقضيته، وتحقيق مطالبه وذلك هو أساس النجاح والوصول إلى المبتغى الا وهو النصر والاستقلال، وبناء دولة مؤسسات قادرة على الاستمرارية وتطبيق الديمقراطية ووضع الإنسان المناسب في المكان المناسب.
بقلم بلاهي ولد عثمان