القائمة الرئيسية

الصفحات

الم تحن ساعة من اين لك هذا؟


بقلم: الديش محمد الصالح
من اين لك هذا، هو سؤال وضع قاعدته الخليفة الثاني عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - الذي قال عنه الأعداء قبل الأصدقاء ''عدلت فأمنت فنمت...''. فقد كتب عمر بن الخطاب إلى عمرو بن العاص - رضي الله عنهما – هذا الاخير الذي كان عاملا على مصر‏: ''أما بعد... فإنه بلغني أنك فشت لك فاشية من خيل وإبل وغنم وبقر وعبيد‏، وعهدي بك قبل ذلك ألا مال لك، فاكتب إليَّ من أين أصل هذا المال، ولا تخفي عني شيئًا''.
في كل مرة نلاحظ ان الكثير من قياداتنا واطرنا يلقي باللوم على القاعدة، وخاصة الشباب، بانه هو السبب في الكثير من الظواهر المنتشرة داخل مجتمعنا، دون مراعاة المثل الشعبي الذي يقول "ان الابل تبرك اعلى كبارها"، اي ان سبب ذلك يعود لسلوكيات القيادات واطقم التسيير التي ما ان توقف صوت البنادق سنة 1991 حتى سارعت الى الكسب والثراء من المال العام الى ان وصل بعضها درجة فاحشة. فهل، ونحن امام تحدي اصلاح ذاتنا، نستطيع ان نرفع القناع عن امتيازات وممتلكات القيادة السياسية واطقم التسيير من أعلى الى اسفل الهرم وكل اولئك الذين عمروا طويلا في قطاعات المالية والاقتصاد؟
واعني هنا بامتيازاتهم وممتلكاتهم تلك المتعلقة بالعقار والماشية والحسابات البنكية، واستغلال الممتلكات العامة من سيارات واموال لصالح العائلة وتوظيف الاقارب، والاستحواذ على منح الدراسة لصالح الأبناء.
كما أعني بالامتيازات والممتلكات لأولئك الذين عمروا طويلا في الجهاز المالي والاقتصادي، الذين أصبحوا طابوهات لا يجرأ اي كان على تغييرهم حتى وان كان الرئيس نفسه، وحتى ان تم ذلك فإلى مواقع احسن مئات المرات من تلك التي سبقتها.
نعم، كلنا مستعدون للمرور بمقصلة النزاهة، عبر تشكيل لجنة لتحقيق في من اين لك هذا، تضم اعضاء من البرلمان، قضاة، واطارات عسكرية، فمن ثبت عليه نهب او استغلال المال العام، فجزاءه ان يمنع من اعتلاء اي منصب قيادي وطني كان ام قاعدي. هذا اقل شيء يمكن أن يقدمه المؤتمر القادم كهدية لمقاتلي جيش التحرير الشعبي الصحراوي الاشاوس والى جماهير شعبنا.

إذا أعجبك محتوى الوكالة نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الاخبار السريع ليصلك الجديد أولاً بأول ...