القائمة الرئيسية

الصفحات

مسؤول سابق في سوناطراك يكشف إمكانية وصول الغاز الجزائري إلى المغرب عبر إسبانيا


بعد أن قررت إسبانيا السماح للمغرب بالتزود عكسياً بالغاز عبر نفس الأنبوب الذي يمتد من الجزائر إلى إسبانيا مرورا بالمغرب، هدّدت الجزائر بفسخ عقد تصدير الغاز إلى إسبانيا التي أعادت تصديره للمغرب.
بالمقابل، قالت وزارة التحول البيئي الإسبانية: “لن يكون الغاز الذي يحصل عليه المغرب تحت أي ظرف من الظروف من أصل جزائري، بل سيتم اقتناؤه من السوق الدولية كغاز مسال وتحويله إلى حالته الغازية قبل ضخه”.
وأضافت وفقاً لما نقلته صحفية “إلبايس” أن “تفعيل هذه الآلية نوقش مع الجزائر في الأشهر الأخيرة وتم إبلاغه اليوم لوزير الطاقة الجزائري، وينص الالتزام الحكومي تجاه الجزائر على أن لا قطرة غاز من حصة إسبانيا سيتم إعادتها إلى المغرب”.
وأوقفت الجزائر إرسال الغاز عبر خط أنابيب الغاز المغاربي الأوروبي نهاية أكتوبر الماضي، بسبب “الممارسات ذات الطابع العدواني من المملكة المغربية”، وبدأت باستعمال أنبوب آخر “ميدغاز” يمر مباشرة إلى إسبانيا عبر البحر المتوسط.
ويؤكّد خبراء أنّ رسوم المرور التي كان يجبيها المغرب من الجزائر على شكل كميّات من الغاز بأسعار تفضيلية كانت تؤمّن له 97% من احتياجاته من هذه المادة الحيوية.

مزج الغاز الجزائري
قال مسؤول سابق في شركة سوناطراك لوكالة الأناضول إن من السيناريوهات المطروحة من الناحية التقنية هو وصول الغاز الجزائري إلى المغرب عبر إسبانيا إذا تم عكس حركة التدفق في أنبوب المغرب العربي – أوروبا.
ويشرح هذا السيناريو قائلا: “الغاز الجزائري الغني من حيث القيمة الحرارية، عندما يصل إلى ألميريا جنوبي إسبانيا يتم مزجه في الشبكة الداخلية ومستودعات التخزين مع غاز قادم من مصادر أخرى”.
وبحسبه فإن عملية المزج هذه تتم بسبب تباين مكونات الغاز حسب المصدر، موضحا أن “الغاز الجزائري الغني بالقيمة الحرارية، يتم مزجه مع غازات أخرى فقيرة حراريا، للحصول على مزيج متجانس”.
ويتابع المسؤول، “لذلك فمن الممكن أن تتجه كميات (لم يحددها) من الغاز الجزائري إلى المغرب عبر أنبوب المغرب العربي أوروبا، ما قد يكون سببا في تصعيد العلاقات أكثر بين البلدين”.

إسبانيا تصعد والجزائر تفوز
ووفق المسؤول السابق في سوناطراك خلال حديثه مع وكالة الأناضول، قال إن شركة “غاز ناتورال” الإسبانية سابقا (ناتورجي) حاليا، لجأت للتحكيم الدولي ضد سوناطراك بشأن أسعار الغاز، ورفضت الجلوس على طاولة المفاوضات مع نظيرتها الجزائرية.
وأوضح المصدر ذاته، أن سوناطراك ربحت القضية في التحكيم الدولي، وأرغمت شركة “غاز ناتورال” على دفع تعويضات لسوناطراك، بقيمة 1.7 مليار دولار.
واتفق الطرفان على تحويل الشركة الإسبانية لنصف قيمة التعويضات (850 مليون دولار) إلى الجزائر، بينما النصف الآخر اشترت به شركة سوناطراك أسهما في الشركة الإسبانية، وأوضح المسؤول ذاته، أن الشركة الجزائرية تحوز حاليا على حصة 4 بالمئة في ناتورجي الإسبانية، ما جعلها رابع أكبر مساهم في الشركة.
رغم وعود مدريد بأنها ستكشف بشكل واضح عن مصدر الغاز الموجه للمغرب استجابة لطلب الجزائر، إلا أن مساهمة شركة سوناطراك في شركة “غاز ناتورال” يسمح لها بمتابعة مسار إمدادات الغاز الجزائري.ذ
تراجع اعتماد إسبانيا على الغاز الجزائري في الربع الأول من هذا العام، حيث مثّل “البترول الأزرق” الجزائري نحو ربع الغاز الذي تستورده إسبانيا، مقارنة بأكثر من 40 بالمئة عام 2021، بحسب مشغل شبكة الغاز الإسبانية.
المصدر: اوراس

إذا أعجبك محتوى الوكالة نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الاخبار السريع ليصلك الجديد أولاً بأول ...