القائمة الرئيسية

الصفحات

مداخلة الكاتب الصحراوي خالد الحسين الحسن بوفريوا ضمن أشغال ملتقى حوار الأديان من أجل السلام | النسخة 14


لأول مرة يحتضن ملتقى حوار الأديان من أجل السلام طيلة 14 سنة مداخلة نابعة من عمق الاحتلال و البطش المغربي، مداخلة مثخنة برسائل الوجع الدامي، حيث شدد الكاتب الصحراوي خالد الحسين الحسن بوفريوا في بدايتها على أن الصحراويين عبر سياق تاريخي ليس ببعيد، لطالما عبروا على أنهم أهل حوار و تسامح بل و سلم و تعايش إستحضارا منهم للقيم الإسلامية النبيلة. لكن جارنا الشمالي كان صاحب "مَضاضَةً" على لسان "طرفة بن العبد"، الشاعر الجاهلي، الذي لازلنا نتذكر بيته المعبر عن وضعيتنا : (وَظُلمُ ذَوي القُربى أَشَدُّ مَضاضَةً عَلى المَرءِ مِن وَقعِ الحُسامِ المُهَنَّدِ)، جارنا الذي لم يعر أدنى اهتمام للعقيدة التي تجمعنا، كونها  تؤكد على أهمية تفعيل وترشيد وتصويب منظومة الحقوق المعاصرة؛ بل إن المشترك بين الأديان في هذا الاتجاه، أنها جاءات لسعادة ومصالح العباد في المعاش والمعاد.

و أكد الكاتب الصحراوي ضمن فحوى تدخله على أننا نعيش اليوم في عالم أقل ما يمكن القول إنه عالم معولم بالصراع و الهيمنة، أصبحت الكلمة العليا فيه لتاجر الأسلحة بدل النص القانوني أو الضمير الإنساني أو المعتقد المشترك. وبتنا نشهد قيام و تصاعد فتيل الغضب و الحقد و الكراهية على أكثر من صعيد دولي، إقليمي، محلي ... ولائحة طويلة تتقدم عمر الإنسانية بخطوة، و الجميع يقبع في خانة الخطر والتهديد.

والحاصل، أن أزمة الإنسان و الانسانية اليوم، تتمثل، في عدم إعادة الاعتبار للقيم الدينية ودورها في معالجة الخلل وتحرير رقبة الإنسان واسترداد كرامته. وتشتد الحاجة أكثر فأكثر، حيث الغلو الفاضح للاضطهاد والفلسفات المنحازة لصالح الهيمنة والتسلط، إلى بيان دور الأديان في التحرير وتحقيق مبدأ المساواة الذي يعد أساس حقوق الإنسان، واستشعار المسؤولية تجاه الإنسان حيثما كان . وما القضيتين الفلسطينية و الصحراوية لخير مثال صارخ ممكن أن أستحضره معكم و أنا أستهل فتح ثغور و جراح الإنسانية الجاثمة على صخور الحق

وعلى سبيل الختام، شدد الكاتب الصحراوي خالد الحسين الحسن بوفريوا على أن الأديان و الأقوام  تتعدد و الظلم واحد، ولا سبيل على نهج المقاومة لرد هذا الظلم.

إذا أعجبك محتوى الوكالة نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الاخبار السريع ليصلك الجديد أولاً بأول ...