القائمة الرئيسية

الصفحات

المنظمات الجماهيرية والمجتمع المدني الصحراوي في ظل حرب التحرر


في السنوات الأخيرة ظهرت الحاجة الماسة لمساهمة مختلف المؤسسات الوطنية وكل المناضلين في التفكير والبحث عن الصيغ الأنسب لتوظيف مقدرات ابناء الشعب الصحراوي وخاصة الشباب واستثمار خبراتهم في خدمة المجتمع الصحراوي وقضيته الوطنية بما يتماشى مع مبادئ وقيم وأهداف ومنطلقات الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب ، وتطلعات الشعب الصحراوي الذي يناضل من أجل حريته واستقلاله بصمود وكبرياء وكرامة لاتقبل المساومة ، وبأنه قد بات من الضروي تظافر كل الجهود الوطنية وتعاون الجميع أفرادا ومؤسسات للمساهمة الفعالة والمشاركة بشكل إيجابي في تعزيز والحفاظ على المكاسب الوطنية التي تحققت بفضل عطاءات وصمود واستماتة الشعب الصحراوي خلال كل مراحل مقاومته الوطنية ونضاله وكفاحه المشروع ، والانخراط الفعلي الجاد والمسؤول في التوجه الوطني الذي يهدف في الأساس إلى المساهمة في تاطير الصحراويين في كل تواجداتهم وتوحيد جهدهم وتجنيدهم لمواجهة كل ما من شأنه المساس بثوابتنا الوطنية ، ودفعهم لتعزيز مقومات الصمود ، والتصدي للظواهر الدخيلة ، ومحاربة الآفات الاجتماعية ، وبالتالي المساهمة من خلال مختلف البرامج والأنشطة التحسيسية والتوجيهية والخدمات الاجتماعية في ترقية المجتمع الصحراوي وخدمة القضية الوطنية الصحراوية، وهنا ياتي الاطار العام الذي نورد فيه هذه الرؤية على الاقل كارضية تساهم في توضيح التصور و تحديد الاهداف .

وقبل التطرق إلى هذا الموضوع نرى بأنه من الهام التأكيد على ان أي حديث عن ضرورة البحث عن صيغ واليات جديدة لتفعيل دور المنظمات الجماهيرية واحتضان وتأطير مؤسسات المجتمع المدني الصحراوي ، تستجيب للانشغالات التي يطرحها هذا الملف و تتماشى مع المرحلة الحالية ، لابد ان ينطلق من التسليم بان الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب يجب أن تظل الإطار الجامع و المرجعية الفكرية والسياسية لأي توجه في هذا الاتجاه مع عدم الاختلاف على أهمية البحث الدائم عن سبل التقويم في السياسات والنموذجية في الاطر ومواكبة الخطاب للمتغيرات دون فقدان بوصلة الهدف الاساس ، وهو ما يعني بالضرورة التحكم المبدئي لمركزية التنظيم السياسي في عملها وتوجيه خطابها وضمان التكاملية والتنسيق فيما بينها بما يحقق الاهداف والغايات المطلوبة وفق اطر فكرية وأسس قانونية تخدم القضية الوطنية ولا تخرج عن ادوات الجبهة في التحرير ، وهي مسؤولية كبيرة يجب الا تتحول مع الوقت الى هاجس قد يقوض تواصل الاجيال و ويؤثر على ثبات التصورات بخصوص الهدف النهائي .

المنظمات الجماهيرية ، الحاجة إلى التفعيل والدور المطلوب :

إن الأشكال المطروح فيما يتعلق بالمنظمات الجماهيرية ليس في الاطار الهيكلي او المباديء أو القوانين الناظمة لعملها أو طبيعة برامجها ، بل في كيفية الحفاظ على الدور المحوري والأساسي لها كروافد أساسية للجبهة وترقية برامجها في معادلة تضمن مواكبة التطور والمتغيرات بنفس الحماس والاندفاعة وقوة الإرداة ودرجة التضحية التي ميزت الغالبية العظمى من المناضلين المنخرطين فيها خلال سنوات ماقبل وقف إطلاق النار مع التحفظ الكبير حول مدى دقة وصوابية هذه المقارنة في الأصل بسبب الخصوصية والظروف التي ميزت كل مرحلة عن اخرى ، ولكن على الأقل هناك قاسم مشترك ثابت بين الأمس واليوم وهو الإرادة والقناعة بحتمية الحرية والاستقلال وبناء وطن حر مستقل ، وهو ما يجب أن يظل المحفز والمحرك والمرجعية الأساسية التي يتحرك وفقها كل المناضلين الصحراويين المنضويين تحت لواء الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب .

ومن كوننا مضطلعين على واقعها الحالي بكل تفاصيله ، ومتفقين على الدور الكبير والاساسي الذي يمكن ان تلعبه المنظمات الجماهيرية ــــــــ كفضاءات للتأطير ، التجنيد ، التوجيه ،التوعية والتحسيس ،النقاش الفكري والسياسي ، التربية على القيم ، وتنمية روح التطوع والتضامن والتكافل الاجتماعي ومحاربة مختلف أشكال التطرف والانحراف فكرا وعقيدة وسلوكا من خلال محتوى ومضامين أنشطتها وبرامج عملها المختلفة ـــــــــ وواعين بانه لا يمكن الحديث عن تلك الأدوار من دون الحديث عن ضرورة تطوير بنى وهياكل ووسائل وآليات العمل لدى هاته المنظمات وإعطاءها المزيد من الصلاحيات وهامش المبادرة ومدها بالوسائل والموارد الكافية بما يمكنها من القيام بنجاعة و فعالية بالأدوار التي يجب أن تلعبها في ذلك الاتجاه ، فمن الهام والضروري أن ننسجم بل ونتفق على أن الواقع الحالي والظروف التي نمر بها في ظل جملة التحولات التي طرأت على مجتمعنا وخاصة ما يتعلق







منها بانماط التفكير والتحديات القائمة يتطلب منا وبكل إلحاح مضاعفة الجهد لتفعيل دورها في المجتمع والرقي بتصوراتها وأنشطتها و إنجازاتها لمستوى الإنتظارات المأمولة منهافي مختلف الميادين وعلى مختلق الأصعدة .

وفي هذا الإطار فإننا نرى بأن مرافقة المنظمات الجماهيرية التي ظلت دهرا من الزمن الخزان الذي أنتج الغالبية العظمى من أطر الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب يجب أن تكون الخطوة الأولى التي ينبغي أن تجسد الإرادة السياسية الحقيقية لتفعيل دورها وترقية اداءها ،تلك المرافقة التي يمكن بلورتها وتجسيدها ميدانيا من خلال جملة من الإجراءات والمواضيع يمكن إيجازها فيما يلي :

ـــــــ إعادة النظر في هيكلة امانة التنظيم السياسي وايجاد الية عملية لخلق التكامل والانسجام فيما بين المنظمات الجماهيرية و الفروع الجهوية والمحلية والأساسية للتنظيم السياسي من كون مهامها تكاد تكون هي عينها فيما يتعلق بالتأطير والتوجيه والتحريض ، وهو ما قد يشكل روح جديدة لتنظيمنا السياسي ويساهم في توحيد الجهد وترشيد الإمكانيات وتوظيفها بشكل افضل .

ـــ ايجاد صيغة قانونية مرنة لأختيار الهيئات القيادية للمنظمات الجماهيرية تضمن إشراك الكفاءات القادرة على تسيير الملفات والمهام الأساسية لها ( المزاوجة بين الانتخاب والتعيين ) .

ــــــ مطالبة المنظمات الجماهيرية التقيد بالقوانين الأساسية لها وبرامج عملها، وتطبيق وتفعيل النظم الداخلية الخاصة بها .

ــــــ توظيف تقنيين بإدارات المنظمات الجماهيرية يتم تعيينهم من طرف أمانة التنظيم السياسي بالتنسيق مع الجهات الوطنية المعنية ومطالبتهم بالتقيد بالدليل الاداري الموحد ، ضمانا للاستمرارية والمتابعة والتقييم .

ــــ ايجاد صيغة عملية واضحة تضمن التنسيق الدائم بين المنظمات الجماهيرية والمؤسسات التي تتقاطع معها في بعض البرامج كالمحافظة السياسية للجيش ، المجلس الوطني الصحراوي ، ووزارات الخارجية ، شؤون الأرض المحتلة والجاليات ، التعاون ،ترقية الإدارة ، التعليم ، الإعلام ، الصحة ، المياه والبيئة ، الثقافة ، الشباب والرياضة ،التكوين، الشؤون الاجتماعية وترقية المرأة ، قصد التكاملية وضمان تحقيق الاهداف المسطرة .

ـــــــ تحديد مهام وصلاحيات كل جهة على حدا،وازالة الخلط بين مهام وصلاحيات المؤسسات الحكومية من جهة والمنظمات الجماهيرية من جهة اخرى ،ودفع المؤسسات الوطنية ذات العلاقة بعمل المنظمات الجماهيرية للمساهمة الفعلية في معالجة بعض الانشغالات ذات الاهتمام المشترك المعبر عنها من كون ذلك يعتبر ضرورة مرحلية واستراتيجية .

ــــــ تكثيف الزيارات ، واللقاءات ، والندوات ، والاجتماعات التحسيسية والتواصلية مع مختلف أمتدادات المنظمات الجماهيرية كصيغة للمتابعة والتقييم .

ــــــ إعادة بناء الذاكرة لدى الاجيال الصحراوية الجديدة من خلال برامج مدروسة وهادفة تتيح لها فرصة التواصل الثقافي والحضاري بين الأجيال ، ومعرفة حقائق التاريخ والجغرافيا السياسية وكل ما يتعلق بالقضية الوطنية الصحراوية ، وتمكينها من الوقوف على حقائق تاريخ المقاومة الوطنية ، وطبيعة وحقيقة المشروع المغربي الاستعماري التوسعي وأهدافه ، وهو ما يعني ضرورة إدراج برامج تكميلية في المنهج الدراسي الخاص بالمدارس الابتدائية والمتوسطات يمكنها ان تفي بهذا الغرض.

ــــــ التنسيق الدائم مع مركزية أمانة التنظيم السياسي فيما يخص طبيعة ومحتوى ومضامين المادة الإعلامية (مناشير ، وثائق تحسيسية ، مجلات ، أشرطة) التي تصدرها المنظمات الجماهيرية ومؤسسات المجتمع المدني، وتكثيف البرامج التوعوية والتحسيسية من خلال كل الوسائط الاعلامية المتاحة والأيام والحلقات الدراسية .

ـــــ مراجعة هيكلة اتحاد الطلبة بما يضمن الهادفية والتركيز على المهمة الأساسية للاتحاد والمتمثلة في تأطير الطلبة الصحراويين وتجنيدهم وتوجيههم وتعبئتهم ودفعهم لتوظيف مقدراتهم الثقافية والعلمية في خدمة القضية الوطنية .والارتقاء بأداء الحركة الطلابية في الجامعات لتكون أداة قادرة على المساهمة بشكل أكبر في عملية التحرر والبناء.

ـــــــ دفع منظمة الكشافة والطفولة الصحراوية لتلعب دورها الأساسي فيما يتعلق بالتربية على القيم وإعداد النشء وترقية العمل التطوعي ، وتمكين الفروع التلاميذية والطلابية من القيام بدورها كاملا فيما يخص التأطير والتوجيه والتحريض .

ـــــــ تأهيل برلمان الطفل الصحراوي وتكوينه وتدريبه على ممارسة مهام الرقابة الشعبية في كل الجوانب المتعلقة بالطفل الصحراوي .

ــــــــ ترقية دور منظمة المرأة الشابة لتتمكن من القيام بدورها فيما يتعلق بالبرامج والانشطة الموجهة للفتيات كالتأطير والتوجيه والتحسيس والتكوين والتأهيل .

ـــــ توسيع الاتحادات المهنية المنضوية تحت لواء منظمة اتحاد العمال ضمانا لشمولية التأطير لتشمل التجار والفنانين والطهاة وعمال النقل ،وتفعيل دورها وتشجيعها للمساهمة الأيجابية في الرفع من المستوى الثقافي والسياسي لمنتسبيها وتنمية مقدراتهم واستثمار خبراتهم لترقية وتطوير مختلف البرامج الخاصة بالمؤسسات الوطنية ذات العلاقة بميادين ومجالات عملهم .

ــــــ دفع الاتحاد الوطني للمرأة الصحراوية لمواصلة تجربة بناء المقدرات النسوية في مختلف المجالات وتوسيع وتطوير برامج محو الامية وتكثيف البرامج التحسيسية بكل القضايا التي تشكل اهتمام الشريحة المستهدفة .

المجتمع المدني الصحراوي والحاجة للتأطير والتوجيه :

إن المقررات الصادرة عن المؤتمر الرابع عشر للجبهة كانت واضحة بخصوص المجتمع المدني الصحراوي ، إذ حددت من بين مهام وصلاحيات امانة التنظيم السياسي في العارضة الخامسة من المادة 122 من القانون الأساسي إشرافها على مؤتمرات المنظمات الجماهيرية والاتحادات المهنية وخلق الاطار التنظيمي والقانوني لعمل المجتمع المدني ، وكلفتها في المادة 125 من نفس القانون بإعداد مشروع لائحة قانونية تنظم وتحدد الاجراءات الخاصة بالمجتمع المدني تقدمه للامانة للمصادقة عليه ، وتم التأكيد على ذلك في وثيقة برنامج العمل الوطني التي أكدت في الجانب السياسي على تقوية الدور السياسي والتنظيمي للمنظمات الجماهيرية والمجالس الوطنية والاتحادات المهنية وجمعيات المجتمع المدني والمحافظة على انتظام عقد ندواتها ومؤتمراتها .

وبالتالي فإننا مطالبين ببلورة رؤية واضحة المعالم اتجاه المجتمع المدني الصحراوي وتحديد إطاره القانوني المتمثل في القوانين والنظم التي تحكم وتنظم عمله ، وتذليل الصعوبات والمعوقات التي قد تحد من أنشطة وبرامج المجموعات والجمعيات التطوعية ، وخلق مبادرات من شأتها تفعيل دور المتطوعين في المجتمع .

وكمساهمة منا بهذا الخصوص يمكن القول بأن المجتمع المدني الصحراوي ولد في خضم مقاومة الاستعمار ، وولادته لم تكن في إطار حركة مطلبية اقتصادية أو اجتماعية بل في إطار حركة جماهيرية سياسية نضالية تسعى للاستقلال والحرية وإبراز الهوية الوطنية والحفاظ عليها .

وبما أن المجتمع الصحراوي في الوقت الراهن ينتشر في ساحات مختلفة ولا تحكمه نفس الظروف بسبب وضعيته الخاصة التي نتجت عن الاحتلال المغربي لترابنا الوطني ، وبحكم وضعيتنا السياسية الخاصة التي تزاوج بين الحركة و الدولة فيما يتعلق بالتسيير والممارسة فإن ذلك يجعل لمفهوم المجتمع الصحراوي دلالة و خاصية لا نجدها في تجارب الشعوب الأخرى .

ومن كون واقعنا الحالي لا ينتظر أن يكون نظامنا السياسي صورة طبق الأصل لما هو معروف في الدول الاخرى فلا يمكن إطلاقا تأسيس المطالب المختلفة للمجتمع المدني الصحراوي إلا بعقلانيتنا نحن وبإمكاناتنا الخاصة انطلاقا من خصوصيتنا واهدافنا و في اطار ثوابتنا الوطنية مع توخي الحذر مما قد يترتب عن ذلك من سليبات . مع ضرورة أن يضع ضمن اولويات اهتماماته بلورة الاهداف السياسية والمبادئ العقائدية للجيهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب ، وهو ما يعني بالضرورة بأنه في الحالة والظروف الخاصة التي تحكمنا حاليا يفترض بالمجتمع المدني الصحراوي أن يكون فضاء تتلاقى فيه الأفكار و المبادرات من اجل المساهمة والإبداع في أساليب التأطير والمقاومة بما يتماشى مع الواقع الحالي والرفع من مستوى أداء مختلف المؤسسات الوطنية وترقية الجوانب الحياتية المختلفة المتعلقة بالمجتمع الصحراوي بما في ذلك بناء الانسان من كل جوانبه والحفاظ على الهوية الوطنية الصحراوية وتفعيل وتخليق الحياة السياسية والثقافية والرياضية والادبية وغيرها ، وتشكيل قوة ضاغطة على دولة الاحتلال المغربي في المنتديات الدولية يمكنها أن تؤثر على مواقف الحركات الاجتماعية العالمية للتضامن مع كفاحنا المشروع ، بالإضافة إلى الوفاء بالتزاماتنا الدولية و القارية فيما يتعلق بترقية دور المجتمع المدني بما يتماشى مع مصلحتنا الوطنية التي يجب أن تبقى فوق كل الإعتبارات.

ومن هذا المنطلق يمكن أن يتشكل المجتمع المدني الصحراوي في ظروفنا الحالية من المنظمات والجمعيات الموجودة والمعتمدة حاليا على قرار المنظمات الجماهيرية الاربعة (الشبيبة ، العمال ، النساء،الطلبة) ،والاتحادات المهنية التابعة للعمال (اتحاد الحقوقيين الصحراويين ، اتحاد الصحفيين و الكتابالصحراويين،اتحاد الحرفيين الصحراويين ، اتحاد الاطباء الصحراويين ، اتحاد المزارعين،اتحاد المهندسين ، اتحاد عمال التعليم والتربية والتكوين ،اتحاد المحامين ، ...) ،

و الجمعيات والمنظمات (المنظمة الوطنية الصحراوية لترقية وحماية حقوق الإنسان ،جمعية أولياء المعتقلين و المفقودين الصحراويين ،الجمعية الصحراوية لضحايا الألغام ، الحملة الصحراوية للتحسيس بمخاطر الألغام ) بالإضافة إلى منظمة الكشافة والطفولة الصحراوية ، منظمة المرأة الشابة الصحراوية ، جمعية أولياء التلاميذ ، برلمان الطفل الصحراوي ، ومختلف الجمعيات والمنظمات الصحراوية بالمدن المحتلة والجاليات (مع مراعاة خصوصية ملف المدن المحتلة والجاليات) ، بالإضافة إلى الجمعيات والمؤسسات والمنظمات التي سيتم إعتمادها مستقيليا طبقا لشروط محددة بما في ذلك المجموعات التطوعية التى كانت معتمدة من طرف اتحاد الشبيبة .

وفيما يتعلق بالمهام والأدوار الأساسية التي يمكن أن تقوم بها مختلف مكونات المجتمع المدني الصحراوي في واقعنا الحالي فيمكن إيجازها باختصار فيما يلي :

ـــ القيام بما يمكن من البرامج التحسيسية والتوعوية والتوجيهية والتنشيطية والخدماتية والأعمال التطوعية في مختلف المجالات التي تشكل اهتمام المجتمع الصحراوي كالهوية الوطنية والموروث الثقافي ، التربية على الاخلاق السمحة والقيم النبيلة ، أهمية المشاركة السياسية و المفهوم السليم للديمقراطية وحقوق الإنسان، تاريخ المقاومة الصحراوية ، التعليم ، الصحة ، المياه والبيئة ، الرياضة ، التكافل والتضامن الاجتماعي بما في ذلك الطفولة والامومة والرعاية والخدمات الاجتماعية.

ــ المرافعة عن القضية الوطنية في كل المحافل والنتديات والمنابر الدولية ، وتعزيز وتقوية الشراكة والتعاون مع مختلف المنظمات والهيئات والمؤسسات الدولية والجهوية ذات الاهتمام المشترك .

ــ إطلاق مبادرات في ما يخص تبادل الخبرات والتجارب بين مختلف الجمعيات والمجموعات التطوعية والمؤسسات الوطنية ذات الاهتمام المشترك .

ـــ إعداد ما تيسر من بحوث ودراسات في الميادين التي تشكل انشغال لدي المجتمع وبعض المؤسسات الوطنية الصحراوية .

ـــ المساهمة في البحث عن المواهب وصقلها وتحفيزها من خلال المسابقات ومختلف البرامج الثقافية والتنشيطية .

خــــــــــــــــــــاتمة :

نظرا للتحولات العميقة التي يعرفها الواقع الحالي فيما يتعلق بالتحديات وطرق وانماط التفكير فمن الواضح إن الدور المحوري للمنظمات الجماهيرية و مكونات المجتمع المدني الصحراوي ــــ في مواضيع التأطير والتوجيه والتحريض والتجنيد والتثقيف والتكوين والمرافعة عن القضية الوطنية والمساهمةفي مختلف البرامج الاجتماعية والتطوعية ــــــ يعتبر دورا بالغ الأهمية في المرحلة الحالية لما يمكن أن يفضي إليه من مشاركة فعالة لعدد كبير من المناضلين وخاصة الشباب من الجنسين في إدارة الشأن العام ، وهو ما يتطلب الالتصاق بالجماهير الشعبية التي تشكل قواعد هاته المنظمات و التعامل معها على أساس أنها روح مشروعنا الوطني بدل ان تبقى مجرد وسيلة يتم اللجوء إليها عند الضرورة والحاجة فقط،وجعلها تدرك دور الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب في قيادة نضالاتها المطلبية المختلفة والتي أساسها الحرية والكرامة ، وهذا يدعونا إلى القول بإننا في حاجة ماسة إلى وعي ثوري حقيقي ونهضة ثورية ملموسة ، واستجماع القوة وخلق الانسجام والتكاملية بين المؤسسات فيما يخص البرامج التي تتشابه في اهدافها ومضامينها ، واستنهاض الذات وصد الباب أمام كل الممارسات التي قد تسيء إلى ثقافة وقيم شعبنا أو تمس من ثوابتنا الوطنية والتي أساسها وحدتنا الوطنية ، والوقوف بحزم في وجه كل من يحاول تقزيم المكاسب التي تحققت بفضل عطاءات ونضال وصمود الشعب الصحراوي خلال مسيرته النضالية الطويلة ضد الاستعمار الأحنبي والاحتلال المغربي لجزء من ترابنا الوطني .
قوة ، تصميم وإرادة لفرض الاستقلال والسيادة

موسى سلمى لعبيد
وزير الشباب والرياضة

إذا أعجبك محتوى الوكالة نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الاخبار السريع ليصلك الجديد أولاً بأول ...