لاقت دعوة رئيس الجمهورية, السيد عبد المجيد تبون, لعقد اجتماع جامع للفصائل الفلسطينية لبحث مسألة المصالحة الوطنية, ترحيبا ومباركة من القيادة والفصائل الفلسطينية التي اعتبرتها "انطلاقة جديدة" نحو الوحدة الفلسطينية وتحقيق المشروع الوطني الفلسطيني في العودة والحرية و إقامة الدولة الفلسطينية كاملة السيادة بعاصمتها القدس.
وبارك رئيس دولة فلسطين, محمود عباس, احتضان الجزائر لندوة جامعة للفصائل الفلسطينية, وجدد عقب مشاوراته مع الرئيس تبون على هامش زيارة الدولة التي قام بها الى الجزائر في الفترة الممتدة من 5 الى 7 ديسمبر, "ترحيبه بأي جهد جزائري في سبيل تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية".
و أعرب عضو اللجنة المركزية بحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح), عباس زكي, عن تفاؤله باستضافة الجزائر للندوة بين الفصائل الفلسطينية التي ستقدم لا محال "إضافات نوعية" لتحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية, "لا سيما و أن الجزائر معروفة بأنها لا تخطو خطوة الا وكتب لها النجاح".
وضم الناطق باسم حركة فتح, حسين حمايل, صوته الى صوت السيد زكي الذي أكد أن "حركته ترحب بأي مبادرة لإنهاء الانقسام الفلسطيني وتحقيق المصالحة", و أشار إلى أن مبادرة الرئيس الجزائري "تأتي في ظروف حساسة وصعبة تمر بها القضية الفلسطينية", لافتا الى أن أي تحرك يخدم المصالحة سيكون مرحبا به.
من جانبها, رحبت حركة المقاومة الاسلامية "حماس" بدعوة الرئيس تبون, مؤكدة "التزامها بموقفها وسياستها الثابتة بالترحيب بكل جهد عربي وإسلامي ووطني لتوحيد الصف الفلسطيني وإنهاء الانقسام".
وقالت الحركة في بيان صحفي مقتضب : "نقدر عاليا الموقف التاريخي للجزائر حكومة وشعبا في دعم شعبنا الفلسطيني وقضيته العادلة, وحقه في المقاومة والتحرير".
من ناحيته, قال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي, داوود شهاب, إن "دعوة الرئيس تبون تدل على عمق الاهتمام الجزائري والعربي بالشأن الفلسطيني", مذكرا بدور ومكانة الجزائر التي قال أنها "دولة مهمة وذات ثقل استراتيجي على المستوى العربي والافريقي والدولي, وقد زاد تأثيرها في عهد الرئيس تبون".
الجزائر لعبت دورا بارزا في نصرة القضية الفلسطينية"
أجمعت الاطراف الفلسطينية على أهمية الدور الذي تلعبه الجزائر في اعادة اللحمة الفلسطينية وتوحيد الموقف الوطني الفلسطيني نظرا "لإرثها التاريخي في دعم النضال الفلسطيني ودعم القضية الفلسطينية باعتبارها قضية وطنية".
و ثمن عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية, الأمين العام لجبهة النضال الشعبي أحمد مجدلاني, في هذا الشأن مبادرة الرئيس الجزائري, قائلا :
"ليس غريبا على الجزائر هذه المبادرة فقد استضافت سابقا على أرضها يوم 15 نوفمبر 1988, اشغال المجلس الوطني الفلسطيني الذي انتهى بإعلان استقلال دولة فلسطين".
و أكد مجدلاني أن "قضية فلسطين كانت وما زالت تشكل جزء رئيسا للجزائر التي دعمت النضال الفلسطيني".
نفس الموقف عبر عنه حزب الشعب الفلسطيني, الذي اكد استعداد الجانب الفلسطيني لتلبية دعوة الرئيس تبون, و الدفع بها نحو النجاح "لما فيها من مصلحة للقضية الوطنية الفلسطينية, و مصلحة للامة العربية", مذكرا بأنها "ليست المرة الاولى التي تلعب فيها الجزائر دورا في توحيد الصف الفلسطيني", مذكرا بالدور البارز الذي لعبته عام 1987 في توحيد المجلس الوطني الفلسطيني.
ونوهت بدورها جبهة التحرير الفلسطينية بمبادرة الجزائر و اعربت عن "شكرها وعميق تقديرها لبلد المليون و نصف المليون شهيد على المواقف الثابتة في دعم و إسناد القضية الفلسطينية في كافة المحافل العربية و الدولية".
و قال عضو المكتب السياسي للجبهة, تيسير ابو بكر أن هذه المبادرة هي "امتداد طبيعي للموقف الجزائري الثابت في دعم النضال الوطني الفلسطيني عبر كافة المراحل و المنعطفات التي مرت بها القضية الوطنية الفلسطينية", مشيرا الى ان الجزائر "لم تدخر أي جهد في العمل على توحيد الفصائل الفلسطينية على ارضية برنامج وطني فلسطيني, بعيدا عن التجاذبات الإقليمية و الدولية و بما يحقق المصالح الوطنية العليا للشعب الفلسطيني تحت راية منظمة التحرير الفلسطينية, الممثل الشرعي و الوحيد للشعب الفلسطيني".
وذهب رئيس جمعية الاخوة الفلسطينية الجزائرية, أسعد عمر قادري, للتأكيد على أن مبادرة الجزائر "دليل ثبات موقفها تجاه ام القضايا باعتبارها قضية وطنية مقدسة قولا وفعلا".
و أضاف السيد قادري أنه "لا يمكن ان ينسى الجانب الفلسطيني الجهود التي يقوم بها الرئيس تبون لدعمه اللامحدود والمتواصل للقضية الفلسطينية", مذكرا في هذا الشأن بالدعم المالي الذي اعلن عنه الرئيس يوم الاثنين والمتمثل في صك يتضمن مساهمة مالية بقيمة 100 مليون دولار, و كذا الموافقة على تخصيص 300 منحة لفائدة الطلبة الفلسطينيين.