القائمة الرئيسية

الصفحات

هل كتب الله للشياطين نهايتهم في المغرب العربي؟


بقلم: الديش محمد الصالح

لم يكن ارتداء القدم الإسرائيلي لحذائها المخزني المغربي مفاجأة، لان التطبيع الذي أشرف عليه مجنون البيت الابيض ترامب في آخر أيام حكمه ما هو سوى اعلان ما ظل يمارس في الخفاء من تحالف للشيطانين لعشرات السنين. وما نشاهده اليوم من تسارع في وتيرة ربط العلاقات ونوعيتها إلى درجة الاتفاقيات الأمنية وإقامة القواعد العسكرية يأتي ضمن مخطط لزعزعة أمن واستقرار منطقة شمال افريقيا، ما يؤكد أن المخزن المغربي ظل الحذاء المفضل للكيان الإسرائيلي الذي يحسن به السير. 

والمؤسف حقا بل والمؤلم، هو أن احرار المغرب، أحفاد الفاتحين العظماء من عرب وأمازيغ، يقبلون بان يتحول بلدهم إلى مصدر للشر والتوسع والاعتداء على جيرانهم الذين لا يكنون لهم إلا الخير، وبالأحرى أن يتحول بلدهم، في آخر الزمان، إلى معقل لإعداء الإسلام الصهاينة يفعلون فيه ما يشاؤون ويستخدمونه كأنه خاتم في اصابعهم في مخططاتهم العدائية.

يعكس تحالف الكيان الصهي مع المخزن المغربي حقيقة انهما في خانة واحدة كونهما محتلين، الأول لفلسطين والثاني للصحراء الغربية، يضاف لهما عرابتهما فرنسا، مصاص دماء الأفارقة. ولا شك أن سقوط نظام المخزن المغربي في أيادي الصهيونية له مبررا واحدا لا أكثر الا وهو حماية عرشه وتكريس حكمه الديكتاتوري واستقوائه به للاستمرار في نهجه التوسعي ضد جيرانه. فبعد فشل نظام المخزن في إثبات مطالبه بالصحراء الغربية وانقطاع حبل مناوراته وكذبه والعزلة التي أصبح عليها من جراء ذلك لجأ إلى عرض خدماته كبوابة لاختراق المنطقة من قبل امثاله من الشياطين الراكدين وراء تدمير القدرات العربية ونهب ثروات بلدانها وتعطيل مسار تنميتها.  

وبتسليم المخزن مفاتيح المغرب لإسرائيل ومن قبلها فرنسا واستعداده اللامحدود لتقديم خدماته لهما، يكون قد التقى مكر كل الشياطين في هذه البلاد العربية الأفريقية التي شهدت مقاومة عنيفة ولازالت عصية على الطامعين في السيطرة عليها. وقد بدا واضحا استعداد نظام المخزن المغربي لرهن بلده والاجزاء التي يحتلها من الصحراء الغربية في لعبة مصالح تديرها إسرائيل وفرنسا من الخلف لتحقيق أهداف استراتيجية تسعى إلى وقف مسيرة كفاح بلدان المنطقة من اجل استقلال قرارها السياسي والسيطرة على مواردها الاقتصادية والاستفادة من موقعها الجيو-استراتيجي.

ومهما تعدد وتنوع التعاون المغربي-الفرنسي- الإسرائيلي واحاك جمع الشياطين هذا من خطط فسيكون مصيره الفشل بالتأكيد نظرا لعدة اعتبارات اولها؛ تراكمات السلوك المرفوض لهذا الثلاثي في ظل اعادة تشكيل النظام العالمي وبروز تحالفات جديدة، وثانيا؛ روح المقاومة الشرسة والتحدي لدى شعوب المنطقة لأي شكل من أشكال الاستعمار الجديد، وثالثا؛ عدم استمرار احرار المغرب في صمتهم على اهانة تاريخهم وتشويه سمعة بلدهم.

 ونظرا لدور الجزائر المحوري في المنطقة وأفريقيا، كقوة إقليمية بلا منازع، والداعم الاول للقضيتين الصحراوية والفلسطينية، فإنها تبقى المستهدف الأول من تحالف الشياطين هذا، خاصة ان الحرائق التي شبت في الصيف الماضي في غابات عدد من مناطقها ومحاولات مس وحدة اراضيها قد عكس خبث وهمجية أفعال هؤلاء. لكن شعب المليون ونصف المليون من الشهداء، الذي فرض على فرنسا الخروج مهزومة ذليلة من بلاده الطاهرة، لا يخشاها اليوم هي ولا غيرها من الخبثاء والعملاء، وسيكون لهم جميعا بالمرصاد، واي تهور سيدفعون ثمنه غاليا.

وإذا كان اعتراف إدارة ترامب من خلال تغريدة عبر تويتر بسيادة المغرب على الصحراء الغربية جاء مقابل إعلان التطبيع بين إسرائيل والمغرب، فإن تمسك الأمم المتحدة بمعالجة قضية تلك الأراضي في إطار تصفية الاستعمار يؤكد عدم انسجام ذلك الموقف مع القانون الدولي. وقد قطعت إدارة بايدن الشك باليقين في رجوع الموقف الامريكي لسابق عهده من خلال دعمها لمجهودات الأمم المتحدة ومبعوثها ستيفان دي مستورا للتوصل إلى حل دائم على أساس الشرعية الدولية.

ان ذهاب تغريدة ترامب مهب الريح يضفي شرعية أكثر على كفاح شعب الصحراء الغربية الذي دخل مرحلة جديدة بعد الرجوع للحرب يوم 13 نوفمبر 2020 إثر خرق المغرب لوقف إطلاق النار الذي كان سائرا منذ 1991. وبلا شك ان جمع الشياطين هذا يدرك أكثر من غيره ان للشعوب أسرارها في مواجهة محتلي اراضيها، مثلما هو الشأن بالنسبة للشعبين الصحراوي والفلسطيني اللذان أبدعا في أساليب المقاومة. وإذا كانت المقاومة الفلسطينية قد قهرت الكيان الصهيوني بصواريخ محلية الصنع، فإن الجيش الصحراوي هو الاخر يمتلك مفاجآت سيظهرها في حينها.

إذا أعجبك محتوى الوكالة نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الاخبار السريع ليصلك الجديد أولاً بأول ...