القائمة الرئيسية

الصفحات

جوقة من 10 آلاف مستوطن: “اقتلوهم باسم الإله وأحرقوا دوابشة مرة أخرى”


 في موضوع العنف، يقول المستوطنون في أعماقهم بأن الأمر يتعلق بظاهرة هامشية كلياً، وأنه يأتي من حفنة من المتطرفين وكأن الاستيطان في الضفة وفي شرقي القدس غير متطرف بحد ذاته. ويقولون أيضاً بأن أبعاد العنف لا شيء مقارنة مع عنف الفلسطينيين، ويؤكدون بأن نشر التحريض على العنف ضد اليهود في المجتمع الفلسطيني دليل على عمقه وحجمه.

الفلسطينيون، كما يقول المستوطنون، يرضعون الكراهية اللاسامية لليهود من المناهج التعليمية. التيار العام للمستوطنين لا يدين بالضبط عنف أشخاص في صفوفه ولا يتنصل منهم، لكنه يسعى، إزاء تقزم هذه الظاهرة، إلى التأكيد على أن الأمر لا يتعلق بسياسة رسمية للتيار الرئيسي. الأحداث التي جرت من خلال المسيرة إلى “حومش” الخميس الماضي، التي شارك فيها نحو 10 آلاف مستوطن وطالبوا باسم يهودا ديمنتمن، الذي قتل على أيدي فلسطينيين بإعادة إقامة المستوطنة التي تم إخلاؤها خلال الانفصال ومنع هدم المدرسة الدينية في المكان، تثبت أن العنف القاتل ضد الفلسطينيين والتحريض على العنف القاتل ضد الفلسطينيين هي أمور تسري في دماء حركة الاستيطان.


“رجاء، ذكّرني”، هو أحد الألحان الحسيدية التي لحنها دوف شورين في 1996 لكلمات مأخوذة من سفر القضاة. هي تتحدث كيف قام شمشون بالصلاة لله بعد أن اقتلع الفلسطينيون عينيه، وطلب من الله أن يعطيه القوة للانتقام من أعدائه للمرة الأخيرة. عندها هدم المبنى عليه وعلى من قاموا بأسره. أغنية انتقام على قتل جماعي نفذه شمشون (يمكن تسمية ذلك مذبحة) الذي قتل نفسه في إطاره أيضاً، أي انتحر. أسطورة متسادا قاتلة أخرى. “لتمُتْ روحي مع الفلسطينيين”، أغنية تبجل الانتقام القاتل والذبح الجماعي والموت والانتحار.

في كانون الأول 2015 بث روعي شارون، وكان في حينه في القناة العاشرة، فيلم فيديو قصيراً من حفل زواج ليمينيين (“متطرفين”) وهم يرقصون على أنغام الأغنية. كان بعضهم يحمل السلاح. أثناء الرقص، طعن أحد الحاضرين صورة الطفل علي دوابشة الذي حرق حتى الموت في العملية الإرهابية اليهودية في قرية دوما، بعد أن ألقيت زجاجة حارقة على بيته. أي، لقد تم تضمين رقص متحمس على أنغام أغنية تحتفل بالثأر القاتل وطعن صورة طفل عربي حرق حتى الموت على أيدي يهود، فقط لأنه ولد عربي، وحدث هذا أثناء فرح حفل الزفاف.

فكروا بشلال التعاطف لدى الجمهور الإسرائيلي مع إسحق سعيديان، الذي حاول إحراق نفسه. الموت حرقاً هو أسلوب قتل وحشي بشكل خاص، ومقرون بالتسبب بالمعاناة غير الإنسانية للضحية. الطفل علي دوابشة ليس طفلاً فحسب، بل طفل عُذّب بوحشية حتى الموت. وهذه بربرية خالية من أي إنسانية، ويتم الآن الاحتفال بها في حفلات الزواج بالرقص والغناء.

أنشد هذه الأغنية مستوطنون شاركوا في المسيرة نحو بؤرة “حومش” الاستيطانية، بصراخ عالٍ ورقص متحمس وسعادة كبيرة، ويعانقون بعضهم ويقفزون بنشوة، “في هذه المرة يتم الانتقام “لعين من عينيه”، صرخ عدد من المشاركين في المسيرة؛ كانوا يغنون بصوت مثل فرقة البيتلز؛ انتقام “لعين من عينيه من الفلسطينيين”، (“ليمحَ اسمهم”!) أجابت جوقة المغنين بسرور؛ “سأنتقم لعين من عينيه من الفلسطينيين”.

جميع اليمين البيبي موحد في دعمه لهذه المسيرة وفي تفاخره بها. ووقف على رأسها يوسي دغان، رئيس المجلس الإقليمي شومرون. رجل مؤسسة الاستيطان. لا تعتبر المسيرة حدثاً لحفنة مستوطنين “متطرفين”. كان التيار الرئيسي موجوداً هناك. ويحرضون بصوت عال وبفرح وسرور، على قتل جماعي لفلسطينيين أبرياء باسم الله.

بقلم: روغل الفر

هآرتس 27/12/2021

إذا أعجبك محتوى الوكالة نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الاخبار السريع ليصلك الجديد أولاً بأول ...