24 نوفمبر، 2021
بقلم :عبد الله ولد بونا /كاتب وباحث استراتيجي موريتاني
مالم يسقط النظام الملكي في الرباط فإن الحرب حتيمة بين الجزائر والمغرب ؛ حرب لن تكون حربا تقليدية ؛ولن يطول أمدها ؛ فستكون حربا خاطفة ذات كثافة نارية عالية ؛ قصف صاروخي جزائري كثيف على القواعد الجوية والبحرية والبرية المغربية ؛بإسناد ناري جوي نوعي ومدفعي شرس ؛ وتحييد للقوة الجوية المغربية في 72ساعة ؛ وقطع عام للاتصالات العسكرية والمدنية في المغرب ؛ وضع سيؤدي لاختلال شديد في الداخل المغربي وربما يهرب الملك إلى فرنسا وتتحرك قوى مغربية حرة في الداخل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه بإعلان خلع الملك وإعلان مشروع وطني مغربي لبداية التمهيد لنظام جمهوري ديمقراطي .
بعد أسبوع واحد من فتح ابواب جهنم على المغرب ستكون الدبابات والمدرعات الجزائرية قد التهمت ثلث مساحة المغرب ؛ وستفرض الغواصات الجزائرية هيمنتها على كل الشواطئ المغربية على الأبيض المتوسط والأطلسي ؛ وسيكون جيش التحرير الصحراوي قد رفع العلم الصحراوي في قلب العيون والسماره والداخلة وبجدور وعلى كامل الأراضي الصحراوية .
إقليميا ودوليا سيحتد الخطاب السياسي لكنه سيكون غالبا خطاب منافق يطالب بوقف إطلاق النار ؛وسيشهد مجلس الأمن تجاذبا عميقا يفضي إلى العجز عن صدور قرار موحد ؛ فالجزائر كانت مضطرة لاتخاذ اجراءات حاسمة ضد المؤامرات علي سيادتها واستقرارها ؛ ولن تقبل أن يكون المغرب قاعدة تجمع للمتآمرين على الجزائر.
هي حرب دفاع استباقية لابد منها ؛ لكن الظرف الحالي قد لايكون هو الأنسب لها رغم مابه من اغراءات استراتيجية ؛ فالمغرب كسيح اقتصاديا وعسكريا ودبلوماسيا وجبهته الداخلية تشهد حراكا متناميا ضد النظام الملكي ؛ لكنه يعمل على بناء شبكة أمان عسكري بالتحالف مع تلابيب ؛ حسب ظنه؛وهي شبكة أمان وهمية ؛ فالمزيد من خطط التآمر على الإقليم يعني شيئا واحدا هو استفزاز الجيش الجزائري لحسم المعركة بسرعة واقتدار .
إنها حرب حتمية مؤجلة وعلى المخطط الاستراتيجي الجزائري اختيار لحظة الحسم المناسبة ؛ فالتعايش مع النظام الملكي المغربي مستحيل ؛ وأحلام التوسع وتعطيل الإقليم لن تخرج من رأس هذا النظام الملكي العدواني إلا بقطع رأسه…
