تنسق الجزائر وجنوب إفريقيا في علاقاتهما الدبلوماسية للتأثير على قرارات القارة الإفريقية، وتركزان على كل من إعادة قضية نزاع الصحراء الغربية الى الواجهة لتحظى بالأولوية ثم محاصرة التأثير الإسرائيلي في القارة بدء من العمل على طرد الكيان الذي يتمتع بصفة مراقب في الاتحاد الإفريقي.
وكان البلدان قد أعربا عن نيتهما نهج هذه الاستراتيجية والبدء في تطبيقها، وسمحت زيارة وزيرة خارجية جنوب إفريقيا ناليدي باندور، إلى الجزائر نهاية الأسبوع الماضي لوضع هذه الخطة قيد التجسيد والتطبيق.
واتفقت وزيرة خارجية جنوب إفريقيا مع نظيرها الجزائري رمطان لعمامرة على تحريك ملف الصحراء الغربية لمواجهة قرار مجلس الأمن الدولي الصادر نهاية الشهر الماضي، ورفضه البلدان بحجة ميله الى المغرب، ويقول البلدان أن القرار الأممي لم يكن متوازنا، وجسدا هذا التنسيق في بيان لهما يقول بـ“التزامهما الراسخ بدعم النضال المشروع للشعب الصحراوي من أجل ممارسة حقه غير القابل للتصرف في تقرير المصير للشعب الصحراوي”.
وأول خطوة في هذا المسلسل الدبلوماسي هو دفع المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في نزع الصحراء الغربية سيتفان دي ميستورا المعين نهاية الشهر الماضي الى “التنسيق الوثيق مع الاتحاد الأفريقي لضمان تنفيذ قرار مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي الذي تم تبنيه في 9 مارس 2021 بدعوة المملكة المغربية والجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، وكلاهما عضوين في الاتحاد الأفريقي، لبدء مفاوضات مباشرة من دون شروط مسبقة في هذا الصدد”، وفق البيان الثنائي.
وإضافة الى قضية الصحراء الغربية، ترتكز استراتيجية التنسيق بين البلدين على مواجهة الحضور الإسرائيلي في الاتحاد الإفريقي بعدما حصلت على صفة عضو مراقب، وسيبث الاتحاد في هذه العضوية خلال القمة المقبلة.
ولا يرتاح المغرب الى مبادرات الجزائر التي أعلنت الحرب الدبلوماسية ضده بصورة لا سابقة لها، وتعتمد على دولة رئيسية في القارة الإفريقية وهي جنوب إفريقيا التي لا تقل عن الجزائر دعما لجبهة البوليزاريو، ويدرك المغرب مدى الضغط الذي سيواجهه في الاتحاد الإفريقي بعدما جعل البلدان القضية تحظى باهتمام كبير.
وللمغرب حلفاء في القارة السمراء مثل الغابون والسينغال ودول أخرى، لكنها لا تقدم على مبادرات مشابهة لتعديل كفة الميزان في هذا الصراع الدبلوماسي، وكان المغرب قد عاد الى الاتحاد الإفريقي منذ ثلاث سنوات لإلغاء دعم الأفارقة لجبهة البوليزاريو، وتتمتع الجبهة بكامل العضوية كدولة وهي الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية التي تحظى باعتراف بعض الدول الإفريقية.
المصدر: راي اليوم