كنا ندرك ومعنا العالم أجمع و منذ الوهلة الأولى أن الإحتلال المغربي سيكشف مبكرا عن نواياه تجاه وحدة الصف الإفريقي ،وسيستعجل فضح أساليبه ،وأن من شب على شيء لا يمكن أن يشيب إلا عليه؛و لأننا نجزم بأن متاجرة المغرب الواضحة يميناً وشمالاً.. غرباً وشرقاً ،عارضا خدماته على القادة الأفارقة، هي فقط للبحث عن من يتحمل مسؤولية دس السموم في الجسم الإفريقي.
اليوم يأتي اليقين و يتواصل مسلسل نشر غسيل فضائح الإحتلال المغربي بالقارة الإفريقية ليفجرأحقاده أمراضا تجاه وحدتها ،رغم أننا لانجهل أن الدول الوازنة في القارة الإفريقية لم يكن غائبا عنها نوايا المغرب المبيتة ، وتدرك تلك الدول أن المغرب سيبقى يضع كل العراقيل امام مجهودات افريقيا من اجل السلام والتنمية تنفيذا لاجندة مشبوهة ، اصبحت مراحلها تظهر جلية للمراقبين، هدفها زرع عدم الاستقرار واثارة المواجهات ومنع الانسجام الذي ميز عمل الاتحاد الافريقي خلال السنوات الماضية.
موقع «ماكرب اون لاين »فجر قنبلة جديدة فيما يخص أساليب المغرب المعهودة وسياسة دفع الرشاوي و شراء الذمم، وفضح الموقع الإعلامي بالدليل الملموس مراسلات وزارة الخارجية المغربية وعملائها من اجل دفع الرشاوي للعديد من الدول الإفريقية لضمان تسلل المغرب لعضوية الإتحاد الإفريقي و العمل من داخل مؤسساته لتخريبه ،و إستغلال تلك الدول لخرق أهداف القانون التأسيسي للاتحاد الأفريقي الذي ينص على “الدفاع عن سيادة الدول الأعضاء وسلامتها الإقليمية واستقلالها” ، و “احترام الحدود القائمة عند نيل الاستقلال” و “حظر استخدام القوة أو التهديد باستخدام القوة بين الدول الأعضاء في الاتحاد.
وذكر الموقع أن المغرب لا يزال يحتل عسكريا جزءًا كبيرًا من تراب الجمهورية الصحراوية، العضو المؤسس للإتحاد الأفريقي.
فبعدما قدم تقرير«ماروك اون لاين » القراءات المختلفة لنوايا الإحتلال المغربي تجاه الإتحاد الإفريقي حيث ذكر أن البعض كان يظن ان قبول المغرب قد تكون فرصة جيدة لإقناع المغاربة باحترام خطة السلام الخاصة بالصحراء الغربية التي يعتبر الاتحاد الأفريقي الشريك الثاني لها.
وعلى نفس المنوال ، يتفق بعض الخبراء السياسيين الذين يظهرون غالبًا في وسائل الإعلام المختلفة على وجهة النظر هذه بناءً على الادعاء بأن عضوية المغرب هي اعتراف ضمني بالجمهورية الصحراوية منذ أن صادق عليها البرلمان المغربي.
من ناحية أخرى ، يتخذ بعض المحللين الآخرين الموقف المعاكس ، معتقدين أن مثل هذه الخطوة ستؤدي إلى تدمير هذه المؤسسة الإفريقية لأن قانون المغرب يتعارض مع الميثاق التأسيس للاتحاد الأفريقي.
ومع ذلك ، وفي خضم كل هذه الآراء والتكهنات المتناقضة ، هناك صوت صامت والذي لفت انتباه العالم بأسره مؤخرًا إلى مخبأ للوثائق السرية الأصلية للدبلوماسية المغربية ،وكيف نجح المغرب في حشد الدعم لعضويته في الاتحاد الأفريقي بفضل سلسلة طويلة من أعمال الفساد الهائلة.
كما يتضح من محتويات الوثائق المرفقة ، يمكن للمرء أن يرى رسائل دبلوماسي مغربي يبدو أنه نجح في بناء شبكة من العلاقات وراء الكواليس في كل قمة للاتحاد الإفريقي ومن خلال هذه الرسائل التي تم إرسالها لاحقًا إلى رئيسه في الرباط ، علمنا أنه في مناسبة واحدة على الأقل ، تم تقديم أموال لبعض الوفود الأفريقية لتأرجح عقارب الساعة لصالح المغرب أو الأسوأ من ذلك ، التجسس وإفشاء معلومات سرية وتقديم ملفات الاتحاد الإفريقي الداخلية للمسؤولين المغاربة .
و أكد التقريرأن أنضمام المغرب إلى الاتحاد الأفريقي جاء نتيجة لسياسة الضغط التي كانت حملة الفساد المتفشية حجر الزاوية فيها.
كما تظهر الرسائل ، فإن موها تاجما ، مدير الشؤون الإفريقية بوزارة الخارجية المغربية ، هو الذي يطلع مشرفه ، وزير الخارجية المغربي على خطة عمله.
وفي مذكرة وجهها إلى وزيره في ال5 مايو 2014 ، قدم “مقترحات للتحضير لقمة الاتحاد الأفريقي المقبلة” التي ستعقد في أديس أباباويقترح منح مبالغ مالية فردية بقيمة 5000 يورو لكل صديق” ويذكر “الأصدقاء” الذين يمثلون وفود البلدان التالية: السنغال ، غينيا ، ساحل العاج ، الغابون ، بوركينا فاسو ، بنين ، توغو ، جزر القمر ، جيبوتي ، النيجر الكاميرون وغينيا الاستوائية وغينيا بيساو وتشاد وسيراليون وليبيريا والصومال والسودان ومدغشقر وملاوي وموريشيوس وسيشيل ومالي وإريتريا وموريتانيا (رئيس مجلس الاتحاد الأفريقي) “
وفي مذكرة أخرى بتاريخ 4 يونيو 2014 ، عرض موه تاجما منح جان بابتيست ناتاما من بوركينا فاسو 2500 دولار “كحافز لمواصلة العمل وتسليم وثائق مهمة للمغرب و للدبلوماسي
المغربي موحا والكي تقيه ، سفير المغرب حاليا لدى نيجيريا.
و في 29 يوليو 2016 ، منحت “المنظمة غير الحكومية” المغربية الجديدة Nouvelle Vision de l’Afrique (NOV AFRIQUE) جان بابتيست ناتاما “جائزة PADEL الدولية لعام 2016 لأفضل مروج للدبلوماسية في إفريقيا”.
و خلص التقرير إلى أنه وعلى الرغم من كل هذه الخدع ، لم يتمكن المغرب من تغيير الدعم الثابت للقادة الأفارقة لقضية الشعب الصحراوي العادلة. على العكس من ذلك ، تكثف دور الاتحاد الإفريقي و مبعوثه الشخصي السيد شيسانو أمام مجلس الأمن الدولي عام 2016 ، زاد من عزلة المغرب في مواجهة إفريقيا الموحدة على حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير والاستقلال .
وأخيرا على الإحتلال المغربي أن يدرك أن تجاوز العقدة الإفريقية والإنضمام لإتحادها لا يتم بالتسلل خلسة،ولا بدبلوماسية الرشاوي أو بالتعالي والصلافة ،ولا بلغة التسويق والتهديد والوعيد والصراخ والضجيج ،بل بإحترام مبادء الإتحاد الذي تتشرف الدولة الصحراوية بأن تكون من أحد مؤسسيه ويحظى كفاح شعبها بين ظهران أعضائه بالتضامن والتقدير والإعجاب بعدما أسقط الصمود الصحراوي كل التوقعات المغربية ونظرية المرحلة المرسومة.
المصدر: الصحراء الغربية 24
و هذا نص التقرير الذي نشره اليوم موقع ماروك أونلاين:
https://moroccomail.fr/2021/11/24/ua-les-pots-de-vin-verses-par-le-maroc-pour-son-adhesion/