تمر قرابة سنة كاملة على الاقامة الجبرية التي فرضتها أجهزة القمع المغربية على المناضلة الصحراوية سلطانة سيد ابراهيم خيا و عائلتها، والتي تعرضت خلالها لكل أصناف التعذيب النفسي و الجسدي، كما تعرضت عدة مرات لمحاولة التصفية الجسدية، بسبب دفاعها المستميت عن حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير و رفض فرض سياسة الأمر الواقع في المناطق المحتلة من الجمهورية الصحراوية .
وتروي الناشطة الحقوقية الصحراوية في حوار ل/واج جزء من معاناتها مع وحشية الاحتلال المغربي طوال هذه السنة، تحت جنح الظلام و بالتهديد و الترهيب و الترويع، و تحت أنظار الأمم المتحدة و الهيئات الحقوقية الدولية، التي ناشدتها عديد المرات لإنقاذ حياتها و إنقاذ الشعب الصحراوي من براثن احتلال غاصب، لم تردعه لا القوانين الدولية و لا الوازع الديني و لا الإعتبارات الاخلاقية.
وأفادت في هذا الإطار، بأن قوات الأمن المخزنية تفننت خلال عام كامل في ممارسة كل الإنتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، من خلال الإغارات الليلية على المنزل العائلي بمدينة بوجدور المحتلة، خاصة فجرا، لبث الرعب في العائلة.
ولعل أخطر ما يمكن أن يحصل لأمرأة - تقول سلطانة خيا - هو اغتصابها بكل وحشية أمام عائلتها، وأمها المسنة التي تبلغ من العمر 85 سنة دون أن تستطع حماية بناتها من الإعتداء الإجرامي، مشيرة إلى أن والدتها تعاني من عدة أمراض مزمنة كالضغط الدموي و السكري.
وتتحدث سلطانة خيا بعيون دامعة و بألم كبير عن ما حدث لها منتصف شهر نوفمبر الجاري، خلال الهجوم الخامس الذي شنته قوات الاحتلال المغربي على بيتها فجرا، حيث تسللت عناصر من شرطة الاحتلال المقنعة عبر سطح منزل مجاور لمداهمة منزل العائلة، وخلال اقتحام المنزل أحدثوا أصواتا مرعبة وقاموا بسب أفراد العائلة و شتمهم بكل أنواع الكلام الساقط المعتادة من عناصر قوات شرطة الاحتلال المغربي.
وشرعت هذه العناصر بكل وحشية في تحطيم أبواب غرف المنزل وتكسير الأواني والمعدات المنزلية و تمزيق و العبث بمحتوياته و إفساد كل ما وقعت عليه أيديهم من مواد غذائية عبر إفراغها في سلة المهملات.
وبعد الانتهاء من تدمير محتويات المنزل، تضيف، انهالوا بالضرب والرفس والركل عليها، وعلى أختيها الواعرة خيا و أم المؤمنين خيا، و والدتهم مينتو الناجم أمبيريك.
وقبل المغادرة، قامت عناصر الأمن المغربية بتجريد سلطانة خيا وشقيقتيها من ملابسهن وشرعن في اغتصابهن، أمام أعين والدتهن العاجزة عن الدفاع عنهن، مشيرة إلى أنها ليست هذه هي المرة الأولى التي تتعرض كل أو إحدى هؤلاء المناضلات الصحراويات للضرب والتعذيب و الإغتصاب.
وأفادت ذات الحقوقية أنها تعرضت عدة مرات لمحاولة التصفية الجسدية على يد "بلطجية" دولة الاحتلال المغربي، إما عن طريق الخنق او الحقن بحقن مجهولة المحتوى أو استهدافها ب"مادة خطيرة"، تسمى "الضربان"، كما حاول الاحتلال عدة مرات فقأ عينها اليمنى، مذكرة بأنها لا ترى "بالعين اليسرى بسبب اعتداء سابق خلال إحدى الاحتجاجات الطلابية المناهضة للاحتلال المغربي".
كما قامت عناصر الاحتلال المغربي بنقل عدوى فيروس كورونا لها و منعها من العلاج، ناهيك عن رمي المنزل بالقاذورات و مواد كريهة الرائحة، و تكسير الاثاث و سرقته، لجعل البيت يفتقر لأدنى مقومات العيش، الى جانب منع الزيارات العائلية و مصادرة هواتف العائلة.
واستنكرت المناضلة الصحراوية ما تتعرض له و عائلتها من "تعذيب نفسي و قمع وحشي"، بسبب اصرارهم على تحرير الوطن، مشددة على ان ما يحدث في المدن الصحراوية المحتلة من عمليات "قمع ممنهجة وصمة عار على جبين الانسانية"، جازمة بأن "الشعب الصحراوي لن يتراجع عن حقه المشروع في بناء الجمهورية العربية الصحراوية على كامل اراضيه حتى لو كلفه الامر حياته".
وناشدت سلطانة خيا جميع أحرار العالم للتدخل لحماية الشعب الصحراوي الذي يعاني الامرين تحت نير الاحتلال المغربي، قائلة : "ما يحدث عيب و عار و نطالب المنتظم الدولي، خاصة الهيئات الحقوقية و على رأسها الصليب الأحمر الدولي، بحماية الصحراويين و انقاذ حياة عائلتي"، مبرزة أن المنزل العائلي "تحول الى ثكنة عسكرية ممنوع من الزيارات الا من اقتحامات بلطجية الاحتلال المغربي".
لتختم في الاخير بنداء استغاثة الى كل المجتمع الدولي و كل الحقوقيين عبر أرجاء المعمورة قائلة : "نحن في خطر.. في خطر.. في خطر.. أنقذونا".