بقلم: خطري الزين
لا يخفى على احد الدور الريادي الذي لعبه المغرب،في العمالة و الانبطاح للغرب، على مدى عقود من الزمن، فتاريخه الحديث ملئ بالمنعرجات الخطيرة و الشاذة، عن الاجماع العربي و توجهاته السياسية في ستينيات و سبعينيات القرن الماضي، بل انسحب ذلك الى افريقيا و المحيط الاقليمي للمغرب، مشكلا بذلك محورا للشر و التبعية ،ضد ارادة شعوب المنطقة و استقلاليتها.
لقد دخل الحسن الثاني مباشرة و بدون تردد و لا سابق تفكير بالارتماء في احضان المعسكر الغربي الذي تتزعمه الولايات المتحدة، معلنا بذلك عن وجهه الكولونيالي الذي يسبح عكس التوجهات التحررية، فنصب العداء لكل اشكال التحرر و الانعتاق، منخرطا بذلك في صفقات لصوصية، انجر عنها بعد ذلك دمارا و تصدعا في اركان المنطقة،و طموحات شعوبها، متنكرا بذلك لمعظم القضايا العادلة.
فقد باع قضية العرب و المسلمين المركزية- القضية الفلسطينية- بل و كان اكبر مصدرا لموجات الاستيطان اليهودي الى فلسطين،مقابل ان يتوسط الكيان الاسرائيلي لفرنسا من اجل عودة والده محمد الخامس من منفاه، و كانت اكبر هدية تلقاها الكيان من المغرب، لتكريس دولته عبر موجات و هجرات متدفقة،مشكلة النواة الاولى لعملية الاستيطان التي بها اغتصبت اراضي الفلسطينيين و صودرت ممتلكاتهم، و قسمت الى اجراء بين المحتل و المحاصر.
و توالت الصفقات السرية، تكريسا لسياسة الاحتلال و مشاريعه العدوانية ضد الفلسطينيين، ففي خضم الحرب الاسرائيلية العربية، تم كشف عن اكبر خطة لتدمير اسرائيل عن طريق بث حي و مباشر من المغرب،لمؤتمر قمة عقده القادة العرب، و هذا ما جاء في كتاب " كلام في السياسة" لمحمد حسنين هيكل، حيث سمح حينئذ الحسن الثاني للموساد بزرع مكروفونات داخل قاعة القمة، بهذا يكون الحسن الثاني بادر في ان يكون أكبر عميلا يجسد مشاريع الغرب، داخل المنطقة، من اجل دعمه و تمتين دعائم عرشه، و الوقوف في وجه كل من يريد ان يطيح او يزيح هذا البيدق، او يقف في وجهه، متمتعا بحصانة غربية مدى الحياة، و الادل على ذلك الدعم السخي لاحتلاله غير الشرعي للصحراء الغربية، بالاسلحة مرورا بالتخطيط لبناء الجدار الذي يقسم الصحراء الغربية ارضا و شعبا ، مدججا بأعتى الاسلحة و الالغام.
قاريا و اقليميا وقف المغرب في وجه حركات التحرر، و حاول جاهدا و لا يزال مصادرة احلام شعوبها، فعانت دول و حركات من مضايقاته و بث التفرقة في صفوفها و الحد من دعهما لجبهة البوليساريو، فقد نسج المؤامرة التي حيكت ضد قادة جبهة التحرير الوطني الجزائرية، و تم القبض عليهم من قبل الفرنسيين( بتحويل الطائرة التي تقلهم من المغرب، و اجبارها للنزول بالجزائر بدل تونس)و مد نظام الابارتيد بالاسلحة ضد المؤتمر الوطني الافريقي، ANC, تحرش بموريتانيا و كان يعتبرها جزءا لا يتجزأ من حدوده التاريخية، حيث اجل الاعتراف بها الى 1970.
باعتقادي، ان هذا التاريخ الحافل بالعمالة و الاتفاقيات اللصوصية ستقوده لا محالة الى التطبيع العلني بعدما كان سريا و في شى المجالات، و ستكون حجته في اعلان التطبيع، أنه من اجل دعم لجنة القدس و حماية مقدسات فلسطين.